سامية علي تكتب من الهند: يرمون الإله في النهر!
برغم كل التكنولوجيا الهائلة التي وصلت لها الهند فإنهم يتمسكون جداً بما يؤمنون ويعتقدون حتى ولو كانت بعض الأسئلة التي تطرح ليس لها إجابات عندهم.. يتبع.
سامية علي*
 |
الهند بلد من أقدم الحضارات والثقافات التي عرفتها البشرية، إنها البلد التي تشعرك أنك تعيش داخل أسطورة من زمن الأساطير القديمة، بلد تذهلك بتركيبتها العجيبة المتناقضة، إنها بلد الثعابين، والطواويس، والفيلة، والبقر، وبلد الإمبراطور المغولي أكبر، وغاندي، والشاعر العظيم طاغور، وهي مركز لصناعة تكنولوجيا المعلومات، وأخيرا صعدت للفضاء ووصلت المريخ.
وبرغم كل التكنولوجيا الهائلة التي وصلت لها الهند فإنهم يتمسكون جداً بما يؤمنون ويعتقدون حتى ولو كانت بعض الأسئلة التي تطرح ليس لها إجابات عندهم!
هذا الشهر يقام احتفال كبير في الهند بدأ من 17 من سبتمبر/أيلول ويستمر 10 أيام اسمه ganesha chaturathi وجانيشا هو الإله “الفيل” ففي نهاية موسم الرياح الموسمية يحتفلون بعيد ميلاد الرب جانيشا مزيل العقبات وهو إله المعرفة والحظ الجيد والازدهار، ويتم إحضار تمثال لجانيشا في كل بيت ويوضع علي منصة مزينة بأجمل الورود والزينة ويتم تقديم القرابين والمياه النقية والعسل واللبن وعمل بوجا يوميا والبوجا هي الصلاة حتي يغادر المعبود المنزل وبعد ذلك يتم أخذه في جو أشبه بالزفة حيث الغناء والموسيقي الصاخبة حتى الوصول الي النهر ورميه فيه كأسطورة “عروسة النيل”.
سألت العديد عن الحكمة من رمي الإله في النهر واتضح لي أنه لا أحد يعرف فهم يمارسون ما تعودو علية فقط ومن بعض الاعتقادات :
لمس قدم كبار السن
وهي عادة شائعة في الهند فيجب لمس قدم كبار السن، أو أي شخص يستحق الاحترام كنوع من الاحترام وهو أول درس في الأخلاق والآداب يعلموه للأطفال من الصغر ويقوم الشخص الذي لمست قدمه بوضع يده اليمني فوق راسك ليبارك لك حياة طويلة .
وعن فوائد الانحناء للمس القدم، يقولون إن الشخص الذي ينحني يزيل غروره ويصبح أكثر تواضعا.
وهناك قول مأثور يقول “كل مرة تنحني إجلالاً وإكباراً تتلقى نعمة”.
مهرجان الافاعي
الهند لديها علاقة وطيدة مع الأفاعي، وقد لعبت الأفاعي دورا بارزا في جميع الأساطير الهندية، وتعرف الهند باسم أرض “سحرة الأفاعي” حيث يتم الاحتفال بها في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب ويتم ذلك في اليوم الخامس من النصف المشرق من الشهر القمري أي خلال موسم الأمطار في الصيف.
سبب الاحتفال هو الاعتقاد أن الثعابين تشكل تهديدا كبيرا للبشرية خلال هذه الأشهر وعادة ما تخرج من جحورها عندما تتسرب اليها مياه الأمطار وهي تبحث عن مآوي .
هذا المهرجان يقاوم احتمال لدغة الثعبان خلال هذا الوقت ولهذا السبب هم يعبدونها ويقومون بتغذيتها بالحليب
وسبب أخر من أسباب الاحتفال هو الاعتقاد أن الإله كريشنا أنقذ حياة الناس من تحرشات الثعابين، فعندما كان صغيراً كان يلعب بجوار نهر يامون،ا وتشابكت كرة له في فرع شجرة وعندما كان يحاول الحصول علي الكرة وقع في النهر، وهاجمة الثعبان وحاربه وبعد مرور بعض الوقت تفهم الثعبان أنة ليس طفلا عاديا وقرر كريشنا ألا يقتله وأخذ منه وعدا بعدم مضايقة الناس بعد الأن .
Nag Panchmi
هو مهرجان احتفال لانتصار كريشنا علي الأفعي الأكثر خطورة.
ويتم الاحتفال في هذا اليوم بعدم حفر الأرض وجمع جميع الثعابين في الأواني الفخارية وتقديمها إلى المعابد في جميع أنحاء البلاد حيث تعبد في المعابد المكرسة للإلة شيفا، الذي يحب الثعابين وقد باركها وذلك عن طريق العبادة وقد حاول الثعابين أيضا إرضاءه، هكذا يعتقدون .
تحطيم جوز الهند علي الرؤوس
في كل عام يتوافد الآلاف من المصلين من الرجال والنساء والأطفال إلي ولاية تأميل نادو للسماح للكاهن بكسر جوز الهند فوق رؤسهم من أجل الحصول علي الحظ الصحة والنجاح.
ويعتبر كسر جوز الهند علي الحجر المقدس في المعابد قربانا إلى الإله وهي ممارسة شائعة في الهند.
تقول القصة إنه كان يوجد 187 جوزة هند علي هيئة حجارة خارج المعبد، وأراد البريطانيون بناء سكة حديدية عبر المعبد واعترض القرويون على الفكرة، ولاختبار ولائهم عرض البريطانيون صفقة إذا كان من الممكن كسر هذى الحجارة فوق رؤسهم سيتم تغيير مسار السكة الحديدة، ونجح أهالي القرية وتم الحفاظ علي المعبد ومازال يتبع هذا التقليد حتي الآن على الرغم من تحذيرات الأطباء. ولكنهم لا يبدون قلقين لأنهم علي ثقة من أن الإله سوف يحميهم.
إلقاء الأطفال من أعلي سطح المعبد
وسط صراخ الأطفال في مشهد أشبة بأفلام الرعب، ومن ارتفاع حوالي 30 قدما يقومون بإلقاء الأطفال الرضع ومعظمهم أقل من سنتين في طقوس تقام كل عام، في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول في ولاية كارناتاكا بهدف جلب الحظ السعيد والصحة والرخاء!
ويقف في الأسفل مجموعة مكونة من 14 الي 15 رجلا ممسكين ببطانية حتى لا يصاب الطفل عندما يسقطوه من أعلى وبعد أن يسقط الطفل يسلموه للأم.
ومن المفهوم أن الطفل يأخذ بضع دقائق قبل أن يفيق من الصدمة.
هذة الطقوس روعت جماعات حقوق الإنسان التي وصفتها “بالهمجية” وتريد الحكومة الهندية أن تحظرها.
_________________________
* كاتبة مصرية
المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه