تلال “الشوكولاتة” هنا الفلبين!

 

تخيل نفسك ذاهبا لقضاء عطلتك الصيفية في إحدي الجزر الإستوائية ذات الشواطئ الرملية البيضاء الناعمة، ثم قررت بعد ذلك السير في الغابة الخضراء ذات الأشجار العالية القريبة من الشاطئ وأثناء سيرك رأيت تلالا كبيرة الحجم على يمينك ويسارك مغطاة بالعشب الأخضر لكنه عشب يخلو من الأوراق

ثم وجدت أمامك درجا فبدأت بصعوده، 214 درجة سلم وبعد صعودها وجدت نفسك في منصة تشبه برج المراقبة، لترى من خلالها 1776 تلة مخروطية الشكل على شكل قبب، وتغطي مساحة 50 كيلو مترا. وتبدو جميعها متماثلة على الرغم من اختلاف أحجامها، حيث تتراوح ارتفاعاتها بين 30، 50 متراً وأعلى تل يصل إلى 120 متراً في مشهد بانورامي مهيب.

إنها “تلال الشوكولاتة” أو كما يحلو للفلبينيين أن يسموها” تسوكولاتينغ برول”، وهي تقع في جزيرة “بوهول” أحد أفضل مناطق الجذب السياحي في الفلبين.

وهي مغطاة بالنباتات الخضراء المؤرقة خلال موسم الأمطار، وتتحول هذه التلال المغطاة بالنباتات إلى اللون البني خلال فصل الصيف الذي يمتد من شهر فبراير/شباط إلى شهر مايو/أيار وهذا هو سبب تسميتها “تلال الشوكولاتة”.

لكن كيف تكونت هذه التلال؟

لقد حيرت تلك التلال الكثير من الجيولوجيين ولا أحد يعرف بالتحديد كيف تكونت، ولا يزال الغموض يحيط بكيفية تكوين هذه التلال.

 ولكن من وقت لآخر يقدم العلماء تفسيرات مختلفة بشأن تكوين “تلال الشكولاتة”، أحد تلك التفسيرات أنها تكونت بسبب العوامل الطبيعية كالبراكين وعوامل التعرية وهناك تفسير يبدو معقولاً نوعا ما وهو أن هذة التلال تشكلت في الأزمنة القديمة من الصخر الكلسي المرجاني حيث كان البحر يغطي هذه الجزيرة في العصور الجيولوجية القديمة وتغطيها طبقة من الطين الصلب ما ساعد في إنبات أنواع معينة من النباتات وعملت مياه الأمطار على مدى آلاف السنين في صنع تلك اللمسات الأخيرة.

تلال العمالقة

لكن سكان المنطقة وجدوا تفسيرات أخري لتلك التلال وهم يتداولون دائما أربع قصص أسطورية عن كيف تشكلت هذه التلال العجيبة منها أنها أُنشئت بواسطة اثنين من العمالقة خاضا معركة فوضوية كبيرة باستخدام الرمال والأحجار وعندما شعرا بالإرهاق توقفاا عن القتال وعقدا صلحا وأصبحا أصدقاء.

وراحا معا يقضيان وقتا هادئا ممتعاً، حتى أنهما نسيا تنظيف فوضاهم، وهي تلك التلال الموجودة اليوم.

أما الأسطورة الثانية فتحكي عن عملاق يدعي “أروجو” أحب امرأة تدعي “ألويا” أصيبت بمرض مزمن وعندما ماتت أصيب بالآلم وظل يبكي بحسرة شديدة حتى تحولت دموعه الي تلك التلال لتجسد الحب والإخلاص.

والأسطورة الثالثة تحكي عن عملاق يدعى “ميغيل” كان يأكل كل شيء يجده أمامه وفي يوم ما أحب فتاة شابة وجميلة تدعي “أدريانا” ولكنها رفضته بسبب وزنة الزائد ولكسب حبها قرر أنه سوف يفقد الكثير من الوزن، فأخرج كل ما أكلة وفاز أخيراً بحبها.

وفي النهاية غطي البراز الأرض وفاز بقلب”أدريانا”.

والأسطورة الرابعة تجسد معاناة أهل الجزيرة مع جشع وطمع عمالقة “كارابو” الذين كانوا يأكلون كل محاصيلهم الزراعية، وقرر أهل الجزيرة أخيراً أن يواجهوا هذة المشكلة وقرروا أن يضعوا أغذية فاسدة مع المحاصيل.

وبعد أن التهمها العمالقة أصيبوا بأوجاع في المعدة وظلوا يخرجون كل ما أكلوه على شكل تلال حتى أفرغوا كل ما في معدتهم وتشكلت تلال الشوكولاتة.

حكايات وأساطير كثيرة مسلية يرويها السكان المحليون ورغم اتفاق أغلب الحكايات على العمالقة فإن العلماء لم يقدموا أية إجابات حول تكوين تلك التلال، وبقيت الأساطير هي القائمة.

الأهمية السياحية

على الرغم من أن “بوهول” مشهورة بشواطئها، وشلالاتها، وكهوفها الجيرية، وغابات الماهوغوني، والمواقع التاريخية فإن تلال الشوكولاته أصبحت المقصد السياحي الأول الذي يرغب السياح في زيارته قبل رؤيتهم أي شيء آخر.

وقد اعتبرت اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية في 18 من يونيو/حزيران عام 1988 تلال الشوكولاتة من المعالم الجيولوجية الوطنية الثلاثة في البلاد تقديراً لخصائصها وأهميتها العلمية وقيمتها وتفردها بمناظرها الخلابة. 

وإدراكا للمكانه الهائلة التي تتمتع بها تلال الشكولاتة باعتبارها نقطة جذب رئيسية للسياح، فقد تم إدراجها في قائمة هيئة السياحة الفلبينية لأهم الوجهات السياحية في الفلبين. ويتضمن علم وختم “بوهول” رمزا لهذه التلال.

 واقترح إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه