الرياضة في وجود كورونا: موت وخراب ديار!

” فطبقا لصحيفة ميرور البريطانية فإن خسائر الأندية الإنجليزية المتوقعة في حال إلغاء الدوري الإنجليزي لهذا الموسم ستصل إلى 750 مليون جنيه إسترليني “

 

ضرب فيروس كورونا أول ما ضرب المجال الرياضي، وأوجع أكثر ما أوجع المستثمرين فيه والمستفيدين منه.

فما إن خرج الفيروس من موطنه الأصلي – الصين – حتى وصل إلى الملاعب الرياضية في جميع أنحاء العالم، وكانت الملاعب الأوربية هي أولى محطاته وأكبر أهدافه، فسريعا جدا تمكن من نقل عدواه بين الكثير من المسؤولين والمدربين واللاعبين، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

ذلك ما جعل الأندية والاتحادات الأوربية تتحرك سريعا باتخاذ الإجراءات والقرارات الحاسمة لتجنب الخطر والهرب منه، وبدأت الإجراءات أولا بإقامة بعض المباريات من دون جمهور، ثم كان القرار الذي لم يكن بد منه، وهو إيقاف البطولات الواحدة وراء الأخرى، والدوري تلو الآخر.

وإذا كان توقف الأنشطة الرياضية طال جميع أنحاء العالم، فإن توقفه في أوربا كان أشبه بالفاجعة الكبرى، باعتبارها أرض البطولات الكبرى، ومستقر النجوم، ومستودعها.

خراب ديار مستعجل

لم تكن الصدمة وخيبة الأمل التي أصابت عشاق الرياضة عامة وكرة القدم خاصة من توقف البطولات، بأكبر من صدمة ومصيبة العاملين في مجالها والمستثمرين فيها، ذلك أن توقف البطولات يعني خراب ديار مستعجل، حيث الخسائر المالية المتوقعة تقدر بمئات ملايين الدولارات وربما المليارات، وطبقا لصحيفة ميرور البريطانية فإن خسائر الأندية الإنجليزية المتوقعة في حال إلغاء الدوري الإنجليزي لهذا الموسم قد تصل إلى 750 مليون جنيه إسترليني، فيما الخسائر المتوقعة للأندية الإسبانية هي 700 مليون إسترليني.

وتهون كل هذه الخسائر وتلك الأرقام، أمام الخسائر المتوقع حدوثها في الولايات المتحدة الأمريكية جراء توقف النشاط، حيث المتوقع أن تتخطى خسائر الرياضات الأمريكية حاجز مئة مليار دولار، من بيزنس حجمه مئة وستين مليارا.

هذه الأزمة القاتلة التي لا تُعرف لها ساعة نهاية، جعلت الكثير من الأندية يسارع باتخاذ العديد من الإجراءات للتقليل قدر المستطاع من حجم الخسائر المنتظرة، لدرجة أن ناديا بحجم برشلونة قرر بيع ثمانية لاعبين معظمهم من كبار النجوم، فيما كان الإجراء الأسرع لكثير من الأندية هو تسريح معظم العاملين وتخفيض رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية، بل إن بعض الأندية قررت وقف الرواتب تماما لحين إشعار آخر، ومنها ليون الفرنسي على سبيل المثال.

انهيار متوقع لبورصة النجوم

والذي لا شك فيه هو أن عودة النشاط الرياضي عامة والكروي خاصة في ظل استمرار الوباء هو أمر مستبعد، بل ومستحيل لا سيما وأن المرض ينمو ويتكاثر في التجمعات البشرية، والرياضة عامة وكرة القدم خاصة قائمة على التجمعات، فيما إن مكافحته ومحاصرته مرهونة بانعزال الناس عن بعضهم البعض.

واستمرار توقف النشاط يعني المزيد من الخسائر المالية للمؤسسات الرياضية والأندية، وهو ما سيقابله بطبيعة الحال المزيد من الإجراءات التقشفية، ومن غير المستبعد أن يكون من بين هذه الإجراءات عرض الأندية الكبيرة لاعبيها للبيع بما في ذلك كبار النجوم، أمثال ميسي ورونالدو ونيمار ومحمد صلاح وساديو مانيه وغيرهم من أصحاب الأسعار الكبيرة الذين يمكن أن يساعد العائد من بيعهم في تعويض بعضا من الخسائر، لكن السؤال هنا: هل سيظل هؤلاء النجوم  بأسعارهم نفسها التي كانوا عليها قبل  التوقف إذا ما تم عرضهم للبيع الآن؟ قطعا لا، لأن المؤكد هو أن الأزمة ستنعكس حتما على سوق اللاعبين عامة، وبورصة النجوم خاصة، والتي يتوقع أن تشهد انهيارا تاريخيا، قد يصل فيه سعر النجم الكبير إلى ربع سعره الأصلي، وربما أقل.

ذلك إن لم يعد بنا كورونا لعهد الكرة الشراب!

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه