تخطئ قوى الثورة المضادة حين تتوهم أنها نجحت في وأد أحلام شعوب الربيع العربي في الحرية والكرامة والديمقراطية والعيش الكريم، ذلك أن تلك الأحلام هي لصيقة بالإنسان منذ ولادته.

كاتب وصحفي مصري
تخطئ قوى الثورة المضادة حين تتوهم أنها نجحت في وأد أحلام شعوب الربيع العربي في الحرية والكرامة والديمقراطية والعيش الكريم، ذلك أن تلك الأحلام هي لصيقة بالإنسان منذ ولادته.
كان ولا يزال ملكًا للعرب جميعًا بل للبشرية كلها، فقد كان أحد زعماء العالم الذين يشار إليهم بالبنان، مهما كان الاتفاق أو الاختلاف معه.
يحلو للبعض الإشارة إلى دعاة بعينهم بوصفهم رموزًا للصحوة الإسلامية في السبعينيات، وليس من بينهم الشعراوي، وهذا ما يجافي الواقع تمامًا، إذ كان للشيخ دور كبير في تلك الصحوة.
عشر سنوات مرت على انتكاسة الربيع العربي، لكن قوى التغيير رغم ضعفها وقلة إمكانياتها وانفضاض الدعم الإقليمي عنها، فإنها لم ترفع الراية البيضاء، بل ظلت متمسكة بحلم الحرية والكرامة والديمقراطية.
على مدى قرابة نصف قرن من مسيرة التطبيع التي بدأت بتوقيع اتفاق السلام المصري الإسرائيلي نهاية السبعينيات، ظلت عمليات التطبيع في الإطار الرسمي مع الحكومات، ولم تفلح الجهود الإسرائيلية والأمريكية.
لم يعد المونديال حدثًا كرويًّا فقط، ولم يكن العرب أو المسلمون هم من أضفوا عليه صبغة دينية أو ثقافية أو سياسية، بل كان البادئ بذلك هي الدول والمجتمعات الغربية التي حرصت على فرض قيمها الشاذة.
بعيدًا عن المؤيدين والمعارضين، فإن الاتفاق شمل أيضًا جملة من البنود المهمة التي تضع (نظريًّا) نهاية للحكم العسكري، وتؤسس لحكم مدني كامل.
إحدى المعارك الكبرى التي فُرضت على قطر وخرجت منها منتصرة، ولم يكن انتصارها ذاتيًّا لها بل للعالم الإسلامي كله، هي معركة حمل شارة المثليين أثناء المباريات.
والعلاج لذلك هو حوار وطني حقيقي يمكن أن يستضيفه الأزهر الشريف أو بيت العائلة، أو لجنة ممثلة للنقابات المهنية والعمالية، يطرح فيه الجميع مخاوفهم ومطالبهم.
المشكلة الرئيسية أمام اليسار العربي هي أنه فكر مستورد لا يصلح للبيئة العربية المحافظة، وأنه لم يستطع تقديم صيغ تصالحية مع هذه البيئة، فظل جسمًا غريبًا وملفوظًا.