كافحوا السرطان بـ “اليوجا”

 

مع إنتشار مراكز اليوجا في أنحاء العالم لجأت نسبة كبيرة من النساء الناجيات من السرطان إلى ممارستها باعتبارها وسيلة لتعزيز الصحة الجسدية وتقوية الجسم، وتعزيز الجهاز المناعي وتحقيق السلام الداخلي.

تقول ” مروة قاسم ” إحدى الناجيات من السرطان ” لقد استطعت أن أجد نفسي من جديد بعد فترة صراع استمرت 5 سنوات مع المرض، لقد ساعدتني ممارستي لليوجا على تقوية جسدي والتعامل مع المرض بشكل أفضل “.

قبل خمس سنوات شعرت مروة بإعياء شديد شخصه الاطباء أنه التهاب رئوي، وبعد فترة من العلاج اشتبه الأطباء في حدوث جلطات في الرئة، وتم نقلها الى المستشفى لإزالة الجلطات، لتبين الأشعة أنها تعاني أورام في الغدد الليمفاوية.

أخفي عنها أشقاؤها إصابتها بالمرض لأن شقيقتها كانت قد توفيت بسبب نفس المرض، لكن الأطباء أخبروا أشقاءها بأنها يجب أن تجري عدة جراجات لاستئصال الغدد الليمفاوية، الرحم، الزائدة، والمرارة.

لم يقوي أشقاؤها علي مصارحتها وطلبوا من الطبيب المعالج أن يخبرها بنفسه.

تقول “مروة” لم أستطع أبدا أن أنسى هذا اليوم عندما سألني الطبيب: هل أنتي متزوجة ؟ فأخبرته لا.

وبدأت أشعر بالقلق فغالباً ما يصاحب تلك الجملة عبارة مخيفة.

وبالفعل قال وهو يحاول أن يستجمع شجاعته: يجب علي أن اصارحك بشيء، لديك بعض الأورام ويجب إستئصالها ويوسفني ان أخبرك بأنكِ لن تكوني قادرة على الإنجاب.

مروة
هل سيتساقط شعري

لا أعرف لماذا جاء على ذهني صور الأطفال المصابين بالسرطان الذين أشاهدهم في إعلانات التلفزيون وشعرهم متساقط ، ووجدت نفسي أسأل الطبيب بسذاجة شديدة : هل سيتساقط شعري؟

لم يجبني .

وعدت أسأل من جديد هل سيتساقط شعري؟

قال: ربما، لكنه سينمو ثانية.

لا أعرف حينها لماذا سألت هذا السؤال دون أن أسأل عن مخاطر الجراحة ، لكنه كان السؤال الأوحد الذى خطر على بالي بعد أن عرفت بإصابتي بالمرض.

تقبلت “مروة” الأمر بصدر رحب، وحاولت ألا تظهر قلقها وخوفها حتى لا يشعر والدها الذي أصابته الحسرة والمرارة على وفاة شقيقتها.

تقول “مروة” “كان التعافي من الجراحة أكثر صعوبة مما توقعت، كان لدى أثار جانبية مؤلمة وانتهي الأمر في مكوثي في فراشي بالمستشفى لمدة شهرين، لم أتمكن خلالها من الوقوف على قدمي، أو الحديث، لقد كانت المرة الأولي التي أجري عملية في حياتى”.

وبدأت مرحلة جلسات الكيماوي التي استغرقت سنة ونصف، حتى بدأت تشعر بالإحباط، خاصة بعد أن أظهرت الفحوصات وجود ورم جديد وهي ليست علامة جيدة..

اليوجا هى الحل

كانت قد سمعت عن فصول اليوجا التي تقدمها السفارة الهندية بالقاهرة في مركزها الثقافي وقررت أن تستخدمها باعتبارها نوعا من العلاج التكميلي، بعد أن شعرت بحاجة الى أحدهم ليعيد توجيهها من جديد.

لقد كانت رحلتها التي استمرت خمس سنوات مع مرض السرطان صعبة لكنها وجدت عزائها في فصول اليوجا التي كانت مصدر شفاء روحي لها.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد دليل علمي على أن اليوجا يمكنها فعلا علاج أي نوع من أنواع السرطان إلا أن الدراسات والأبحاث تشير الى أن ممارسة اليوجا التي يعود تاريخها الى حوالي 5000 عام في الهند القديمة يمكن أن تساعد في الوقاية من السرطان، وتساعد مرضي السرطان والناجين منه على تقليل الآثار الجانبية بعد العلاج عبر التمارين الحركية ، والتأمل وتمارين التنفس ( البراناياما ) العميقة الذي يتم التأكيد عليها في جلسات اليوجا والتي تزيد من تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى الخلايا ، مما يوفر العناصر الغذائية الحيوية للخلايا المتعبة ويزيد من التخلص من السموم في الجسم ، كما أنها تساعد على تبديد القلق والتوتر وتمكين مرضى السرطان من الإستقرار بشعور اكبر بالراحة .

إن اليوجا التي تعني في اللغة السنسكريتية “الإتحاد، الإتصال”، لذلك فهي تركز على إتحاد الجسد والعقل والروح معاً في وئام دون الإنحرافات العقلية التي توفر بدورها شكلاً مثالياً ومتوازناً لتمرين كامل الجسم وهذا هو احد الاسباب أن الاطباء اصبحوا يوصون المرضى بممارسة تمارين اليوجا .

 

 

 

 

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه