ازدواجية المعايير هي القانون الدولي المعاصر

د. طارق الزمر*

قد لا يتصور أحد أن من أبرز مظاهر الازدواجية القبيحة في عالمنا المعاصر هي تلك التي نراها في سلوك دول وحكومات تسلط كل أضوائها وقنواتها الفضائية ووكالات أنبائها ودبلوماسيتها التي لا تتوقف على مدار الساعة لتبرز بشاعة جريمة حرق “البغدادي” للطيار الأردني برغم أنه قبل ساعات كان يقصف المدنيين بالقنابل الحارقة والصواريخ المدمرة وكلاهما لا يميز بين مسالم أو مقاتل.. ولا بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ فالكل تحت القصف سواء
في ذات الوقت التي أطفأت ذات الدول والحكومات أضواءها وكممت فضائياتها وألجمت دبلوماسيتها حتى لا ترى ولا تسمع ولا تنطق بكلمة واحدة عن جرائم “السيسى” فى مصر وهو الذى قتل ألاف المدنيين المسالمين في رابعة والنهضة وقام أيضا بحرق العشرات منهم، إضافة لمن حرقهم في سيارة ترحيلات أبو زعبل، ولازال يضرب الشباب بالرصاص في الرؤوس بشوارع القاهرة وكأنه يتحدى العالم الغاضب لحرق التيار الأردني فى العراق وليقول لهم: “هل تجرؤ حكوماتكم أن تدين جرائمي كما أدانت جريمة البغدادي” ؟!
” هل تستطيع دولة واحدة من دولكم المتحالفة أن تقطع علاقتها معي كما تقاطع دولة البغدادي وتحشد العالم لحربها” ؟!                                       
“هل تقدر دولة من دولكم أن تدعو لمحاكمتي أمام الجنائية الدولية “؟!
“هل تجرؤ دولكم بل ونظامكم الدولي على تجريمي كما جرمتم البغدادي ودولته أمام الأمم المتحدة ومجلس ا?من ؟!                                                    
هل.. وهل.. وهل ؟!
ولن يجد إجابة ?ن ازدواجية المعايير أصبحت هي القانون الدولي المعاصر !!
_________________

* كاتب اسلامي وسياسي مصري

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه