قطر تنتصر.. وقادرة على تحقيق المزيد

 

 

إنجاز كروي كبير، بصدى سياسي أكبر..  

فقد شاءت الأقدار أن يكون الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب القطري بالفوز بكأس أمم آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، على أرض دولة الإمارات، لحكمة ما؛ جعل الله قطر تحقق أهم وأعظم إنجاز كروي في تاريخها على أرض الدولة التي تحاربها وتسخّر كل إمكاناتها من أجل تعطيل مسيرتها وإسقاطها، إرادة الله غالبة وقضاؤه نافذ بنصرة المظلوم وهزيمة الظالم حتى وإن كانت المواجهة بين الظالم والمظلوم في عقر دار الظالم نفسه.. إرادة الله هذه هي التي ضاعفت الفرحة بالإنجاز ليس بين الشعب القطري فحسب، بل بين كل الشعوب العربية التي تعاطفت مع قطر بعدما رأت أنها تعرضت للأذى والظلم من دول الحصار..

المنتخب القطري استحق الإنجاز لأنه كان الأفضل والأقوى بين جميع الفرق المشاركة، وأرقامه التي حققها خير شاهد على ذلك، يكفي أنه فاز بالكأس دون هزيمة، ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد فقط، وهو صاحب أعلى رصيد تهديفي في البطولة برصيد تسعة عشر هدفا.. وكل هذه الأرقام لم تتحقق بالمصادفة، وإنما هناك العديد من الأسباب التي دعت لذلك، نجملها في السطور التالية..

الأداء التكتيكي

تميز أداء المنتخب القطري على مدار البطولة بالثبات الفني مع الالتزام بالأداء الخطي المرسوم، ويحسب للاعبين انضباطهم التكتيكي العالي في كل المباريات، ذلك على الرغم من حرص المدرب الإسباني فيلكس سانشيز على تغيير طريقة اللعب من مباراة لأخرى، حيث حرص سانشيز على التعامل مع كل مباراة حسب قدرها، فتجده مثلا لعب أمام الإمارات بالدور قبل النهائيلعب بطريقة 4-5-1، في حين لعب أمام اليابان بالنهائي بطريقة 3-5-2، وبالرغم من اختلاف طرق اللعب بما يفرض على اللاعبين تغيير مراكزهم، إلا أن اللاعبين قدموا أداء تكتيكا عاليا، كان هو الأفضل بين جميع الفرق..

الروح القتالية

أبرز ما تميز به لاعبو المنتخب القطري هو روحهم القتالية العالية، تلك الروح التي جعلتهم يتعاملون مع كل المباريات برغبة واحدة وهي تحقيق الفوز دون النظر لاسم المنافس أو حجمه، ولعل هذا ما يفسر نتائجهم الكبيرة في معظم المباريات (على كوريا الشمالية 6 / صفر وعلى الإمارات 4 / صفر).. وتلك الروح أيضا هي جعلتنا نرى لاعبين في خط الهجوم يقومون بمهام دفاعية على أعلى مستوى، وقد تجلى ذلك في مباراة النهائي أمام اليابان عندما تدخل المعز علي رأس حربة الفريق لإنقاذ مرماه من واحدة من أخطر فرص المنتخب الياباني..

المهارات الفردية

كان لافتا أيضا الأداء المهارى العالي الذي تميز به أكثر من لاعب بالفريق القطري، وقد رأينا ما قدمه أكرم عفيف من مهارات فردية جعلته يتغلب على أصعب المواقف، ويصنع أخطر الفرص من أضيق الزوايا، ورأينا أيضا كيف استخدم الكابتن حسن الهيدوسي مهارته الفردية وهو يحرز الهدف الثالث في مرمى الإمارات عندما انفرد بالحارس خالد عيسى وغمز الكرة من فوقه بمهارة يحسد عليها، وتجلت المهارات الفردية في الهدف الرائع الذي افتتح به المعز على ثلاثية مباراة اليابان من خلفية مزدوجة فشل حارس اليابان في صدها..

بقي القول إن هذا الفريق يضم مجموعة من اللاعبين صغار السن الذي يمكنهم البقاء في الملاعب لعدة أعوام، وهم قادرون على تحقيق المزيد من الانتصارات والبطولات.. كأس آسيا لن تكون الأخيرة

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه