حماس وفك الارتباط!

الكل بدا مشغولا، وبالذات في مصر المحروسة: هل فكت حماس ارتباطها مع جماعة الإخوان في مصر؟

قبل أن تعلن حركة حماس الوثيقة السياسية للمباديء والسياسات العامة الخاصة بها، بدأ الهجوم والسخرية من الحركة وتاريخها وأدبياتها، من دون أن يتوقف البعض قليلا ليقرأ الوثيقة..

الكل بدا مشغولا، وبالذات في مصر المحروسة: هل فكت حماس ارتباطها مع جماعة الإخوان في مصر؟ هل تبرأت منها؟ وأنهار من الشماتة في إخوان  مصر. وعلى الرغم من حضوري اعلان الوثيقة في الدوحة، التي خلت تماما من أي بند يعلن ذلك، بل وتوجه البعض بالسؤال المباشر إلى السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومشعل واحد من دهاة السياسة، الذي إذا أراد أن يقنعك بوجهة نظره أقنعك بها من دون أن تدري من أين جاء بهذه الدلائل!

حماس والاخوان

خالد مشعل رفض التملص من جماعة الإخوان فكريا، لكن الظاهر للعيان أن حركة حماس تختلف تماما عن جماعة الاخوان في مصر في الكثير من التكتيك والرؤية والوعي السياسي، بل وتفترق معها سياسيا في أغلب الإستراتيجيات الموجودة للإخوان في العالم كله، مثلهم مثل جماعة الإخوان المسلمين في تونس التي تختلف عن جماعة الإخوان في مصر، وكذلك جماعة الإخوان في الدولة التركية، وهذا هو الطبيعي لجماعة في حجم جماعة الإخوان، لابد من مراعاة خرائط الجغرافيا وتجارب التاريخ والمجتمعات والبلدان، فالمنهاج واحد يمتد من الشيخ حسن البنا وحتى الآن، لكن الرؤى والإدارات السياسية تختلف حسب كل مجتمع وكل إدارة سياسية.

والحق أقول لكم إن فك الإرتباط بين حماس وجماعة الإخوان في العالم سياسيا واجب وفرض عين، فحماس حركة مختلفة عن الجماعة في وضعها الجغرافي والسياسي والعسكري، وتواجه حصارا من العديد من الدول العربية التي تحابي اسرائيل تحت مسمى أن حماس إخوان، ويجب قتال الإخوان، وهي جريمة طبعا في الحالتين، لكن لا يعقل أن تتحمل حماس عبء الإخوان وعبء مقاومة العدو الصهيوني، وعبء مواجهة العدو العربي العربي!

رفض أي بديل

الأكثر أهمية في الوثيقة هو “عدم تنازل حماس عن أي جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال. وترفض حماس أي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها. ومع ذلك – وبما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية – فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة”.

لكن الحقيقة الجلية الواضحة أن مؤيدي السيسي غشي عليهم بسبب إفساد حماس لصفقة القرن التي ادعى السيسي بأنه سينفذها مع ترامب واسرائيل، لذا تاهوا في بحر لجي بحثا عن مخرج، فكان الحل في الهجوم على حماس بأنها باعت القضية، وأنها تخلت عن فلسطين لصالح الصهاينة واعترفت بإسرائيل، وكان الأدعى لتنبيههم لعلهم يفقهون هو عقد مقارنة بين اتفاقية كامب ديفيد الملعونة التي وقعها الرئيس الراحل أنور السادات، وبين وثيقة حماس ورؤيتها للعدو الإسرائيلي، وطالما أن جمهور السيسي لم يهتم للأمر فهو بحاجة منا إلى وقفة ومقال آخر لعقد هذه المقارنة.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه