من الفلبين عاصمة السيلفي في العالم

 

يحب الفلبينيون التقاط الصور حد الهوس، خاصة “السيلفي” تلك الصور التي تؤخذ عادة بهاتف خلوي، ممسكا الهاتف بطول الزراع، أو بإستخدام حامل للهاتف، وهذا النوع من الصور يتمتع بشعبية كبيرة في الفلبين، خاصة بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والإنستجرام.

في عام 2012 وصفت مجلة “تايم” مصطلح “سيلفي” كأحد أفضل 10 كلمات رنانة في العالم.  وفي عام 2014 احتلت مدينة ماكاتي في مانيلا المرتبة الأولي كأفضل مدينة لإلتقاط الصور السيلفي، وحصلت على لقب “عاصمة السيلفي في العالم” ويقال إن سبب ذلك هو أن ماكاتي لديها الكثير من الأماكن المثيرة للإهتمام التي يمكن زيارتها لتناول الطعام والترفية وأحيانا يقابل الناس بعض الشخصيات المعروفة والتي يرغبون في التقاط صوراً معها أو لأنفسهم. وذلك لأن الفلبينيين شعب اجتماعي ويحب مشاركة كل اللحظات السعيدة مع الأصدقاء أو العائلة، واحتلت مدينة باسيج المركز الثاني، وجاءت مدينة سيبو في المركز التاسع.

وبالنسبة لبلد احتل المراكز الأولى في إلتقاط الصور السيلفي فقد افتتحت في مانيلا بعض المتاحف التي تتجاوز الصورة النمطية للمتاحف أحد هذه المتاحف هو متحف (الفن في الجزيرة) الثلاثي الأبعاد. 

الكاتبة في رحلة بالغابة بالمتحف
اخلع نعليك:

في أغلب المتاحف غير مسموح بالتقاط الصور أو يُطلب إيقاف تشغيل الفلاش، لكن متحف الفن في الجزيرة يسمح للزوار بالتفاعل مع اللوحات ليكونوا جزءا منها وإلتقاط الصور ومقاطع الفيديو، كل ما عليك هو خلع حذائك وتنطلق في مغامرة رائعة.

المتحف مليء باللوحات التفاعلية التي تمتد من الأرض الى السقف والتي عند تصويرها من زوايا معينة، تخلق أوهاماً بصرية تجعل الأمر يبدو كما لو أنك جزءا من اللوحة.

على سبيل المثال يمكنك أن تبدو وكأنك داخل فم تمساح عملاق، أو محاصرا داخل قارورة زجاجية في وسط المحيط، أو تخوض مغامرة تحت الماء وتحظى بمشاهدة عدد كبير من الأسماك الرائعة، أو تذهب فى رحلة الى الغابات، أو قارب في البندقية، وكل منطقة بالمتحف ذات سمة مختلفة عن الأخرى، ففى منتصف المتحف توجد بعض اللوحات الشهيرة من جميع أنحاء العالم مثل (لوحة ليلة النجوم لفان جوج، والموناليزا لدافنشي، والصرخة لإدوارد مونش إلخ.)

وأثناء سيرك بين اللوحات ستجد بابا يقودك الي مصر القديمة لياخذك في رحلة مع العلماء والمستكشفين لمعرفة اسرار الحضارة المصرية القديمة بدءا من عملية تحنيط المومياوات واللغة الهيروغليفية وكيف كانت تبدو الحياة قبل آلاف السنين.

هذا المتحف أسسه الكوري يون جاي كيونغ مع فريق مكون من 18 رسام كوري، لقد عملوا سويا وأنشأوا أكثر من 200 عمل أغلبهم ثلاثي الأبعاد.

مصر القديمة
المطعم المفاجأة

وبعد الانتهاء من جولة المتحف يوجد مطعم صغير وبسيط، هذا المطعم هو المفأجاة! لقد قاموا بإعادة تدوير العديد من الأشياء التي استخدموها أثناء رسم اللوحات كدلو الطلاء، والسقالات، والخردة المعدنية وصنعوا منها مطعما أنيقا.

ومن متحف الفن في الجزيرة الى متحف “العقل” في مدينة تاجويج الذي يقدم العلم من خلال خمس قصص رئيسية مترابطة عبر خمس صالات تمتد على طابقين بمساحة تصل الي خمسة آلاف متر مربع، وكل صالة مستقلة بذاتها وتعرض مواضيع مختلفة، وهم:

1- قصة الكون ويعرض تناغم البشرية واندماجها مع الفضاء الخارجي، انه يعرض معروضات تظهر كيف أن الحياة التي نعرفها وجدت بداياتها في النجوم، ويعرض هذا المتحف كل أساسيات الكون من نجوم ومجرات وكواكب ومذنبات وأقمار ومالا نعرفه ويتألف منه الكون.

2- قصة الأرض ويضم أول معرض دائم لنظريات تكوين وتشكيل وبداية الأرض إلى جانب معارض فريدة أخرى تركز على القوى المؤثرة في إعادة تشكيل الأرض وشكل الحياة عليها.

3- قصة الحياة ويعرض الكثير من الكائنات الحية المتنوعة وأشكال حياة هذه الكائنات وبالتالي التعرف على الكثير من المخلوقات على هذا الكوكب.

4- قصة الذرة وهو يقدم أكبر عدد من المعارض التفاعلية ويحتوي على القوى التى نسلم بوجودها وهي مألوفة جدا لدرجة أننا نأخذها كأمر مفروغ منه مثل الجاذبية، ويعرض أيضا العالم الموازي الذي لا يشبه أي شيء في الحياة الواقعية اليومية ولكنه يشكل الكثير من تقنيات المستقبل.

5- قصة التكنولوجيا وهو أكبر من جميع صالات العرض الأخرى داخل المتحف، وهى صالة العرض الوحيدة بالطابق الثاني، وتطل على المعارض الأربعة الأخرى.

يقدم هذا المعرض التكنولوجيا ليس فقط كأداة لخدمة الإنسان أو تقدم صناعي ولكن كوسيلة لتجسيد القيم الإنسانية ومساعدتنا على أن نصبح بشراً أفضل.

وهذا المتحف صممة فنانين وعلماء ومهندسين فلبينيون عملوا عن قرب مع العلماء المحليين والدوليين، والهدف من انشائه هو توفير تجربة تعليمية تلهم الزوار الفهم العام للعلوم.

وليمة للعين

وفي مدينة باساي يوجد متحف مختلف من نوعه ايضا هو متحف “الحلوى”، الذي يقف على مساحة 12000 متر مربع ويضم ثماني غرف، كل غرفة تتميز بنوع مختلف من الحلوى مثل الدونات، حلوى الخطمي، المثلجات، العلكة، غرفة حفل الشاي واللولى بوب وغيرهم.

تبدأ الجولة بدخول الزوار من ثقب حلوى الدونات الكبيرة الحجم للوصول الى غرفة الدونات، ويتم تقسيم الزوار الى مجموعات بحيث لا تكون الغرفة مكتظة بالناس ويسمح للزائر الإستمتاع بالغرفة في مساحة كافية لالتقاط الصور.

وبداخل كل غرفة دليل يقوم بمشاركة المعلومات الخاصة بكل حلوى، وعرض لحلوى حقيقية من نفس الحلوي التي تعرضها كل غرفة وتذوقها.

والمتحف في حد ذاته يشبه استوديو التصوير الكبير، وعلى الرغم من اسمه إلا أنه وليمة ضخمة للعين أكثر منها للمعدة.

وعلى بُعد حوالي 3.5 كم من متحف الحلوي يقع متحف رأسا على عقب، الذي يغطى مساحة 1700 متر، حيث يتحول العالم الخاص بك رأسا على عقب كأنك تسير على السقف أو الحائط مثل سبايدر مان، وهو متحف مختلف من نوعه، يتكون من أوهام بصرية، تجعل الزائر يشعر فعلاً وكأنه يطير، ويسمح المتحف للزوار بالتنقل بحرية داخل غرفة والتقاط الصور. ويقوم الموظفون بتوجيه الزوار الى الوضع الأفضل وطريقة وقوفهم الصحيحة لالتقاط الصور.

أحد صالات العرض المفضلة للزوار هي المنزل المائل، حيث غرفة الضيوف التى تجعلك تبدو وكأنك تطفو في الهواء وأنت مقلوب، وغرفة النوم، المطبخ، الحمام، وغرفة المعيشة.

تليها منزل المرآة، وهي منطقة تسمح للضيوف بالظهور معلقين على واجهة المبني؛ ثم ركن كيوبيد حيث يمكن العشاق بالتظاهر بأنهم أصيبوا بسهم كيوبيد، أو إله الحب، والحذاء العملاق الذي يجعلك تبدو صغيراً جدا تحته،

وليس كل شيء في المتحف رأسا على عقب فهناك أيضا لوحات مثل أغلفة المجلات التي تسمح لك بإلتقاط صورة أمامها لتبدو وكأن صورتك تحتل غلاف المجلة وغيرهم من المشاهد.

هذا المتحف مملوك للزوجين الكوريين إنسون بارك، وكيو سونغ بي، وهو الأول من نوعه في الفلبين.

الشيء المشترك والممتع في هذه المتاحف هو خلق حالة من ” المرح”.

توهم الاصابة بسهم الحب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه