وصفة سحرية وراء إقلاعي عن التدخين!

إلى أن وفقني الله لقراءة إعلان عن شاي مبتكر أنتجته إحدى الشركات المصرية من أعشاب طبيعية يساعد في الاقلاع عن التدخين.

 

بيني وبين التدخين سجال طويل، استنزف تقريبا ثلثي عمري، أمضيت جزءا كبيرا منه لا أتخيل أبدا أن يمر يوم أو ربما سويعات قلائل دون تقبيل السيجارة، حتى إن طرح فكرة الإقلاع عنها لم يكن يخطر ببالي أساسا، وتغاضيت عن كثير من مضارها طالما أمكنني التعايش معها، مثل صعوبة التنفس والنهجان من أقل مجهود أبذله، وسواد الأسنان الذي كان كثيرا ما يشعرني بالحرج فحرصت دائما أن أخفيها أثناء كلامي وتبسمي، فضلا عن رائحة الفم الملبدة بالنيكوتين التي كانت تنفر مني بعض الناس خاصة من غير المدخنين.

رغم أنها كانت مرحلة الشباب وما فيها عادة من خوض غمار التحديات، إلا أن عجزي عن الإقلاع عن التدخين كان شديدا للدرجة التي حينما خيرت فيها بين السيجارة وإتمام الخطوبة اخترت بكل أسف وعجز الأولى.

تجربة فاشلة

ولكن متى وكيف أقلعت؟

بالطبع قد يكون الحديث في مثل هذا الموضوع خاصة مع الظروف السياسية التي تمر بها مصر الأن هروبا، لكنه هروب مستساغ يقدم تجربة قد تكون مفيدة للحريات ولكن لحريات من أسرتهم السيجارة وحولت حياتهم وحياة أسرهم إلى جحيم.

بدأت الحاجة للإقلاع عن التدخين حينما زادت حدة الشعور بالاختناق والإرهاق بدون داع، فبحثت عن الوسيلة دون جدوى إلى أن وفقني الله لقراءة إعلان عن شاي مبتكر أنتجته إحدى الشركات المصرية من أعشاب طبيعية يساعد في الإقلاع عن التدخين.

كانت فكرة هذا المنتج بحسب ما تقول نشرته آنداك إنه يقدم مزيجا من منتجات تكافح أعراض انسحاب النيكوتين في الجسم، و”زغللة” العيون، وضعف التركيز مع بديل للنيكوتين لا يسبب الادمان.

وبالطبع لم يكن أمامي سوى التجريب، وجربتها، وكانت المفاجأة على عكس ما توقعت حيث نجحت التجربة وأقلعت عن التدخين بمنتهى السهولة، واستمر الحال هكذا لمدة عام كامل حتى هذا اليوم الذي قبلت فيه تدخين سيجارة قدمها لي صديق قديم، فوجدتني أدخن سيجارة كل من يقدمها لي في هذا اليوم، حتى قمت بشراء علبة السجائر وبعد ذلك عدت مدخنا شرها أكثر مما كنت.  

يأس وأمل

لم أكن قلقا، فقد كان الأمل يحدوني أنه مع توفر قليل من الإرادة، والعودة لاستخدام المنتج السابق فإنني سأقلع من التدخين بسهولة مجددا، وذلك مع أول معاناة أعانيها.

وبعد سنوات عادت الأعراض أكثر فداحة فتوجب على حينئذ العودة لاستخدام الترياق، وبالفعل عدت لشراء المنتج ومع استخدامه اكتشفت للوهلة الاولى أنه تم غشه، ذهبت لمقر الشركة الرئيسية فقالوا إن هذا هو المنتج الذي يبيعونه منذ البداية ولم يطرأ عليه تغيير!

بعد أشهر أحضر لي صديق قادم من ايطاليا عقارا فيه 60 حبة تؤخذ كل واحدة بتوقيت محدد، وقال لي إن نشرته تقول إنه كلما شعرت بالتدخين يمكنك أن تدخن الى ان تجد نفسك لست بحاجة إلى التدخين، حينها ستكون أقلعت.

ورغم أن المنتج كان مكلفا جدا على صديقي إلا أنه لم يؤثر في شراهتي للتدخين.

جربت أيضا في سجالي مع التدخين، السجائر الإليكترونية فكانت رغم كلفتها سريعة الأعطال والعطب والفشل، وبدت كما لو كانت مزحة في موضع الجد.

بالطبع كل من حاول الإقلاع عن التدخين مر بمرحلة استخدام السيجارة المزيفة التي تعطى نكهة ومذاقا مزيفا أو منفرا، والسيجارة خفيفة النيكوتين والقطران، أو لجأ إلى التقليل التدريجي لعدد السجائر التي يدخنها يوميا، أو حتى اللجوء لتدخين “الشيشة”، وأيقن أنها تجارب موغلة في الفشل.

طوق النجاة

بعد أن صار الإقلاع عن التدخين هو قضية حياتي كلها، نصحني صديق بأن اتحدث إلى أحد الاشخاص يملك قناة فضائية إسلامية وأنه يبيع منتجا مجربا في ذلك وبالفعل تحدثت معه فنصحني باستخدام ملعقة من طحين “اللوبيا” كلما وجدت رغبة في التدخين، مع الإكثار من شرب العرقسوس والباذنجان النيئ وعصير الجرجير.

وبالفعل وبدون مبالغة، جربت استخدام اللوبيا المطحونة ونجحت في التخلص من مشكلة كادت تقضي على حياتي.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه