طحالب الثورة وثعالب الشرعية

جريمة قتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية، ونشر عظامه ثم التخلص من بقاياه، جعلت دواعش التنظيم، تلامذة مبتدئين إلى جوار دواعش الحكم من الطواغيت المستبدين

 

داعش ليس مجرد تنظيم محترق مخترق، يقوم على التكفير والتفجير، واستحلال الدماء والأموال.
وإنما أصبح فكرة عامة يحملها كل من أراد أن يضرب في الدعشنة بنصيب، بل ربما تفوق على الدواعش من يملك من أدوات القتل والفتك مالا يملكه البغدادي وإخوانه، فأين الدواعش من مذابح بشار أو جرائم “أبو منشار”؟ فقد استخدم بشار الأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا في قتل شعب بأكمله فعل به مالم تفعله الجيوش الغازية، وفاق معسكرات النازية.
أما جريمة قتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية، ونشر عظامه ثم التخلص من بقاياه، فجعلت دواعش التنظيم، تلامذة مبتدئين إلى جوار دواعش الحكم من الطواغيت المستبدين!

الغمز واللمز

وهناك من يستخدم إرهاب الدواعش في محيط الأراء والقناعات من خلال تشويه المخالف، وشيطنة الأفكار والمقترحات، باستخدام الطعن والغمز واللمز، ولا مانع في بعض الأحيان من قليل من (الردح)!  لكن تحت شعار براق، ولافتة جذابة تأخذ بقلوب البسطاء وعقول العامة، ويعتبر الشيعة الروافض الطليعة في ذلك، حيث رفعوا شعار الانتصار لآل البيت، وهدفهم تقويض البيت من الداخل، فما طعن الإسلام بخنجر كما طعن من الراوفض والدواعش وكلاهما أسس لتشويهه وتقويضه.
كما تتجلى هذه الظاهرة الآن في ظهور فئام من الأنام، بلا خطام ولا زمام، وبلا تاريخ يُذكر، أو حاضر يشكر، رفعوا لواء الشرعية لتحقيق مكاسب شخصية، وبناء مراكز اجتماعية، وجعلوها عقيدة ولاء وبراء، والشرعية وأهلها منهم براء، أطلق عليهم البعض دواعش الشرعية، والواقع أنهم طحالب الثورة، وثعالب الشرعية.
طحالب طفت على سطح ثورة يناير، وثعالب تسرح بمكر وختل، بحثا عن حظوظ النفس.

هذه البؤر

أما غاية العجب ففي المعسكر الرافض لانقلاب العسكر، الذي يعرف ذلك كله، وبعضهم يدرك خطورته، لكنهم سكتوا عنهم اتقاء شرهم، وسلاطة ألسنتهم، ما جعلهم يتقدمون صفوفهم، ويعتلون منابرهم!
فهل من عجز عن مقاومة هذه الطفيليات، أو سمح لها ان تتغذى على مائدته، قادر على مواجهة العسكر أو دحر الانقلاب؟
إن هذه البؤر ليست متحدة الهدف، وإن تشابهت في الوسائل، فمنهم من منتهى أمله فيما يحققه من نفع مادي، أو ظهور إعلامي، وهؤلاء كصغار الأفاعي، أما الرقطاء الكبرى فتنفث السم القاتل لهدم الثوابت، وزرع الطريق بالقنابل أمام كل من يفكر في أن يخطو خطوة إلى الأمام، ولا يمكن لهذا الجهد الضخم والكتابات المتنوعة، مرة بلسان الأديب، وأخرى بلغة الفقيه، أو خطاب السياسي والمفكر أن يكون عمل رجل، أو جهد امرأة، وإنما هي لجان وكتائب تنفخ في هذه الأبواق المستأجرة. أو أننا أمام خلق جديد جمع مواهب الإنس، وملكات الجن بحيث استطاع أن ينبش في سيرة الشيخ محمد عبده، وينهش الإمام رشيد رضا كفعل عتاة المستشرقين، أو أن يقدح في الرئيس أردوغان بأساليب شرار الشانئين والكارهين، حتى اللاعب محمد صلاح الذي أحب العالم موهبته، واتفق أهل مصر على محبته وطيب سمعته، سلقوه بألسنة حداد أشحة على الخير.

لو أن سجاح كتبت

فهل يغضبك بعد ذلك، أن يكتب اسمك في سطر فيه هؤلاء، أو ينالك مثل ما نالهم من الأذى والافتراء؟
لكن ما تعزيت في هذا بمثل ما كتبه الأستاذ محمد خير موسى حيث قال:
(‏نسبةٌ لا بأس بها من الإسلاميين من شتى التّوجهات، لو أنّ “سجاح” كتبت مقالا تمدحهم فيه لصاروا يتنافسون فيمن يناديها “الأخت الفاضلة” 
ولو أنّ “مسيلمة” أشاد بهم في موطن أو مقال لتهللوا وتناقلوا بينهم مقال “الأخ مسيلمة”).
اللهم عليك بكل مسيلمة كذاب، وبأختهم سجاح.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه