إيران تريد زواج العواصم العربية.. متعة!

كسرى عاد حياً بعد ثلاثة عشر قرناً، لكن بعمامة سوداء. ولا أظن أنّ وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلّاب، الوكيل غير الحصري للتخويف من الهلال الشيعي على فضائية العربية سيعاود الظهور.

أحمد عمر*

الهلال الشيعي صار بدراً شبه تام، فمستشار الرئيسي الإيراني علي يونسي، ذكّر قبل أيام  شعوب المنطقة بعودة الإمبراطورية الإيرانية .الفارسية التي باتت عاصمتها بغداد

كسرى عاد حياً بعد ثلاثة عشر قرناً، لكن بعمامة سوداء. ولا أظن أنّ  وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلّاب، الوكيل غير الحصري للتخويف من الهلال الشيعي على فضائية العربية سيعاود الظهور، فزيارة ناصر جودة إلى طهران بشرى بعلاقات أردنية  عربية وفارسية جديدة، فإيران باتت في درعا، على حدودها. ويقرأ محللون سياسيون سكوت إسرائيل وأمريكا عن التمدد الإيراني قراءة صائبة، وهي أنّ “السكوت علامة رضا”،  وعلى هذا باتت إيران  القطب الثاني في العالم تقريباً بعد انطواء روسيا على نفسها جوعاً وتقشفاً، أو هي وكيلتها، ومندوبها السامي في المنطقة.
وعلى ذكر الهلال، وهو وصف ديني، فإنّ الشيعة يخالفون مناسك السنة للنكاية، فهم يؤخرون العيد عادة يوماً أو اثنين،  ويفطرون متأخرين في رمضان “حتى دلوك الشمس” ويحللون زواج المتعة، وإذا ما ذكرهم أحد ما بزنا  المتعة جادلوا أهل السنة بأنّهم يحللون “المسيار”، والمسيار زواج  دائم أحله بعض الشيوخ في منطقة  الخليج، وهو زواج تنازلت فيه الزوجة عن بعض حقوقها المالية، وليس مثل زنا المتعة  العلني  بعقد مكتوب ومؤقت، إما أنّه كان حلالاً، ثم حرمه  الإسلام،  فالخمر أيضاً  كانت حلالاً، وتمّ تحريمها  تدريجياً.
 يمكن توضيح  الفرق بين السنة  والشيعة، من خلال صعودين ، صعود تركيا الديمقراطي، وفي جميع المجالات العلمية والسياسية، وصعود إيران، العسكري والنووي والكولونيالي..  وهي تكاسر الغرب والعرب قائلة: إما أن تجعلوني شرطياً  وتزوجوني عواصم العرب للتمتع بها،  أو أن أطور قنبلتي، وأهددكم بها . لكن في اعتقاد كاتب السطور، أنّ الغرب يعادي تركيا ، الدولة السنية المتحالفة مع الغرب في حلف الأطلسي أكثر من عدائها ايران الشيعية النووية.
وتوشك القاهرة أن تصبح العاصمة الخامسة التي تقع بين براثن الفارسية، من غير حرب، ولا حصان طروادة، فالتحليلات تتجه إلى أنّ السيسي يريد  التقرب إليها، إما لأنّه ذكي، ولا يريد بيضه  كله في سلة واحدة، أو نكاية بالسعودية التي تتقارب مع تركيا السنية.
 ذكر الصحفي ياسر البنا  قبل أيام متسائلاً: ” هل فتحت إيران معبر رفح “يومين كاملين بعد وساطة من الجهاد الإسلامي”، الجماعة الإسلامية الفلسطينية المتهمة بالتشيع  الناعم الذي لم يصل إلى درجة أن يتحولوا إلى “حوثيي فلسطين”. يبقى أن نثبت أنّ جمهورية إيران الإسلامية دولة علمانية، وهذا ليس صعباً، مع أنّ الدين والدولة متحدان اتحاداً عضوياً،  لكن التشيع نفسه علماني، فإباحة اللذة  بفتاوى هي عين العلمانية، وهي قريبة من كل العلمانيات والعسكريات العربية، فدليل العلمانية سيأتي تباعاً، أما علمانية السيسي، فبراهينها كثيرة، فالعلمانية العربية هي الفسق والفجور ومغازلة الأقليات الدينية، واضطهاد الأكثرية الطائفية، وإجراء مسابقات الكلاب، وتأميم الرقص في كنانة عمرو بن العاص.  يبقى أنّ السيسي علماني وهذا ما لا يحتاج إلى إيضاح، فإيضاح الواضح من القبائح.
 إلا أنّ سبباً مهماً في قرب أمريكا وإسرائيل من طهران أو تفضيلها على العرب والترك السنة،  هو ما ذكرته  صحيفة يديعوت أحرنوت من أنّ  اكثر من (30) مليار دولار،  هي حجم الاستثمارات الإسرائيلية في إيران، و ثمة تعاون اقتصادي كبير بينهما و(200) شركة نفطية إسرائيلية تستثمر في مجال الطاقة في إيران!!
وحسب عبد الله الهدلق أنّ المرجع  الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل الحاخام «يديديا شوفط»  يرتبط بعلاقات حميمة مع قائد «فيلق القدس!» «قاسم سليماني» وبـ«نجاد» و«خامنئي»… وأنّ حاخام يهود إيران «اوريل داويدي سال» المقرب من «نجاد» و«خامنئي» هو عراب المتعة بين إيران وإسرائيل.
وتذكر الإحصاءات أنّ  عدد معابد اليهود في طهران (200) معبداً، بينما أهل السُّنّة في طهران أكثر من (3) ملايين ليس لهم مسجد واحد. ويذكر مراقبون أن  (17000) يهودي إيراني أعضاء في المجالس البرلمانية في كندا وبريطانيا وفرنسا  يملكون شركات نفطية كبرى وشركات أسهم في طهران .
و أنّ  إيران  تستفيد من يهودها في أمريكا عبر اللوبي اليهودي للضغط على الإدارة الأمريكية لعدم شن هجوم عسكري على منشآت إيران النووية العسكرية، مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران للشركات اليهودية. وأن (12000) يهودي إيراني من اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة الأمريكية يشكلون رأس حربة في اللوبي اليهودي والكونغرس ومجلس الشيوخ. وأنّ عدد يهود إيران في إسرائيل يتجاوز (200000) يهودي لهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة ونفوذ أكبر في قيادة الجيش الإسرائيلي. ويزعم المرجع الشيعي «أبو القاسم خزعلي» أحد رجال الدين الشيعة في إيران،  أنّ الرئيس الإيراني السابق « أحمدي نجاد» من أصول يهودية.
 وتبدو أصفهان عاصمة للنفوذ اليهودي والتجاري،  فكبار حاخامات اليهود في إسرائيل إيرانيون من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية، ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان.  ومنهم  وزير الدفاع الإسرائيلي «شاؤول موفاز» الأصفهاني النسب، وهو من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربات جوية لمنشآت إيران النووية العسكرية.  ومنهم أيضاً الرئيس الإسرائيلي السابق «موشيه كاتساف» أو “موسى قصاب”، فهو  إيراني من يهود أصفهان، وتربطه علاقات وديّة وحميمية مع قادة ايران.
 ويجدر بالذكر أن يهود العالم  يحجون إلى ضريح  قبر «بنيامين» شقيق نبي الله يوسف عليهما السلام، في إيران، وقبر «شوشندخت» الزوجة اليهودية الوفية للكسرى «يزدجرد» الفارسي الأول عليها التحية والشالوم، كما أنّ إيران بالنسبة لليهود «أرض كورش» مخلصهم، وفيها ضريح «استرو مردخاي» المقدس لديهم، وأضرحة النبي «دانيال» و«حبقوق» وكلهم من أنبياء بني إسرائيل وكورش.
ليس بين الغرب والشيعة ثارات تاريخية، فثارات الشيعية هي مع السنة قومياً وطائفياً وتاريخياً، ومقاومة الشيعة في جنوب لبنان مستحدثة ووظيفية، وأعتقد أنّ الغرب يفضل دائماً التفاوض أو محاربة جماعة أو أمة لها زعيم واحد، وهذا أفضل من السنة، التي وضعها في أسفل الجحيم، فصلاح الدين الأيوبي لم يكن شيعياً، وهنية ومشعل والقسام سنيّون، والغرب والشيعة يقدسون الحجارة والأوابد بطرق مختلفة، وهذا وارد عند السنّة لكن بدرجة أقل، فعبادة الأضرحة طارئة.  ما وقع أنّ زعامات السنة العلمانية تنشد لخامنئي الآن:” طلع البدر علينا”. لكن المتفائلين السنّة يعتقدون  أنّ ايران ستجفّ فهي عملاق مفلس، ومعدته أضيق من ابتلاع خمس دول عربية، ونكاح المتعة ممتع لكنه… عقيم!
عداوة الشيعة للسنة ألدُّ وأنكى من أي عداوة أخرى، وعلم الاجتماع يزعم أنّ عداوة الأقرباء أشد وأنكى. وإيران تنتصر لإسرائيل، بعداوة الربيع العرب

__________________

 *كاتب سوري مقيم في ألمانيا

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه