الذين كانوا ينتظرون فوز مصر بأمم أفريقيا.. أعطونا أمارة!

خطايا المنتخب المصري بالبطولة الأفريقية كانت كبيرة وعديدة، وكفيلة بهذا الخروج المهين أمام فريق متواضع لم يقدر على تخطي الدور الأول، وصعد لدور الـ16 بملحق ضمن أحسن الثوالث بالبطولة

 

الذين كانوا يتوقعون ويتمنون فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حالية بمصر، لم يعطونا أمارة واحدة على قدرة الفريق المصري على تحقيق ذلك، فكل المعطيات السابقة للبطولة والتالية، كانت توحي بخروج مصر من الأدوار الأولى، بل إن الفاهمين في شؤون كرة القدم كانوا يتوقعون أن يكون الخروج من الدور الأول وليس من دور الـ 16 كما حدث..

خسارة مصر من جنوب أفريقيا في دور الـ16 بهدف مع الرأفة وخروجها من البطولة، كانت تسبقه مؤشرات عديدة، كلها كانت تجعل المتابع للبطولة يتوقع الخروج المبكر، فالأداء الذي قدمه في مباريات دور المجموعات أمام زيمبابوي وجمهورية الكونغو وأوغندا، كان كاشفا بجلاء عن حقيقة مستوى المنتخب المصري في البطولة، وعلى الرغم من الفوز في المباريات الثلاث والصعود لدور الـ16 متصدرا مجموعته ومحققا العلامة الكاملة بثلاث انتصارات، إلا أن المستوى الفني للفريق لم يكن مقنعا لأحد من المتابعين بما في ذلك لاعبي المنتخب أنفسهم الذين كانوا يعدون عقب كل مباراة بتحسين الأداء في المباريات التالية، دون أن يتحقق الوعد.

الخطايا:

خطايا المنتخب المصري في البطولة الأفريقية كانت كبيرة وعديدة، وكفيلة بهذا الخروج المهين أمام فريق متواضع لم يقدر على تخطي الدور الأول، وصعد لدور الـ16 بملحق ضمن أحسن الثوالث بالبطولة.
أبرز وأكبر هذه الخطايا تمثل في الأداء الفني السيء الذي ظهر به المنتخب المصري في كل المباريات التي خاضها ولم يتحسن أو يتطور من مباراة لأخرى، ففي جملة المباريات التي خاضها ( 4 مباريات ) ظهر الفراعنة بمستوى فني أقل من متواضع، أول من يتحمل مسئوليته المدرب المكسيكي أجيري، حيث لا خطة واضحة، ولا تكتيك ظاهر، ولا جملة فنية ملموسة، ولا أسلوب لعب مميز، فكان اللاعبون يؤدون المباريات معتمدين على مهاراتهم الشخصية وخبراتهم السابقة، كل حسب قدرته..
وظهر ذلك بجلاء في المباريات التي حققت فيها مصر الفوز، إذ جاءت الانتصارات الثلاث بفضل المهارات الخاصة لمحمد صلاح وتريزيجيه.. وعلى مدار أربع مباريات أحرز فيها المنتخب المصري خمسة أهداف، لم نر هدفا واحدا جاء من جملة مكررة، بل جاءت الأهداف مبعثرة، وحسب التساهيل..
كما كشفت المباريات الأربع العجز الفني الواضح لدى المدرب المكسيكي خاصة في مواجهة الفرق التي تملك مقومات هجومية جيدة كما الحال في مباراتي أوغندا وجنوب أفريقيا، إذ لم نر للمدرب أي تدخل فني يوقف به الهجوم الذي تعرض له الفريق في المباراتين، ولولا الحالة الفنية الجيدة التي كان عليها محمد الشناوي حارس المرمى لكانت مصر خرجت من المباراتين بفضائح مدوية..
كذلك لم يحسن المدرب المكسيكي استغلال وجود لاعب بحجم وموهبة محمد صلاح بالبطولة، فلم نر أي توظيف جيد لسرعته الفائقة وموهبته في التحرك من اليمين لليسار، وفي التسديد من داخل وخارج المرمى، حيث جاءت طريقة اللعب التي لعب بها المنتخب في مبارياته الأربع لتقيد من موهبة صلاح، وتشل من حركته، فاعتمد الفريق على التمرير له بطريقة طولية كانت تجبره على استلام الكرة وظهره للمرمى، وهو أمر لا يجيده صلاح، فهو لا يبدع ولا يتألق إلا ووجهه للمرمى، كما هو الحال مع ليفربول..

غاب التركيز وساد التفكك

ولم تكن أخطاء الجهاز الفني للمنتخب المصري داخل الملعب فحسب، بل كانت خارجه أيضا، وذلك بفشله في فرض الانضباط داخل معسكر الفريق، حيث غاب التركيز وساد التفكك والانحلال داخل صفوف اللاعبين، ولعل فضيحة اللاعب عمرو وردة الذي راح يتفرغ للتحرش بالفتيات وينصرف عن تركيزه في المباريات، ويصدر للفريق أزمة، كانت وما زالت هي حديث الصباح والمساء لوسائل الإعلام ..
 وعلى الرغم من حجم الفضيحة وانتشارها، فإن الجهاز الفني لم يتعامل معها بالحزم المطلوب، إذ رضخ لضغوط بعض نجوم الفريق وعلى رأسهم محمد صلاح وراح يعفو عن اللاعب، ويعيده لصفوف الفريق مرة أخرى بعد أن كان قد أعلن أنه سيستبعده من المعسكر..
وبعد واقعة كهذه كان من الطبيعي أن ينفرط عقد الانضباط بالمنتخب، ورأينا كيف أن محمد صلاح ترك المعسكر قبل ساعات من المباراة المصيرية أمام جنوب أفريقيا وسافر إلى الغردقة للقاء اللاعب الإسباني سرخيو راموس بناء على دعوة من أحد رجال الأعمال المصريين..

وبعيدا عن كل هذا فإن الكرة المصرية تعيش الآن أزمة كبيرة، تفرضها ظروف المرحلة الراهنة، لن تكون خسارة بطولة الأمم الأفريقية، آخرها.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه