حتى لا “يطفش” الرجال ويبعثروا كرامتنا

بعض الرجال –والعياذ بالله- يرجحون كفة نزواتهم وأهوائهم على حساب بيوتهم!!..وبعيداً عن طبيعة هؤلاء غير القويمة فإن مساهمة المرأة فى كل ذلك (الطفشان) تكون بسبب عدم قدرتها على الجذب.

داليا الياس*

ولكم أن تفهموا ما بين القوسين بمعنيين.. أحدهما (الطفش) الذى نعرفه في قاموسنا اللغوي السوداني الدارجي  وهو الخروج دون هدف ولا نيه في العودة.. أو (الطفش) المعروف في الخليج العربي تعبيراً عن الملل أو الزهج.

فكثيراً ما تجأر النساء بالشكوى لأن أزواجهن قد هجروا بيوت الزوجية وأصبحوا لا يتواجدون إلا لماماً، ويحكين العديد من القصص عن غياب الأزواج الطويل والمتعمد من المنزل، وحرص أحدهم على إيجاد المبررات الدائمة بدعوى العمل والطوارئ التي تحدث لأصدقائه ومعارفة كالوفاة والأمراض المفاجئة والذهاب للمقابر والمستشفيات ، ويعمد لقضاء معظم الساعات في الخارج حتى كاد أحدهم يعد ضيفاً أو زائر ليل.

والزوجة بطبعها، في أوضاعها الطبيعية، ترغب في رؤية زوجها باستمرار, لتستمد إحساسها بالأمان والاستقرار والكينونة, ولتعمد الى مشاركته تفاصيل حياته كلها من خلال الحديث المسهب والحصار الدائم, ولا تألوا جهداً في سبيل التواصل معه وإن دعي الأمر لاختلاق المشاجرات والخلافات الزوجية المعتادة .. فالشاهد أن المرأة بطبعها كائن عاطفي، يستهلك كل إمكاناته العاطفية في سبيل الاستحواذ على الآخر وإن كانت تصدر منها عمدا” أو سهوا” كثير من التصرفات المتطرفة التي لا تخضع للحكمة أو المنطق في سبيل ذلك الاستحواذ!

لذلك نجدها ترفض كل ما يأخذه بعيداً عن حدود مملكتها وسطوتها المعنوية أو المادية، ولا تستطيع استيعاب ذلك الغياب الدائم وإن كانت له أسبابه المنطقية المتعلقة بطبيعة الزوج المهنية، ورغبته في تحسين أوضاعه لأجل توفير مستوى حياة أكرم لها ولأبنائها وهو ما يمكن تعريفه بالغياب المشروع وإن تقبلته المرأة على مضض

حياة موازية
ولكن يبقى الخلاف على الغياب السالب للزوج عبر التسكع مع الأصدقاء وخلق حياة منفصله ومنغلقة موازيه لحياته الأسرية ينفق فيها وقته الغالي بين المقاهي والمنتديات أو في لعب الورق حتى الساعات الأولى من الصباح .. فهي حياة لا أجد لها مبرراً، وإن كانت الزوجة نكدية أو هنالك مشاكل عديدة تحلق في رحاب عش الزوجية، فالخلافات واختلاف الاهتمامات والطبائع لا تحل بالهروب، ولكنها تحسم بالمواجهة والنقاش، ومن الأكرم للجميع أن ينفصلا بكل احترام، إذ أن هذا العداء الصامت المفضي للفرار يتسبب في ارتفاع معدلات الحنق والغبن داخل الطرفين، الأمر الذى يرسب المشاعر السوداء بأعماقهما .. فتتسع هوة الخلاف، وقد تتحول لعداء سافر وكراهية تتضح في السلوك والمعاملة!

ولكن الرؤية المحايدة للموقف تجعلنا نؤكد أن هذا (الطفشان) له ما وراءه .. ويرجع لدوافع موضوعيه تساهم المرأة فيها بنسبة 90% على الأقل. وذلك عبر إثارة المشاكل وممارسة النكد اليومي وملاحقة الرجل بالطلبات التي لا تنتهى دون تقدير لأوضاعه المالية أو ظروفه النفسية، مما يجعله يلجأ لابتكار الوسائل التي تجعله بعيداً قد الإمكان عن مرمى هذه النيران الصديقة.

ولكن بالمقابل يوجد بعض الرجال يعمدون للغياب عن منازلهم لأسباب واهيه تتعلق في الغالب بسلبيتهم الشخصية، وعدم تقديرهم للمسئوليات ورغبتهم الأكيدة فى تدليل أنفسهم بعيداً عن رهق الزواج, وقد يذهب الأمر لأبعد من هذا ويكون بسبب تعلق الرجل المستمر في عقله الباطن بحياة العزوبية أو ارتباطه القوى بوالدته أحياناً دون أن يتمكن من حل هذا الارتباط بصوره عاجلة وحاسمة, الأمر الذى يجعله مدفوعاً لقضاء أطول وقت ممكن في رحاب بيئته المنزلية الأصلية بين والديه وأخواته وكثيراً مالا يجوز له إلزام زوجته بذلك فيترك لها حرية التصرف ما دامت ستتركه في حاله ليفعل ما يحلو له ليكونا قد دخلا فعلياً مرحلة الانفصال السريري واصبحت حياتهما الزوجية حياتان في منزل واحد!

بعض الرجال –والعياذ بالله- يرجحون كفة نزواتهم وأهوائهم على حساب بيوتهم! .. وبعيداً عن طبيعة هؤلاء غير القويمة فإن مساهمة المرأة فى كل ذلك (الطفشان) تكون بسبب عدم قدرتها على الجذب بمعناه الواسع.
سوآء على صعيد الشكل الخارجي أو مستوى النظافة أو شكل التعامل أو سياستها في تربية أبنائها ونظرتها للزواج. فالمرأة التي تعجز عن مد جسور الصداقة والألفة مع زوجها تدفعه لأكثر من الهروب, والرجل يحتاج دائماً للركون والسكينة والراحة الزوجية والدفء الأسرى…وهذا ما يمكن أن نعمل –كنساء – على توفيره حالما
التزمنا ببعض البنود التالية

روشتة علاج
إجعليه الأول في حياتك…فالرجل طفل كبير يبحث عن الاهتمام

إجعلى بيتك قدر الإمكان دائم الترتيب والنظافة فهو عنوانك لزوجك.
اهتمي بمظهرك داخل المنزل ولا تقصري الأمر على أوقات الخروج  فتكوني في كامل زينتك في المناسبات الاجتماعية فقط
إختارى الوقت المناسب لبدء أي حوار يتعلق بشئونكم العامة او الخاصة على أن يكون حواراً ودوداً
أظهري اهتمامك بتفاصيله وهواياته وعمله وأصدقائه لتكون هناك دائماً مواضيع للثرثرة فلا شيء يدفع للهروب مثل الصمت.
لا تشعريه أنه لا يتعدى كونه محفظة نقود فحسب فذلك مؤلم وجارح
إستثمرى غيابه –مالم تكوني امرأة عامله – في تحقيق ذاتك والاستفادة من وقتك وتوطيد علاقاتك الاجتماعية وممارسة هواياتك حتى تشعري بالرضا, فالفراغ يشعرك بالملل ويشحنك بالحنق والعصبية تجاه زوجك ويدفعك للانفجار.
قدري غيابه واحترمى أهله وأعينيه على الحياة
وأخيراً، فلتعلمي أنه الأقرب إليك وبيدك وحدك جميع مفاتيحه فلا تغلقيه أمام سعادتك وراحتك ونجاحك.
وأخيرا” أهمس فى أذن بنات جنسي….:
رجاء فلنكن حكيمات…كي لا (يطفش) الرجال ويبعثروا كرامتنا

________________

*كاتبة سودانية

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه