تراجع أعداد التعليم الأزهري

أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف (أرشيفية)
الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

لم تكن دعوة وزير التعليم المصري طارق شوقي لدمج التعليم الأزهري قبل الجامعي بالتعليم العام الأولى من نوعها.

فقد سبقت هذه الدعوة دعوة مماثلة من قبل أحد نواب البرلمان الحالي، وقبلهما دعا إلى ذلك رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب حسام بدوارى فى دورة عام 2000 .

وتشير بيانات جهاز الإحصاء المصري للعام الدراسي 2016-2017 إلى بلوغ عدد المعاهد الأزهرية، متضمنة المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية والقراءات 9206 معاهد بها 58 ألف فصل دراسي ملتحق بها مليون و754 ألف تلميذ وتلميذة، يمثل الذكور نسبة 54 % منهم.

ويتوزع تلاميذ المعاهد الأزهرية ما بين المراحل التعليمية لنحو937 ألف تلميذ بالمرحلة الابتدائية، و401 ألف تلميذ بالمرحلة الإعدادية و391 ألف بالمرحلة الثانوية، 25 ألف تلميذ بمعاهد القراءات، وعدد الذكور هو الغالب بكل المراحل الدراسية إذ يصل 53 % بالابتدائي و56 % بالإعدادي و57 % بالثانوي.

وتوجد المعاهد الأزهرية بجميع المحافظات المصرية السبع والعشرين، إلا أن عددها يزيد في محافظة الشرقية إلى 1266 معهدا بنسبة 13% من الإجمالي، تليها محافظة الدقهلية 983 معهدا، وسوهاج 677 معهدا والغربية 673 معهدا والبحيرة 667 معهدا .

الشرقية وسوهاج والدقهلية بالصدارة

وترتبط كثرة عدد المعاهد بالمحافظات بكثرة عدد سكانها وبالطبيعة الريفية لها، إذ يكثر انتشار المعاهد بالريف، وعلى الجانب الآخر يقل عدد المعاهد الأزهرية بالمحافظات الحضرية والمحافظات قليلة السكان، إذ تمثل محافظة بورسعيد المركز الأخير بنصيب 41 معهدا والسويس 48 معهدا، والبحر الأحمر 62 معهدا .

وفى عدد تلاميذ التعليم الأزهري تتصدر محافظة الشرقية بنحو 212 ألف تلميذ، بالمراحل الدراسية المختلفة -الابتدائي والإعدادي والثانوي- بنسبة 12 % من إجمالي تلاميذ التعليم الأزهري، تليها سوهاج 164 ألف تلميذا، والدقهلية 146 ألف تلميذ والقاهرة 139.5 ألف والبحيرة 139 ألف تلميذ أزهري.

وعلى الجانب الآخر تأتى محافظة الوادي الجديد قليلة السكان في مؤخرة عدد التلاميذ بنحو أقل من الأربعة آلاف تلميذ، والبحر الأحمر بأقل من ستة آلاف وبوسعيد بأقل من ثمانية آلاف تلميذ والسويس بأقل من عشرة آلاف تلميذ.

ويرى المطالبون بإلغاء التعليم الأزهري قبل الجامعي أنه يهدد الهوية الوطنية، وأنه يخالف نظام الدولة المدني والعلماني، ولا يتحدث أحد منهم عن مدارس الراهبات ونظم التعليم الأجنبية التي تطبقها المدارس الدولية بمصر مثل المدارس الألمانية وغيرها.

تراجع تلاميذ الابتدائي والإعدادي

يلاحظ التراجع الملحوظ في عدد تلاميذ التعليم الأزهري على مستوى الجمهورية منذ العام الدراسي 12/2013 المواكب لسنة تولى الرئيس محمد مرسى حين بلغ العدد مليونين و26 ألف تلميذ، لينخفض العدد بالعام الدراسي التالي بنحو عشرة آلاف تلميذ، ثم بنحو 89 ألف تلميذ ثم بنحو 54 ألف ثم بنحو 28 ألف تلميذ، ليصل العدد إلى مليون 754 ألف بعام 16 /2017 ، بنقص 272 ألف تلميذ خلال أربع سنوات دراسية رغم زيادة عدد السكان.

ويربط البعض هذا التراجع بالهجوم الإعلامي على الدراسة بالأزهر واتهامه بأنه مفرخة للمتطرفين، مما دفع كثير من أولياء الأمور لتحويل أبنائهم من التعليم الأزهري إلى التعليم العام إلى جانب الصورة الإعلامية عن صعوبة التعليم الأزهري وكثرة مقرراته الدراسية، وتخلفه ونقص إمكاناته من المدرسين المتخصصين والمعامل، وتدنى نتائج شهاداته خاصة الثانوية الأزهرية التي بلغت عام 2015 نسبة الناجحين بها 41% فقط .

ومن هنا تراجع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية الأزهرية من  مليون و206 آلاف تلميذ عام 2009-2010 إلى 937 ألف تلميذ بعام 2016-2017، كما تراجع عدد تلاميذ الإعدادي الأزهري من 485 ألف تلميذ عام 2011-2012 إلى 401 ألف تلميذ بعام 2016-2017 .

وشمل التراجع عدد الفصول للابتدائي الأزهري والتي انخفضت من ما يقرب من 37 ألف فصل عام 2010 إلى 30 ألف فصل عام 2017 ، وكذلك لفصول التعليم الإعدادي الأزهري من ما يقرب من 16 ألف فصل عام 2012 إلى أقل من 14 ألف فصل إعدادي أزهري عام 2017 ، وشمل الانخفاض أيضا فصول معاهد القراءات .

النصيب من التعليم 8.5%

ويرى أنصار عدم الدمج أن التعليم بمصر أصبح حقل تجارب لوزراء التعليم خلال السنوات العشر الأخيرة ، بينما التعليم الأزهري يتبع وزير شؤن الأزهر الذى يشغله حاليا رئيس الوزراء، ويمارس دور المتابعة عليه عمليا مشيخة الأزهر.

ويظل السؤال حول نصيب التعليم الأزهري قبل الجامعي من التعليم العام قبل الجامعي بمصر، إذ يذكر أنصار الدمج أن عدد المعاهد الأزهرية البالغ 9206 معهدا بالعام الدراسي 2016-2017 يمثل نسبة 17.5% من عدد المدارس الحكومية والخاصة بمصر، باعتبارها نسبة مرتفعة .

إلا أنه مع انخفاض متوسط عدد تلاميذ المعهد الأزهري الواحد  إلى 184 تلميذا، مقابل 430 تلميذا كمتوسط بالمدرسة الحكومية، ومع انخفاض كثافة الفصول بالتعليم الأزهري إلى 30 تلميذا للفصل، مقابل 42.6 تلميذ بالمدارس الحكومية.

يصل نصيب إجمالي عدد فصول التعليم الأزهري إلى 12 % من عدد فصول التعليم الحكومي والخاص، وتتغير الصورة كثيرا عند احتساب نسبة عدد تلاميذ التعليم الأزهري البالغ 1.75 مليون تلميذ إلى عدد تلاميذ التعليم الحكومي والخاص البالغ 20.6 مليون تلميذ لتصل النسبة إلى 8.5% فقط.

ونظرا للارتفاع المستمر في عدد المدارس والفصول والتلاميذ بالمدارس الحكومية والخاصة بالسنوات الأخيرة، بينما انخفض عدد فصول وتلاميذ التعليم الأزهري بتلك السنوات، فقد تراجع النصيب النسبي للتعليم الأزهري.

فقد تراجع نصيب التعليم الأزهري من عدد التلاميذ بالمقارنة للتعليم العام من 11.2 % عام  2012  لتواصل النسبة انخفاضها التدريجي حتى بلغت 8.5% عام 2017 . ونفس التراجع لنسبة فصول التعليم الأزهري من مجمل فصول التعليم العام التي تراجعت من 13.8% عام 2013 إلى 12% بعام 2017 وكذلك تراجعت نسبة المعاهد الأزهرية إلى عدد المدارس.

الأزهريون أقل من التعليم الخاص

وبمقارنة عدد تلاميذ التعليم الأزهري بمراحله المختلفة، بعدد تلاميذ التعليم الخاص بمراحله المختلفة بالعام الدراسي 2016-2017 ، فقد بلغت نسبة تلاميذ التعليم الأزهري البالغ عددهم مليون و754 ألف تلميذ 86% من تلاميذ التعليم الخاص بنفس العام والبالغ عددهم أكثر من مليوني تلميذ.

وربما يرى البعض أن النسبة ما زالت مرتفعة بالمحافظات التي تكثر بها المعاهد الأزهرية، لكن بيانات جهاز الإحصاء المصري تشير إلى أنه بمحافظة الشرقية صاحبة النصيب الأكبر من عدد المعاهد الأزهرية، والنصيب الأكبر بعدد تلاميذ التعليم الأزهري،  بلغ نصيب تلاميذ التعليم الأزهري البالغ عددهم  212 ألف تلميذا ، أقل من 15 % من عدد تلاميذ المدارس الحكومية بالمحافظة البالغ 1.44 مليون تلميذ عام 2016-2017، ونفس الأمر بمحافظة الدقهلية صاحبة المركز الثاني في عدد المعاهد الأزهرية إذ بلغت نسبة عدد تلاميذ التعليم الأزهري  بها البالغ 146 ألف تلميذ، 11.6% من إجمالي عدد تلاميذ المدارس الحكومية البالغ عددهم 1.26 مليون تلميذ.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه