قصدَت الكاتبة التغلب على هذا الإشكال العويص، فاختارت منهجية الكتابة الموضوعاتية، فجاء المؤلف في شكل فصول يتولى كل واحد منها موضوعا محددا لا يتعداه إلى غيره.
هيبتن الحيرش
مدون ومترجم مغربي حاصل على دبلوم في الأدب الفرنسي، وله عدد من الترجمات من الفرنسية إلى العربية.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الإنسان وُضعت له حدود بالحفاظ عليها تُحفظ له آدميته، كما أُسدلت عليه حُجب بها تُستر سوأته، بمعنى أن الأخلاق تنبني على مبدأي حفظ الحدود وستر السوءات.
صرحت أوديت، في مقدمة كتابها، أنها تطمح من خلال عملها إلى رسم صورة نفسية وجسدية للبيضان، ووصف طبائعهم خالصةً من كل شائبة.
وهكذا، أيها السيد، قال العربي، قد شاهدتَ هذه المسرحيةَ وسمعتَ هذه المَلهاة، وأخذ يضحك مَحبورا حسبما تسمح به الرصانةُ المعهودةُ في بني جلدته. تعرفُ إذن ما تريده هذه الحيوانات؟
هي عبارة عن مشهد شبه مسرحي، تراجيدي، شخصيتُه الرئيسية تحيل إلى الإله أنوبيس في وضعيته المعروفة، التي تُذَكر أيضا بوضعية كل واحد منا وهو جالس يقتل الوقت سباحةً في الشبكة الدولية.
تضحك، تضحك أيها الجمل وأنتَ مُخطئ، فهذه الحياة تروق لي في الأعماق. هي دارُ مَمَر وستختفي مِن تلقاء نفسها. الحالة محرجة لكنْ غير ميؤوس منها.
يخرج الضابط أيضا، مع جنده المخضرمين، في رحلات صيد هي أكثر ما كان يهوى، لأنها تسمح له بالاسترواح قليلا بعيدا عن متاعب الإدارة، واستنشاق الهواء النقي في المروج الممتدة والجبال.
لا مراء أن زينب شغوفة بالسياسة: تهوى الخوض في الحسابات وإحكام الخطط، ركوب الحِيلة، السيطرة، السؤدد، النصر وقد تلجأ للضرب أحيانا. ولئن كانت تتوسل بكل قواها من أجل تحقيق طموحها.
هذا الرجل مسلم حقيقةً، انزعوا عنه القيود، ردوا إليه كل ما أخذتم منه واستقبلوه في خيامكم مثل أخ، وهنا فكر إبراهيم في تزويجه من ابنته التي أبدت نوعا من التعاطف معه.
ومن غريب ما يسمعه المرء هو أن هذه المعتقلات الرهيبة قد ضمت بين جدرانها الكئيبة أُسَرا بأكملها، من أب وأم وبنت، أو أب وابن، وقد حصل أن عاينَت فتاة موت أبيها داخل السجن.