لعنة الله على الفار!

“على الرغم من أن التقنية الجديدة أوقفت الكثير من الجدل الذي يحدث عقب المباريات، إلا أنها في المقابل أفقدت اللعبة الكثير من المتعة الناجمة عن الأخطاء التحكيمية”

لعنة الله على تقنية الفار ومن أبتكرها ومن قررها ومن يستخدمها.. فقد أفسد الفار علينا متعة كرة القدم، وأفقد اللعبة واحدا من أهم أسباب متعتها، ألا وهي الأخطاء التحكيمية!!

لمن لا يعرف فإن الفار هي تقنية جديدة أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم” الفيفا” منذ ثلاثة أعوام وبالتحديد في 2016، وهي حروف معربة أصلها “VAR” هي الحروف الأولى لعبارة Video Assistant Referee ومعناها حكم الفيديو المساعد، ويستخدمها الحكام بالمباريات في أربع حالات فقط أولها لمراجعة الأهداف ومدى صحتها إذا ما التبس الأمر على حكم الساحة والمساعدين.. ثانيها لمراجعة الأخطاء التي ينجم عنها ضربات جزاء.. ثالثها في حالة إشهار البطاقات الحمراء المباشرة وليس الناتجة عن البطاقة الصفراء الثانية.. رابعها في حالة الإنذارات والطرد إذا ما تم منحها بالخطأ..

وعلى الرغم من أن التقنية الجديدة أوقفت الكثير من الجدل الذي يحدث عقب المباريات، إلا أنها في المقابل أفقدت اللعبة الكثير من المتعة الناجمة عن الأخطاء التحكيمية، فتلك الأخطاء كانت في السابق جزءا مهما من اللعبة، وبدلا من يعالج الفار أخطاء الماضي ويضفي على اللعبة المزيد من المتعة والإثارة، جاء ليفسدها ويعكر علينا متعتها..

وإذا كان الفيفا قد أقر تلك التقنية من أجل تحقيق المزيد من العدالة بين الفرق المتنافسة، وأيضا للحد من أخطاء الحكام المتعمدة وغير المتعمدة، إلا أن هذا لم يتحقق على أرض الواقع، فلا الفار حقق العدالة، ولا هو حمى اللعبة من أخطاء الحكام، ولعل الذي تابع مباراتي النهائي بدوري الأبطال الأفريقي بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي رأى حجم الظلم الذي تعرض له الوداد المغربي ذهابا وإيابا عندما ألغي له هدفان صحيحان ذهابا وإيابا كانا كفيلان بحصوله على اللقب، ولأن الأخطاء كانت ظاهرة وفاجرة فقد قرر الاتحاد الأفريقي للعبة “كاف” إعادة مباراة الإياب التي انتهت بفوز الترجي بهدف نظيف، فيما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل بهدف لمثله، وكانت النتيجة الطبيعية للمباراتين فوز الوداد ذهابا بملعبه 2 / 1 بدلا من التعادل 1 / 1 ، والتعادل في الإياب بتونس 1 / 1 بدلا من الخسارة بهدف..

كان الأولى بالفيفا وهو يجري مجموعة من التعديلات الجديدة على قانون اللعبة بهدف زيادة متعتها، أن يعيد النظر في أمر تقنية الفيديو بعد المشاكل والأزمات العديدة التي وقعت.. فالسؤال الذي لم يجب عليه الفيفا بعد ثلاث سنوات من تطبيق التقنية الجديدة هو: هل حققت الفار الأهداف المرجوة منها بتحقيق العدالة وزيادة المتعة؟

بالقطع الإجابة لأ.. لأن الفار لم تحقق أي عدالة إضافية بدليل الأخطاء الجسيمة التي مازال يرتكبها الحكام وتسببت في إهداء الانتصارات لمن لا يستحق وحرمان من يستحق، ولنا في مباراة الترجي والوداد العبرة والمثل، كما أنها لا تضف أي متعة على المباريات، بل بالعكس، فهي تفسد المتعة بسبب كثرة إيقافها للعب وإهدارها للوقت الأصلي للمباريات..

من هنا أرى أنه من الواجب على مسئولي الفيفا أن يتحلوا بالشجاعة الأدبية والاعتراف بفشل التجربة، بل وإلغاءها فورا.. نريد مباريات بأخطاء تحكيمية!

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه