المقامة الظبيانية: “ارجموا شيطان العرب”

 

تمثل الشيطان لإبراهيم عليه السلام ليصده عن الامتثال لأمر الله بذبح بِكره إسماعيل الذي رُزقه على كِبَر! فأخذ خليل الرحمن حَصيات ورجم بها إبليس، وعزم على التنفيذ، ففدى الله الوليد بذبح عظيم، وأصبح رجم إبليس من شعائر الحج ومناسك المسلمين، واقترن بالشيطان وصف “الرجيم”.

وعلى مر التاريخ نافس شياطين من الإنس أبالسة الجن، وظهر في كل بلدة أو أسرة عدد من هؤلاء العفاريت، حتى استطاع أحدهم من ساحل عُمان، منسوب إلى بلاد الظبيان، إحراز لقب: “شيطان العرب”، واستطاع بمكره وختله، وعُجَره وبُجَره،  إحراز السبق في الانقلابات وغرس العدوات، في المَلكيات والجمهوريات. وسَخَر نعمة المال الذي في يده ليغمسها في دماء المسلمين، ويَعبث بأمن الوادعين، حتى بلغ الهند والصين!

حروبه

مَول الحرب على مالي، وأسال أنهار الدم في مصر، ودفع ثمن بيع الأرض وانتهاك العرض، حتى امتد شره من آسيا ليحارب الليبيين في أفريقيا، ساعيا لتنصيب كتائب المتمردين قادة وحاكمين!

أما اليمن فنشر في أرضها الفساد وكان لأهلها بالمرصاد، ومَنّى نفسه أن يَرضى أهلُها بالاستبداد والاستعباد، ولأنه لم يقرأ التاريخ، ولا يعرف الجغرافيا، جَهل أنه لم يظفر بذلك قبله خبيث، في قديم ولا حديث!

ولما خاب مسعاه، وخسر مبتغاه، لم يقنع من الهزيمة بالإياب، وقرر أن يسوم أهلها سوء العذاب، فقتل الشيوخ والشباب، ونشر الفقر والخراب، وعَمد إلى فصل صنعاء عن عدن، وشطر بلاد اليمن!

يساعده في ظلمه وغيه، شاب داشر، وغر مقامر، مَنّاه باجتياح قطر وانتهاك حقوق الجيرة، ليصبح صاحب “الجزيرة” ثم أغراه بسَجن الأهل والعشيرة. لكنّ ربك بالمرصاد، ولا تضيع عنده حقوق العباد، فَطارت بجريمة خاشقجي الركبان، وانفضح أمرهم للعيان، وانكشف مخطط الصبيان، وبدأ مشروعهم في اليمن بالانكسار، وفي ليبيا بالانحسار، مما يحتم على ضحايا محور الشر أن يتعاونوا على الحق كما تضافر أعداؤهم على الباطل، لأن هزيمة شيطان العرب، لن تقع على قلبه فقط، الذي أُترع على الإسلام غلا وحقدا وعلى أهله حِنقا وحَسدا، وإنما وقعها الأشد، على معسكر الشقي الأصهب، الذي يغريهم بكل حماقة، ويدعمهم بكل صفاقة!

كذلك مصدر وحيهم العام، ومركز الدعم والإلهام، صاحب جبل صهيون الذي باتوا جميعا تحت لحافه، وحملوا من سفاحه!  لكن مكرهم سيعود إليهم، ودائرة السوء ستدور عليهم.

فاللهم اسلبهم حلمك، واحرمهم الإمهال.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه