الاخوان وراء انقطاع الكهرباء والمياه والوجه الحسن

*محمد عبد الشكور

صار الأمر عبثيا أكثر من اللازم ، بل وأضحى مثيرا للسخرية والشفقة والضحك في آن واحد بعد أن أصبحت ” فوبيا ” الإخوان المرعبة تقف خلف كافة ما يحدث في مصر الآن ؟!! ، لدرجة أنك قد تصدق أن قوة الإخوان الأسطورية وهم ما بين قتيل ومعتقل ومطارد أكبر من قوة الدولة التي تمتلك الجيش والشرطة والقضاة و” المواطنين الشرفاء” .

إنه نوع جديد من ” سوبيا العسكر ” التي يحرصون على أن يتجرعها المواطن المصري عبر كافة القنوات الإعلامية المتاحة .

 نعم ، لقد أصبح الإخوان هم السبب في كل ما يحدث الآن من مشاكل ومصائب وتغير في المناخ كما يروج الإعلام ، إنهم وراء كل شيء .. وأي شيء ؟!! .

لقد قالت المصادر الأمنية التي يتم استدعاؤها يومياً في جميع الفضائيات إن الإخوان يقفون وراء إضراب أمناء الشرطة الذى حدث في محافظة الشرقية والذي قاموا فيه بإغلاق 6 مراكز شرطة ، واقتحموا مديرية الأمن وتم محاصرتهم بقوات من الأمن المركزي .

إنها مسلمة قالها الخبير الأمني يا سيدى – لا فض فوه – وهو لا يقدم دليلاً على ما يقول، ولكن وكما قال إحسان عبد القدوس ” لا شيء يهم “، فهذه المقولة تتردد منذ 30 يونيه المباركة وهى كلمة الإخوان .. الإخوان ، في الصباح والمساء وقبل الأكل وبعده ، حتى أنه تناسى أنه بهذا التصريح الخطير يؤكد أن الإخوان قوة لا يستهان بها استطاعوا اختراق وزارة الداخلية والسيطرة عليها ، وخاصة الجزء المؤثر فيها والمتواجد فعليا على الأرض لتنفيذ أوامر الداخلية بكل تجاوزاتها وجبروتها وهم أمناء الشرطة .

المصدر الأمني إياه يعلم أنه لن يراجعه أحد ولن يعارضه أحد لأن الهدف الآن وفى هذه اللحظة هو شيطنة الأمناء على الهواء وأسهل طريقة مضمونة لشيطنتهم هي أنهم إخوان أو تابعين لهم ويترك الباقي لنار الكراهية لتشتعل وحدها دون أن يوقفها أحد ، فقد ألقى كلمته الساحرة وهى كفيلة بأن تفعل الأفاعيل .. ” سوبيا ” عسكرية لذيذة الطعم ، والسوبيا مشروب لذيذ الطعم كما هو معروف !

نعم باتت ” فوبيا الإخوان ” وشيطنتهم شيئا يقتات عليه الشعب المصري آناء الليل وأطراف النهار ، أصبحت تنطق مع كل حديث كما تنطق ” بسم الله الرحمن الرحيم ” قبل تلاوة أي آية … لم يقل المصدر الأمني والخبير اللوذعي ، أن وقفة أمناء وأفراد الشرطة تتعلق بمطالب خاصة بهم ، طالبوا بها ولم يستجب لها النظام حتى الآن وتم تجاهلها ورفضها والتعامل معها بتعال ، ونسى النظام أن هناك فئات تتعامل معه على أنها شريكته في كل شيء  وتدفع معه فاتورة الدماء في كل يوم وتعمل معه وفقا للمثل القائل ” يا نعيش عيشة فل .. يا نموت احنا الكل ” إنهم يرون لأنفسهم حقوقا مثلهم مثل الشركاء الآخرين في المنظومة من رجال الجيش والضباط والقضاة الذين تضاعفت رواتبهم ومعاشاتهم وبدلاتهم أكثر من مرة وآخرها 250% لرجال الجيش ، في الوقت الذى يقال فيه للفئات الأخرى ” ما فيش وما عنديش ” !! .

بعض نشطاء الفيس بوك نظر للأمر من وجهة نظر أخرى ورأى بأن الأمناء أشرار متآمرون وأن على الداخلية أن تتعامل معهم كما تفعل مع أي وقفة أو اعتصام ، أما نشطاء الإخوان فقد دعوا من قلبهم ” اللهم اضرب الظالمين بالظالمين ” ، بينما استقر الأمر على أن الظالمين – في المدى المنظور على الأقل – لن يضربوا الظالمين ، وأن المسألة قد انتهت ، و” الحكاية فى بيتها ” و ” يا دار ما دخلك شر ” طالما ظلت هناك مصالح؛ ذلك بأن “المصالح تتصالح” كما يقول المثل الشعبي.

أما نحن فقد خرجنا من ” كل هاتيك المجالى ” كما يقول المطرب محمد عبد الوهاب في أغنيته ذائعة الصيت بفوبيا جديدة مفادها ” أخونة أمناء الشرطة ” وهي فرع جديد لقسم أصيل تأسس في علم نفس الانقلاب عنوانه : ” فوبيا الإخوان ” التي يوزعها علينا إعلامه صباح مساء .

في إحدى حوارات الإعلامي الانقلابي العتيد توفيق عكاشة الذى تم القبض عليه مؤخرا بسبب حكم صدر ضده لصالح مطلقته منذ عدة سنوات، قال: إن الإخوان هم من تسببوا في سجنه وأنهم بلا أدنى شك هم من يقفون وراء ذلك . لأنه كان أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة 30 يونيه المجيدة ، بل إنهم كانوا السبب الرئيسي في طلاق المطربة المشهورة من رجل الأعمال المعروف ، كما أنهم – قاتلهم الله – هم من يقفون أيضا خلف ارتفاع درجة حرارة الجو الجهنمي هذه الأيام !! .

” الفوبيا ” مرض نفسي يُعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفته بهذا النقص . ويكون المريض غالباً مدركاً تماماً بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي ولكنه لا يستطيع التخلص منه بدون الخضوع للعلاج النفسي لدى طبيب متخصص .

وبالرغم من أن أعراض الفوبيا تختلف من نوع إلى آخر إلا أن بعض العوارض مشتركة ومنها:

 الهلع وهو الخوف المتواصل والكبير من شيء أو موقف ما.

 والعوارض الجسدية مثل الدوخة، الارتجاف، الخفقان السريع في دقات القلب, تقلب في المعدة, الشعور بالاختناق, والتعرق أو حتى نوبات الهلع

 والأفكار القهرية: وتتمثل بصعوبة التفكير بأي امر اخر غير الخوف

 والرغبة في الفرار وهي الرغبة الملحة لترك الوقف والفرار بعيداً عنه

والقلق المسبق أي القلق المتواصل من حدوث موقف أو شيء آخر يتضمن إرهابا  يعانى منه الشخص

وقد تم استخدام هذه الفوبيا منذ فوز الإخوان بمقاعد مجلسي الشعب والشورى وحتى وصولهم للرئاسة ، والإخوان منذ هذه اللحظة وهم الوحيدون الذين يوضعون تحت مطرقة الشيطنة وسندان الفوبيا ، إنهم السبب الرئيسي لقطع الكهرباء والمياه والخضرة والوجه الحسن ، كما أنهم يقفون وراء زيادة الأسعار ، وارتفاع أسعار اللحوم كما صرح بذلك رئيس شعبة الجزارين الذى قال أن حماس تقف وراء جنون أسعارها ؟!! ، ولم يعلق على كلامه أحد ، ولم يحاسبه أحد ، كل ما عليك لتحضير السوبيا العسكرية القاتلة هو أن تلقي التصاريح الجزافية ثم تضع في منتصف الجملة كلمة ” إخوان” وتتركها تتوغل وتتوغل وتنتشر لتصل عبر الفضائيات والصحف للناس في البيوت والشوارع وعلى المقاهي لكى يتحسس الكل موضعه من الإخوان الذين صاروا كالجان في كل مكان وزمان ويقفون وراء كل الأفعال

حتى إن استاذاً جامعيا طلب من إحدى طالباته رشوة جنسية وعندما نشرت حوارها معه ، رد بالكلمة المعجزة ” الإخوان هم من يقفون وراء تشويه سمعتي ، لأنى أقف ضدهم وأحاربهم “.

 المهم أن يترك الجميع أصل المشكلة ويتفرق دمها بين القبائل إلا قبيلة واحدة تتحمل كل الأوزار فهي الحاضرة الغائبة في كل مصيبة ألا وهى ” الإخوان

_________________________

*كاتب وصحفي مصري 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه