الاستبدادُ والديمقراطيّةُ.. بالأحضان!

انعقدت القمة ونحنُ إزاءَ مشهدٍ عربيٍّ قاتمٍ بعضُ ملامحِهِ تتمثّلُ فِي تعديلٍ دستوريٍّ فِي مِصْرَ لإعادةِ تكريسِ أبديّةِ الحاكمِ.

تِسْعٌ وأرْبعُونَ دولةً شارَكَتْ فِي القمّةِ العربيّةِ الأوربيّةِ الأُولَى بشرم الشّيخ مُؤخّراً، الطّرفُ الأوّلُ يضمُّ إحْدَى وعشرينَ دولةً عربيّةً، ولَمْ تحضرْ سوريا؛ لأنَّ عضويّتَها مُجمّدةٌ فِي الجامعةِ، لكنَّ الحاضرِينَ العربَ هُم سوريا أيضاً، كأنَّهَا موجُودةٌ تماماً، فلَا فرقَ بَينَ الأنْظمةِ جميعِهَا، كلُّهَا نظامٌ واحدٌ فِي العقلِ السّياسيِّ، وطبيعةِ الحُكمِ، والطّرفُ الآخرُ يضمُّ ثمانيَ وعشرين  دولةً هُنّ جملةُ أعضاءِ الاتّحادِ الأوروبيِّ.

والمُفارقةُ الاستثنائيّةُ فِي القمّةِ أنَّ كتلةَ الاسْتبدادِ الأبْرزَ فِي العالمِ “العرب مشرقاً ومغرباً” تجتمعُ مَعَ كتلةِ الدّيمقراطيّةِ الأبرزِ فِي العالمِ “الغرب الأوروبيّ”، وهذه النقطة اللافتة هي مجال حديثنا هنا.

المصالحُ تجْمعُ النّقيضَينِ

هَلْ يمكنُ أنْ يلتقِيَ النقيضانِ والضدّانِ؟، نَعَمْ، فِي عالمِ السّياسةِ والمصالحِ منزُوعةِ القيمِ والمبادئِ كلُّ شيءٍ قابلٌ للحدوثِ!، كلُّ التّفاعلاتِ مُمكنةٌ، بعكسِ الماءِ والزّيتِ اللذينِ لَا يخْتلطانِ مهما كانت المحاولات، ومجرياتُ الأحداثِ الدّوليّةِ اليوميّةِ تُؤكّدُ تلاقِيَ الاسْتبدادِ والدّيمقراطيّةِ، البيتُ الأبيضُ الرّمزُ الأكبرُ للدّيمقراطيّةِ فِي العالمِ لا يخلُو مِنْ مُستبدٍّ زائرٍ، وآخرَ خارجٍ، وطاغيةٍ يستعدُّ للزّيارةِ، وكلُّ عواصمِ الغربِ الأوربيِّ الحُرِّ تستضيفُ عتاةَ الاسْتبدادِ، ورؤوسَ الحُكمِ المطلقِ، وقادةُ الحكوماتِ الدّيمقراطيّةِ يحِلُّونَ ضيوفاً دونَ خجلٍ أَو وَجَلٍ عَلَى عواصمِ قمعِ الشّعوبِ.

ولهذا فإن شرم الشيخ تسجل نفسها علامةٌ خاصّةٌ فِي اللقاءِ والاحتفاءِ الجماعيِّ بَينَ المُستبدِّ والدّيمقراطيِّ، وبالأحضانِ الدّافئةِ، طَالمَا هُناكَ مصالحُ جماعيّةٌ مُؤكَّدةٌ للطّرفَينِ تتطلّبُ هَذَا، ها هي أوربا الأقْدمُ والأعْمقُ فِي الدّيمقراطيّةِ لا تجد غضاضة في احتضان نوع من الاسْتبدادَ المُتجذِّرَ فِي أرضٍ مقفرةٍ سياسيّاً وديمقراطياً وإنسانيّاً وأخْلاقيّاً.

 وَمِنَ الْواضحِ أنَّ الاستبدادَ العربيَّ بأشكاله المختلفة هو صاحبُ عُودٍ صُلْبٍ يصعبُ كسْرُهُ، وإذَا بدَا أنَّهُ انْكسرَ فِي فورةِ ثوراتِ الرّبيعِ، فقدْ كانَ ذَلكَ جزئيّاً وليسَ شاملاً، وَكانَ مرحليّاً وليسَ دائماً، كَمَا وَضحَ أنَّهُ كانَ يُعالجُ نفسَهُ سريعاً للعودةِ إلَى مقاعدِهِ التي كان فقدها أو على وشك أن يفقدها ثم الانْطلاقِ في جولةٍ جديدةٍ أكثرَ شراسةً، مُستفيداً مِنَ الدّرسِ ومُقرّراً عدمَ السّماحِ للسّقوطِ السّريعِ مرّةً أُخرَى، وَمَعَ هَذَا وحتَّى لا يتسرَّبَ اليأسُ القاتلُ للأملِ فإنَّهُ لَا أحدَ يضمنُ مكرَ التّاريخِ أبداً، ولَا أحدَ يجبُ أنْ يُراهنَ عَلَى صبرِ الشّعوبِ مَهْمَا بدَا أنَّ الصّبرَ يحْتضرُ.

تفويضٌ بالاسْتبدادِ

لمَاذَا يصعبُ كسرُ حلقةِ الاسْتبدادِ الغليظةِ والصُلْبةِ رُغمَ النّضالاتِ الطّويلةِ والتّضحياتِ الجسيمةِ؟

 أحدُ أسْبابِ ذلكَ هُو منحُ أصْحابِ الشّعاراتِ البرّاقةِ فِي الدّيمقراطيّةِ والقيمِ والمبادئِ الإنسانيّةِ فِي عالمِ الشّمالِ تفويضاً للمُستبدِّينَ لمُواصلةِ نهجِهِم والعملِ باطْمئنانٍ فِي قمعِ كلِّ شكلٍ مِنْ أشْكالِ التّحرُّرِ للشّعوبِ، وأحدُ المظاهرِ الطازجة لهذَا التّفويضِ جسّدتْهُ القمّةُ المُشارُ إليهَا ..
والغرابة أنه تفويضٌ مصدرُهُ دّولُ ناضلتْ طويلاً بأثمانٍ باهظةٍ لتحريرِ الإنْسانِ واستردادِ كرامتِهِ وإرادتِهِ الطّبيعيّةِ ليُقرّرَ هُوَ وحدَهُ مصيرَهُ فِي وطنِهِ، ومثل هَذَا السلوك مِنَ الْحكوماتِ الدّيمقراطيّةِ هُو طعنٌ لنهجِهَا وقيمِهَا ومبادئِهَا وشعاراتِهَا الّتِي لا تملُّ مِنْ تَكرارِهَا لتؤكد تميزها وتسيدها على ما دونها في هذا العالم، لكنها في الاختبارات العملية تحقق الفشل.

مشهدٌ عربيٌّ قاتمٌ

انعقدت القمة ونحنُ إزاءَ مشهدٍ عربيٍّ قاتمٍ بعضُ ملامحِهِ تتمثّلُ فِي تعديلٍ دستوريٍّ فِي مِصْرَ لإعادةِ تكريسِ أبديّةِ الحاكمِ، وتشبُّثِ مُستبدٍّ فِي السّودانِ بالحُكمِ ومُحاولتِهِ إجهاضَ انْتفاضةٍ شعبيّةٍ تطالبُ بحياةٍ كريمةٍ، وحاكمٍ فِي دمشقَ يرتكبُ أكْبرَ مجزرةٍ بشريّةٍ يذهبُ ضحيتَها ملايينُ بَينَ قتيلٍ وجريحٍ وشريدٍ، وعراقٍ يُعانِي مِنِ اقْتتالٍ ودماءٍ وطائفيّةٍ وفقرٍ وفسادٍ، وحروبٍ أهْليّةٍ وتدخُّلاتٍ عسكريّةٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ فِي اليمنِ وليبيا >>
ورئيسٍ فِي الجزائرِ يترشّحُ خامسةً، وهُوَ مريضٌ مَعَ التّقديرِ لَهُ كمناضلٍ وصاحبِ مُبادرةِ مُصالحةٍ وطنيّةٍ تاريخيّةٍ، ولبنانَ يعيشُ عَلَى صفيحٍ ساخنٍ دائمٍ مِنَ التّقسيمِ الطّائفيِّ والمذهبيِّ وعسكرةِ حزبِ اللهِ والولاءاتِ الخارجيّةِ، وانقسام فلسطيني معيب، وخطة أمريكية إسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية في ظل موقف عربي استسلامي ..
 ودولٍ خليجيةٍ تخوضُ حرباً سياسيّةً واقتصاديّةً واجتماعيّةً غيرَ مسبوقةٍ فِي عنفِهَا كشفتْ عَنْ عدمِ وجودِ كتلةٍ عربيّةٍ قادرةٍ عَلَى التّعايشِ والتفاهُمِ الحضاريِّ مَهْمَا كانتْ أواصرُ التّرابطِ والتّمازُجِ والانْسجامِ بَينَها، وبقيةَ بلدانِ الخريطةِ مِنْ خليجِهَا إلَى مُحيطِها تفتقدُ لنقطةِ ضوءٍ واحدة بِمَا فِيهَا تونسُ القلقةُ والمُستهدفةُ، وكل هذا وغيره مِنْ مآلاتِ سياسةِ حُكمِ الفردِ والقهرِ والعيشِ خارجَ زمنِ الحضارةِ وأنوارِ الدّيمقراطيّةِ؛ إنها في المجمل ظلمة السلطوية.

.. ومشهدٌ أوربيٌّ مختلفٌ

وبَينَما المنطقةُ العربية، كَمَا لَو كانتْ تحطُّ عَليهَا لعنةٌ تبدُو أبديّةً، فإنَّ المشهد فِي الطّرفِ الأوربيِّ المُقابلِ الّذِي ظلَّ ليومَينِ فِي حضنِ الاسْتبدادِ يعكس حياةً أُخرَى، ويمارسُ سياسةً مُختلفةً، وينعمُ بنموذجِ حكمٍ أورثَهُ النّهضةَ، ووفّرَ لَهُ الإنسانيّةَ فِي أرْقَى صورِها.

ففِي بريطانيا تُواجِهُ رئيسةُ الحكومةِ تريزا ماي انتكاساتٍ عبرَ الدّيمقراطيّةِ فِي البريكست، فتخضعُ لرغباتِ مُمثلِي الشّعبِ، كَمَا تواجِهُ تململَ حزبِها مِنْهَا فتقرّرُ الاعْتزالَ فِي 2022، ويُؤخذُ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عَلَى حينِ غرّةٍ باحتجاجاتٍ غيرِ مسبوقةٍ تجبرُهُ عَلَى أنْ يكونَ أكثرَ ديمقراطيّةً، وانحناءً لمطالبِ الشّعبِ ..
وإنغيلا ميركل المرأةُ الحديديّةُ تُصدمُ برفضِ استمرارِهَا فِي الحُكمِ رُغمَ نجاحاتِهَا المُذهلةِ للألمانِ فتقرّرُ انسحابَهَا فِي 2021، وفِي بلجيكا يستقيلُ رئيسُ الحكومةِ بعْدَ تخلْخُلِ الائْتلافِ الحكوميِّ، ويصلُ المُتطرِّفُونَ مِنَ الْيمينِ الشّعبويِّ للحُكمِ فِي إيطاليا فلَا تُقامُ “مندبةٌ” بأنَّ البلدَ يواجِهُ السّقوطَ.. 
وتتغيرُ الحكوماتُ فِي إسبانيا بسلاسةٍ، وفِي نفسِ الوقتِ يُحاكمُ الانفصاليّونَ فِي “كتالونيا” وَفْقَ دولةِ القانونِ، دونَ مُمارسةِ قمعٍ فِي الإقليمِ الانفصاليِّ الثّائرِ، وفِي هولندا تتشكّلُ حكومةٌ بعْدَ 225 يوماً بسببِ مصاعبِ الائْتلافِ الحزبيِّ، ولَمْ تتراجعْ مُؤشّراتُ الاقْتصادِ والخِدماتِ المُقدمةِ للمُواطنينَ ..
والمُتطرّفُونَ يقودُونَ المجرَ مثلَ إيطاليا لكنَّهُم لَا ينكِّلُونَ بالخصومِ، كَمَا يدخل المُتطرّفُونَ البرلماناتِ فِي كلِّ بلدانِ أوربا تقريباً فِي موجةِ صعودٍ هائلٍ لليمينِ القوميِّ الشعبويِّ والفاشيِّ، ولا تهتزُ أوربا وتُفرضُ أحكامَ الطوارئِ في بلدانها، إنَّهُ احْترامُ إرادةِ الشّعوبِ طالَمَا ترغبُ فِي تجريبِ هؤلاءِ، والقانونُ والدستورُ الفيصلُ بَينَ الحُكمِ والمُعارضةِ، والحرّيّاتُ هِيَ الاختبارُ للمُتطرّفِ عِنْدَمَا يتصدّرُ الحُكمَ ويوجدُ فِي البرلمانِ، إنه بريق الديمقراطية.

التنافرُ والتشابُهُ

شرم الشيخ كانت إزاءَ ضفتَينِ متنافرتين سياسياً وفي نهج الحكم ونمط التفكير والتخطيط والحياة، لَا شيءَ يجمعُ بَينَهُمَا، عالمان عكسيان، ومع هذا يتلاقيان بدافع المنافع والصفقات، وليس من أجل الإنسان المقهور، وعند النظر فِي التّاريخِ نجد مجالاً للتشابُهِ والتقارب بين الضفتين فِي الحُكمِ المُطلقِ، وفيه كانَ سجلُّ أوربا أكثرَ طغياناً ودمويّةً عَنْهُ فِي الضّفّةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، فلمْ يكُنِ الخلفاءُ والسلاطينُ ظلَّ اللهِ عَلَى الأرضِ، ولَمْ تكُنِ الْمُؤسّسةُ الدينيّةُ كهنوتيّةً تُفتِي لَهُم بالحقِّ الإلهيِّ فِي الحُكمِ، كَمَا كانَ ملوكُ أوربا يحكمون، وكَمَا وضعتْهُم الكنيسةُ فوقَ البشرِ.

هؤلاءِ الّذينَ كانُوا يرثُونَ الأرضَ بِمَنْ عَليهَا، أحدَثُوا قطيعةً نهائيّةً مَعَ هذَا الرّكامِ الاستعباديِّ، وصارُوا خدّاماً حقيقيّينَ لشعُوبِهِم يتلّقُونَ مِنهُم النّقدَ والتّهجُّمَ والسّخريةَ والتّقريعَ والخلعَ مِنَ الْحُكمِ عبرَ الانْتخاباتِ، بَينَما عِندَنا لا تحدثُ مثلُ هذِه القطيعةِ، ولا أمل قريب في حدوثها ..
والمُفترضُ أنْ يكُونَ قطعُ دابرِهَا أسْهلَ؛ لأنَّ التّجرِبةَ التّاريخيّةَ لَمْ تكُنْ مُغرقةً فِي الطّغيانِ السّياسيِّ والدّينيِّ كحالِ الأوربيّينَ. إنَّها مُفارقاتُ التّاريخِ، أمَّا مفارقاتُ الحاضرِ فقدْ تجلّتْ فِي قمة أجندات المصالحِ، طرفٌ عربيٌ مُستفيدٌ بتثبيتِ عروشِهِ فِي الاسْتبدادِ وحيازةِ مزيدٍ مِنَ الدّعمِ العلنيِّ الجماعيِّ مِنَ الطّرفِ الأوربيِّ الّذِي يلهثُ وراءَ مصالحِهِ، ومِنْها الاستثمارات والأموال والأسواق العربية، وتأمينُهُ مِنْ مخاطرِ التّطرّفِ والإرهابِ والهجرةِ غيرِ الشّرعيّةِ، وهِيَ آفاتٌ عابرةٌ إليهِ مِنْ منطقةٍ موبُوءةٍ مدفوعةٍ قهراً أَو عَمْداً للتخصص في صناعةِ التّدميرِ.

التّاريخُ يضيفُ بُعداً آخرَ فِي خلقِ الحالةِ الاستبداديّةِ العربيّةِ، فالأوربيّونَ ضيوفُ شرم الشيخ، هُم المُستعمرُ القديمُ لبلدانِ الجالسينَ أمامَهُم عَلَى نفسِ الطّاولةِ، وهُمْ لَمْ يبنُوا المُستعمراتِ لَا عمرانيّاً ولَا ديمقراطيّاً، ولَمْ ينشرُوا الحرّيّاتِ فِيهَا، وَلَمْ يُؤسّسُوا للقيمِ الّتِي يطبّقُونَها فِي بلادِهِم، إنّما اسْتعْبدُوا النّاسَ، واستنزفُوا الثّرواتِ، وصنعُوا قادةً ونخباً تابعينَ لَهُم، ورحلُوا بعْدَ أنْ مهّدُوا الأرضيّةَ الّتِي تجعلُهُم مُوجودينَ عَليهَا عبرَ رجالِهِم الّذينَ يدعمُونَهم.

زمن عربي جديد.. كَيفَ؟

جاءتْ أوربا جماعةً بأجندتِهَا، وَلَا مانعَ أنْ يكُونَ هُناكَ تلاقٍ وحوارٌ وحديثٌ عِنْ مصالحَ مُتبادلةٍ تشمل كل المجالات، فهذِه صيرورةُ الحياةِ ودستورُ التّعارفِ والتّعاونِ بَينَ الأُممِ والشّعوبِ قديماً واليومَ ومُستقبلاً ..
 لكنْ لَو تحوّلتِ الْمناطقُ المُصدّرةُ للخطرِ إلَى نماذجَ مِنَ الحرية والرفاهية والاسْتنارةِ والإنْسانيّةِ والآدميّةِ لتكُونَ قريبةً ممّا هِي عَليهِ أوربا لاختفتْ كلُّ معاملِ تخليقِ وصناعةِ المخاوفِ والمخاطرِ، ولصارَ هُناكَ عربٌ وشرقُ أوسطٍ جديدٌ بلَا دماءٍ وحروبٍ وصراعاتٍ وفقرٍ وفسادٍ واسْتبدادٍ، وهَذَا غيرُ مكلفٍ، وفِي صالحِ أوربا، والعالمِ، وهو أعظم هدية للشّعوبِ المقهورةِ، ودونَ ذلكَ لَنْ يستقرَّ الشّرقُ، وينعم بالسلام، ولنْ تزولَ مخاوفُ الغربِ، ولو عُقدت عشرات القمم.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه