قصة علاج كورونا ببول البقر.. هنا الهند!

الغريب فى الأمر أن تلك الإعاءات لاقت قبولاً لدي المجتمع الهندي ففى بعض المدن الهنديه يتم شرب بول الأبقار على أنه ترياق يعزز المناعة ويقتل الفيروس وتم رشه فى بعض المناطق كمطهر

 

لهؤلاء الذين أدهشتهم ثقافة الصين الغذائية، سوف انقُلكم إلى مستوى أعلى واغرب من الدهشة إلى بقعة اخرى من العالم، إلى شبه القارة الهندية التى يفصلها عن عالمنا حاجز غير مرئي. فبينما يكافح الأطباء في جميع أنحاء العالم جائحة فيروس كورونا ومع اشتباه العلماء الصينيين في أن عدوى كورونا قد انتقلت عبر الخفافيش خرجت العضوة المنتخبه في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند “سومان هاربريا” بحل للقضاء على فيروس كورونا عن طريق ” الجوموترا ” (بول البقر) وروث البقر، قائلة في حديث نقلته صحيفة “

إنديا توداي” أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق الهواء ويمكن علاجه عن طريق استخدام بول وروث الأبقار. ليس هذا فقط بل قالت أيضا أنه يجب القيام ب “هاوان” (الصلاة للآلهة أمام النار) باستخام روث البقر فى الصين لتنقية هواء البلاد ووهان الصينية التى هى مركز تفشي فيروس كورونا ” وقالت أيضا: ” أن القديسين، فى العصور القديمة صنعوا البانشامريت (إكسير الآلهة يستخدم فى العبادة الهندوسية وفى طقوس الصلاة) باستخدام بول البقر والحليب والعسل الذي شفاهم من جميع أمراضهم ومكنهم من العيش ألف سنة.

الأبقار المقدسة:

 وليس هذا رأي هاربريا وحدها فقد إقترح أيضا رئيس منظمة هندو مهاسابها ” سوامي شاكراباني مهراج ” استخدام الأبقار الهندية للعلاج خاصة التي لا تأكل القمامة من الشارع وأنه سوف يتم نجاة الأشخاص الذين سيرددون تعويذة ” أوم ناماه شيفاي” ويطبقون روث البقر على أجسامهم “. وعلل سبب الإصابات بفيروس كورونا بأنه يرجع الى إستهلاك الناس للأطعمة غير النباتية وهنا تبدأ المشكلة فهي مصدر جميع الأمراض والطاقة السلبية.

الغريب فى الأمر أن تلك الادعاءات لاقت قبولاً لدي المجتمع الهندي ففى بعض المدن الهنديه يتم شرب بول الأبقار على أنه ترياق يعزز المناعة ويقتل الفيروس وتم رشه فى بعض المناطق كمطهر.

ولكن هل يمكن لبول وروث الأبقار فعلا وقف انتشار الفيروس؟ بالطبع لا يوجد أي دليل علمي على صحة هذا الكلام.

 هذه ليست الحلول الوحيدة التي اقترحت فى الهند فقد اقترح “بابا رامديف” معلم اليوغا الأكثر شهرة في الهند ورجل الأعمال صاحب العلامة التجارية الأيورفيدية “باتانجالي” علاجا من طب الايورفيدا (شكل من أشكال الطب البديل) من شأنه أن يساعد في درء الفيروس عبر مقطع فيديو ترويجي يظهر فيه بزية الزعفراني ممسكا في يده عينة من نبات “الأشواغاند” (نبات تستخدم جذوره لصنع الدواء) ويطلق عليها أيضًا اسم الجينسنغ الهندي، لكن أخصائيي الرعاية الصحية فى الهند قد شككوا في ادعاءته.

علاج آخر:

أما الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت فقد كان له رأي آخر فعندما سعى مجموعة من أتباعه من البوذيين الصينين للحصول على مشورة روحية حول سُبل احتواء انتشار فيروس كورونا، أخبرهم أهم يجب أن يحافظوا على راحة البال لاحتواء التهديد الذي يشكله الفيروس وأن يرددوا قدر الإمكان مانترا تارا “اوم تيتار تيور سهي”. وهي عبارة عن شعار قديم مرتبط ب “تارا ” أم جميع البوذيين والحامية التي تأتي للمساعدة لتخفيف المعاناة الجسدية والعاطفية والروحانية، وشارك هو أيضا مقطعا صوتيا وهو يهتف مانترا تارا .

 للأسف في وسط كل المعاناة التي يعانيها سكان العالم أجمع فإن تلك الخرافات هي السبب الأكبر والأعظم في انتشاره فبينما يكافح الأطباء والعلماء لإنقاذنا من تلك الجائحة وبأقل خسائر بشرية ممكنه ، تطل علينا تلك الخرافات التي كانت سببا رئيسيا في نشر هذا الفيروس في العديد من البلاد ، نحن دائما بحاجة الي من يحد من تلك الخرافات فالعالم بعد تلك الجائحة لن يكون هو نفس العالم ، فالتوجه لتقدير العلم والعلماء لابد أن يتزايد وأن يوضع في مقام يليق به وبهم ، وأن نعيد النظر مره أخرى في مغالاة رجال الدين والتحدث بما لا يلق أن يلصق به .

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه