نكسة يونيو وعام من الصمود

هربا من ثقل الهزيمة ووقعها الموجع

أطلق جمال عبد الناصر ورفاقه على ما حدث في 5 من يونيو/حزيران من العام 1967 مصطلح النكسة، ولا أدري لماذا اختارت دول الجوار أن تعلن عن حصار قطر في نفس التاريخ؟

لكن الآن، وبعد مرور عام كامل من الصمود والصبر على أذى الجار الذي تجاوز الأعراف والأديان أثبتت قطر أنها أقوى بعد الحصار وأن انقضاء الحول كان كفيلا بظهور آثار النكسة على من حاصروها بل أخذت بزمام المبادرة وأعلنت محصلة عام من الجد والاعتماد على النفس وأنها هى التي لن تسمح بوجود سلع ومنتجات جيران النكسة على أراضيها، وكانت ثلة من رعايا هذه الدول قد تأثروا بفقدان السوق القطري الذي يدر السمن والعسل، فعمدوا إلى التحايل من خلال تغيير اسم المنتج وبلد المنشأ للدخول إلى قطر عن طريق دول أخرى، وهو ما منعته الإدارة القطرية وشددت عليه.

الصد عن بيت الله الحرام

ولم يعبأ أهل قطر ولا من يعيش فيها من المقيمين بسياسات دول الحصار التي ركبوا فيها الصعب والذلول وسخروا معهم شياطين الجن والإنس للنيل من قطر أو انتقاص سيادتها. لكن الغل القمل والجرح الذي لا يندمل ويتجدد مع رمضان وحلول الشهر الفضيل هو المنع من العمرة وزيارة بيت الله الحرام، وهي سابقة فريدة من نوعها في تاريخ الحرمين الشريفين بمنع شعب بأكمله من الحج والعمرة للعام الثاني على التوالي أو زيارة بيت الله والصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى:

(ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

وقد توعد الله أسلافهم الأوائل من أهل مكة الذي أفسدوا في جنباتها المقدسة فقال جلت قدرته: (ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)

إن صد المؤمنين عن بيت الله وقبلة المسلمين جريمة عقوبتها عاجلة وعاقبتها مخوفة ويحذركم الله نفسه.

ويكفي أن ينصت العاقل إلى قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: والله لا يؤمن ويكررها ثلاثا فلما سئل عن ذلك قال الذي لا يأمن جاره بوائقه.أي غوائله وشروره.

تحطمت الأوهام

وهؤلاء توحشت شرورهم وبلغت شأوا بعيدا إذ جعلوا الاعتراض اللفظي أو الامتعاض القلبي وإظهار التعاطف مع ذوي القربى في قطر جريمة يعاقب عليها بالحبس والغرامة وغدت قطيعة الرحم علامة الوطنية وبرهانا على طاعة ولي الأمر! 

وحاولوا أن يفرضوا هذا على باقي دول الخليج لكن تحطمت الأوهام على صخرة الوعي التي ظهرت في مواقف أهل الكويت وسلطنة عمان، وعلى الصعيد العربي خاب فألهم وضل سعيهم إلا من الذين ألقوا رحالهم في أبوظبي ورهنوا قرارهم فيها.

وخلاصة القول:

إن حصار قطر كان نتيجة سعيها لتخفيف الحصار عن غزة ولامتناعها عن المشاركة أو القبول بصفقة القرن التي يتم تنفيذها على قدم وساق، والتي كشفت سوءة صهاينة العرب الذين باتوا تحت لحاف إسرائيل وأصابتهم الجنابة.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه