حسناوات ألمانيا.. عندما تصبح هيفاء ونانسي “أكاذيب”

اعتقد أني وقعت في حب عجوز المانية في الستين اسمها مريانا. وربما أطلب يدها.الهدر الأكبر هو في بلادنا، وهو هدر الشعوب فرداً وجماعات، أما الهدر في أوربة ألمانيا الغنية فهو ليس بقليل.

أحمد عمر*

 .اعتقد أني وقعت في حب عجوز المانية في الستين اسمها مريانا. وربما أطلب يدها
الهدر الأكبر هو في بلادنا، وهو هدر الشعوب فرداً وجماعات، أما الهدر في أوربة ألمانيا الغنية فهو ليس بقليل. في القرية التي أقيم فيها منفياً حدائق غناء وساحات خالية لا يسمر فيها أحد، وألعاب ومراجيح لا يتأرجح بها أحد، وسواقي وأنهار لا يتنزه على ضفافها أحد، وليس فيها ضفادع ولا أسماك، وباصات قاطرة ومقطورة لا تجد فيها إلا راكبا واحداً أو اثنين! وطعام كثير يكبُّ في القمامات! وأثاث لا يزيد عمره عن سنة أو اثنتين يرمى في الشوارع! فالأجور هنا عالية، والأوروبي يملُّ بسرعة.

العجائز أكثر أهل البلاد، لكن الهدر الأكبر في كفر نعمة الجمال، فالحسناوات كثيرات، وهيفا وهبي وكيم كردايشان ونانسي عجرم أكاذيب حقيقة، صنعها الإعلام بمراهم الأضواء وعقاقير الألحان والتشهير الغشوم.  والذي نفسي ونفس أنجيلا ميركل بيده، أن أي واحدة من هؤلاء  أجمل من هيفاء بعشرات المرات . نساء خادرات من شدة البياض، يمشين شبه عاريات ،لا يتحرش بهن أحد، أفخاذ عارية، من الكعبين حتى مطالع الجيوب الخارقة، و حتى سفوح هيمالايا، أفخاذ سهلة بضة، ممتدة حتى أمواج الأطلسي ، خالية من الشعر والوبر، وبيضاء يكاد يرى العظم من تحتها، تعكس ضوء الشمس ونور القمر.

كتب عزيز العظم مقالا ساخرا من الحوريات المطاطيات، التي يرى مخ عظامهن ، في الجنة، من تحت جلودهن،   لكن الرجل كان يعادي اعتقاديا الإسلام ، فالوصف هو  مقاربة جمالية من المفسرين المسلمين لا أكثر.

حسناوات لا يبالي بهن أحد ولا ينظر اليهن أحد، أما التحرش فشبه معدوم. والحسناوات اللاتي يمشين مشية السحابة لا تريث ولا عجل، يبتسمن للغادي والرائح، والابتسامة هي أول الكيد ومنتهاه، وصاحبي الصعيدي يهذي قائلا عند كل تحية والتحيات عندهن طويلة مثل أشجار الحور: هلوووووووووووو. فيقول: إيه “الذوك” ده.

 لم أجد صبايا إسطنبول جميلات ويقال إنّ بنات مرسين أصولهن إغريقية وجميلات يسلبن اللب، وثمت مثلٌ كردي مسجوع يقول: ليس أطيب من ثلاث: “أكل البرغلات، والنوم في الفروات، ونكاح التركيات”. ذكرت المثل أمام عجوز شمطاء كردية فاحتجت على الطيب الثالث، فاعتذرت إليها وقلت أنت غير مقصودة يا جدتي فأنت لست تركية.

لم أزر مصر، ولا أظن أني سأفعل قريبا، فأهلها منبوذون ومنفيون في الداخل جزئياً وفي المنافي كلياً، لكن زائروها قالوا لي إنّ حسناواتها غير كثيرات ويعدون على أصابع الأخطبوط وهنّ: ليلى علوي، ومرفت أمين أيام الشباب طبعا وظهرت بالشورت القصير لا بالبكيني في فلم مرجان أحمد مرجان خوفاً من كشف آثار الزمن وليس تقوىً أو حشمةً، والحسناء الثالثة هي الحسناء مستشارة القضاء والقدر آبلة تهاني. أما صديقنا الشاعر المصري فكان في زيارته الشام مبهوراً بجمال الشاميات، وبأناقتهن أكثر، ووجدت شابا من نجد والحجاز، يقصد الشام للجهاد- على الأغلب- للفوز بحوريات الدنيا لا الآخرة، يسألني عن معنى الصهر؟؟
قلت: الصهر؟ ما سبب سؤالك؟ قال لي إنّ أصحابه في الحجاز يسألونه هل صاهرت أهل الشام أم لا؟
 فقلت آلا تقرأ القرآن:  “فجعل منه نسبا وصهرا وكان ربك قديرا”

 وتروي كتب السيرة “أنّ غزوة تبوك كانت في زمان عسرة من الناس، وجدب من البلاد، حين طابت الثمار، فالناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم. وكان صلى الله عليه وسلم قلما يخرج في غزوة إلا ورّى بغيرها، إلا ما كان منها، فإنه جلّاها للناس لبعد الشقة، وشدة الزمان.
فقال ذات يوم -وهو في جهازه -للجد بن قيس «هل لك في جلاد بني الأصفر؟ ” فقال: يا رسول الله، أتأذن لي ولا تفتني؛ فقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر، ألا أصبر، فقال: ” قد أذنت لك» ففيه نزلت: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} “
 وقالت لي سائحة من نساء بني الأصفر، زارت سوريا، إنها شعرت بالذعر، وكان ذلك قبل الثورات، إذا رأت مدنيين (المخابرات) يحملون المسدسات في دمشق، فقلت لها سيدتي، هذه المظاهر هي أقسى في بلادكم وأشدّ وأنكى؟
فاستغربت وبهتت وقالت: في أوربا؟!  قلت ، يا مولاتي إنّ المسدس يقتل واحداً او أثنين أو ثلاثة أما هذه  الأجساد العارية الفتاكة المفترسة ، “الإيبولا” ، وأشرت إلى سيقانها المشرعة كالرماح العوالي و زلازل صدرها مائة على مقياس ريختر. فابتسمت راضية. قالت لي حقاً إننا نفتقد في أوربا هذا الكلام الجميل .  نحن لم نعد نذكر أننا إناث ولا نكاد نشعر بالذكور.  لباب القول هو أنّ الالمانيات جميلات حقا،  و في معايير الحسن والجمال الطول ثلثاه، والبياض والشقار، والامتلاء ثلثه الثالث. قال العابد الحسن البصري مرة بعد أن رأى حسناء ” يدفع بعضها بعضا: لو أنها لي فهي تعدل الدنيا “والحق أن الألمانية” يهجم بعضها على بعض ” و ينطبق عليهن قول الشاعر المتنبي:
حسن الحضارة مجلوب بتطرية … وفي البداوة حسن غير مجلوب .
  
 فالألمانيات قلما يطرين وجوههن بالأدوية والأصبغة، التي تنفق عليها بلاد الخليج مليارات الدولارات حتى يصبحن مثل بنات بني الأصفر . الأصفر هو الذهب.

الطلاق نسبته عالية، وبين المغتربين، ولعل أحد أسباب الطلاق هي غياب العلاقات الاجتماعية و تشتت الأرحام، وارتفاع نسبة الأجور، ورعاية الدولة للعاطلين والباطلين الميامين!
 الكلب الأوربي، سعيد، ليس من كلاب مشردة ابداً،  وهذا هدر كبير، و الألمان نساء ورجالا يخرجون يوميا مع كلابهم، ينزهونها حتى لا تصاب بالضجر، ويصبرون عليها صبر أيوب. وجدت عجوزا في الستين، شقراء، تمشي تحت المطر مشي السحابة فأسرعت اليها منجداً بمظلتي، عارضا عليها المدد والنجدة، فابتسمت وأوصلتها الى دارها مثل ملكة متقاعدة. 
يجب ان تعرف اننا نحمي الظعائن، ونرفق بالقوارير، وهي في الستين لكن جميلة، يبدو في وجهها وقدها آثار حسن قديم، ولو كانت امرأة سورية او مصرية لضربتني بالشبشب فالعرض والطلب العاطفي مختلف عن أوربا العجوز، التي تهدر أكبر ثروة بشرية هي الجمال.
 أتذكر  المنافق الجد ن بن قيس: واجلس على الأرض متحسراً، واخشى ان أكون سقطت في الفتنة ، كمن خسر معركة العسرة  غزوة تبوك.
 أحب الآثار، هي ليست في الستين ، أظنّ أنها في الخمسين ، بل هي في الأربعين.

_______________

كاتب سوري مقيم في ألمانيا

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه