قطر في المركز الثاني للتجارة الدولية للغاز

الدول العشر الرئيسية بإنتاج الغاز الطبيعي هى: الولايات المتحدة وروسيا وإيران وقطر وكندا والصين والنرويج والجزائر وأستراليا.

                   

يشكل الغاز الطبيعي المصدر الثالث للطاقة بالعالم بعد النفط والفحم ، بنسبة 24 % من الاستهلاك العالمي للطاقة ، وفى ضوء تماشي استهلاكه مع المعايير البيئية خاصة بمحطات توليد الكهرباء ، مقارنة بمعدلات التلوث المرتفعة التي يسببها استخدام الفحم والمازوت ، تتزايد حصة الغاز الطبيعي من أنواع الطاقة المختلفة بمرور الوقت .

 وهكذا أصبح الغاز الطبيعي يشكل المصدر الأكبر للطاقة في العديد من البلدان ، ومنها تركمنستان وبنغلاديش وماليزيا وفنزويلا ومصر وغيرها ، وترتبط أسعار الغاز بأسعار النفط ولهذا هناك هبوط متواصل لأسعار الغاز خلال السنوات الأربع الأخيرة . 

وفي العام الماضي بلغ الاستهلاك العالمي من الغاز الطبيعي 3543 مليار متر مكعب، بزيادة 63 مليار متر مكعب عن العام الأسبق، بنسبة نمو 1.5%، ليستمر الاستهلاك العالمي من الغاز الطبيعي في تصاعده المستمر منذ سبع سنوات بلا انقطاع .

وشهدت بلدان: الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإنجلترا والهند وهولندا وإيران ، وغيرها نموا في استهلاك  الغاز الطبيعي. ففي العام الماضي بلغ الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي 3552 مليار متر مكعب ، بزيادة 21 مليار متر مكعب، بما يشير إلى كبر زيادة كم الاستهلاك عن الزيادة بالإنتاج .

والدول العشر الرئيسية في إنتاج الغاز الطبيعي هى : الولايات المتحدة وروسيا وإيران وقطر وكندا والصين والنرويج والجزائر وأستراليا .

وبسبب وجود فوائض بغالبية دول كبار منتجي الغاز الطبيعي ، تشكلت قائمة العشر الكبار بتصدير الغاز الطبيعي من : روسيا وقطر والنرويج وكندا والولايات المتحدة وأستراليا والجزائر وهولندا وتركمنستان وماليزيا .

وتأخذ صادرات الغاز الطبيعي البالغة 1081 مليار متر مكعب بالعام الماضي أحد شكلين، أكبرها هو تصديره بحالته الغازية بالأنابيب وهو ما يشكل نسبة 68 % من الإجمالي إلى جانب نسبة 32 % من الصادرات في صورة سائلة .

   قطر الأولى بتصدير المسال

وفي العام الماضي بلغ إنتاج قطر من الغاز الطبيعي 181 مليار متر مكعب ، وهو ما يمثل نسبة 5 % من الإنتاج العالمي لتحتل المركز الرابع دوليا بالإنتاج بعد الولايات المتحدة وروسيا وإيران، ونظرا لبلوغ كم الاستهلاك المحلى من الغاز 41.7 مليار متر مكعب ، فقد توفرت كميات ضخمة للتصدير بلغت 124.4 مليار متر مكعب ، تمثل نسبة 11.5 % من الصادرات الدولية لتحتل المركز الثاني بعد روسيا .

وتوزعت صادرات الغاز القطري ما بين 84 % منه من خلال النقل بالناقلات للغاز المسال ، و16 % للنقل عبر الأنابيب والتي تتجه لدولتي الإمارات وسلطنة عمان .

وبصادرات الأنابيب والبالغة 20 مليار متر مكعب احتلت قطر المركز الثامن دوليا بنسبة 3 % من الإجمالي والتي تحتل روسيا بها النصيب الأكبر عبر شبكة تربطها بأوربا .

أما بشأن صادرات الغاز المسال والبالغ كميته 104 مليارات متر مكعب ، فقد احتلت قطر المركز الأول عالميا بنسبة 30 % من صادرات الغاز المسال دوليا ، وتنوزع صادرات الغاز المسال جغرافيا ما بين 56 % تتجه للدول الآسيوية و23 % للدول الأوربية ، و6 % لأفريقيا و4 % لمنطقة الشرق الأوسط وحوالى 2 % لمنطقة أمريكا الجنوبية والوسطى .

أما أبرز الدول التي اتجه إليها الغاز المسال القطري بالعام الماضي فكانت : اليابان بحوالي 16 مليار متر مكعب تليها كوريا الجنوبية بكمية متقاربة ، ثم الهند وإنجلترا وتايوان والصين وإيطاليا وتايلاند وباكستان وبلجيكا وإسبانيا والأرجنتين وتركيا .

   احتياطي يكفى إنتاج  134 عاما

ويواجه الغاز المسال القطري مستقبلا منافسة متوقعة من توجه أستراليا لتصدير الغاز المسال مستفيدة من قربها الجغرافي من كبار الدول المستهلكة بآسيا ، كما أتاح توسيع قناة  بنما سهولة وصول الغاز المسال الأمريكي – الذى بدأ تصديره مؤخرا – للدول الآسيوية ، وها هى المغرب تتفق مع نيجيريا لإنشاء خط أنابيب يمكن من خلاله تصدير الغاز لأوربا .

كما تقوم كل من الإمارات وسلطنة عمان بتشييد موانئ بها لتصدير الغاز المسال ، إلا أن حجم إنتاج الإمارات البالغ 62 مليار متر مكعب لا يكفى استهلاكها البالغ حوالى 77 مليار متر مكعب ، مما دفعها لاستيراد 17.9 مليار متر مكعب من قطر بالعام الماضي ، كذلك بلغ إنتاج الغاز بسلطنة عمان 35 مليار متر مكعب ورغم ذلك استوردت 2.1 مليار متر مكعب من قطر .

وفي الوقت الحالي تأثرت الصادرات اليمنية والليبية من الغاز بالحرب الأهلية بهما ، كما شهد العام الماضي نقصا بالإنتاج بدول : الولايات المتحدة والنرويج وهولندا وتركمنستان ونيجيريا وإندونيسيا وميانمار وباكستان وبوليفيا ومصر .

أما عن احتياطيات قطر من الغاز الطبيعي فبلغت 24.3 تريليون متر مكعب  ، بنسبة 13 % من الاحتياطيات الدولية ، محتلة المركز الثالث بعد إيران وروسيا ، وهو الاحتياطي الذى يكفى لاستمرار إنتاجها بالمعدلات الحالية لنحو 134 عاما ، في حالة عدم ظهور احتياطيات جديدة .

بينما نجد أن عمر الاحتياطي بدول أخرى منتجة للغاز الطبيعي يصل لخمس سنوات فقط بكل من إنجلترا والمكسيك ، وأقل من سبع سنوات بإيطاليا وسبع سنوات ونصف ببنغلاديش ، وحوالى 11 عاما بباكستان وأقل من 12 عاما بالولايات المتحدة و14 عاما بكندا .

وهذا الأمر يتيح المجال لاستمرار تصدير الغاز القطري معززا أيضا بمعدلات النمو المرتفعة بالدول الآسيوية التي تعانى من عجز بالغاز ، والحاجة المتزايدة لتوليد الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي ، وتقليل استخدام الفحم لأسباب بيئية ، والزيادات الطبيعية للسكان بما يعنيه ذلك من زيادات باستهلاك الغاز بالمجال الصناعي والسياحي والأغراض المنزلية والسيارات وغيرها.                                 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه