“أمينة هانم”.. مالا تعرفه عن زوجة أردوغان

معرفتي بأمينة هانم أردوغان تعود إلى التسعينيات من القرن الماضي، حينما برز اسم زوجها رجب أردوغان كمرشح في الانتخابات البلدية لتولي منصب عمدة إسطنبول.

 

تابعت خلال الأسابيع الماضية سجالا عنيفا تمحور في مجمله، حول السيدة أمينة أردوغان زوجة الرئيس رجب طيب أردوغان، إذ قام من يدعون أنهم نشطاء سياسيون ويقحمون أنفسهم على التيار الاسلامي، بتوجيه اتهامات وادعاءات باطلة ضد هذه السيدة الفاضلة، بهدف أساسي هو تشويه صورة الرئيس أردوغان في أذهان شعوب العالم الإسلامي، والنيل من مكانته وما يحظى به من احترام العالم بأجمعه، من خلال تشويه صورة زوجته ورفيقة دربه.

الأكاذيب والافتراءات التي تناولها هؤلاء تدل من وجهة نظري على أمرين لا ثالث لهما: الأول أن هذه الزمرة من مدعي الانتساب للتيار الإسلامي مجموعة من الجهلة الذين لايقرؤون ولا يعلمون من الأمر شيئا، وثانيهما أن من يحركهم ويدفع بهم في طريق تركيا أرودغان أكثر منهم جهلا وغباء وحماقة.

معركة شرسة لوقف الإسلاميين

معرفتي بأمينة هانم أردوغان تعود إلى التسعينيات من القرن الماضي، حينما برز اسم زوجها رجب أردوغان كمرشح في الانتخابات البلدية لتولي منصب عمدة إسطنبول ..
وقتها لم تكن الأمور تجري بيسر وسهولة، والمعركة الخفية كانت أشد وطأة وأكثر عنفا مما هو معلن وواضح للعيان، بهدف وقف تقدم التيار الإسلامي الزاحف إلى السلطة بقوة بزعامة البروفيسور نجم الدين أربكان رحمه الله؛ زعيم حزب الرفاة المنحل، الذي انقلبت عليه المؤسسة العسكرية، وأجبرته لاحقا على الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء فيما عرف آنذاك بالانقلاب الأبيض.

أربكان الذي كان يدرك حجم المخاطر، اختار بكل دقة وعناية من يمثل حزب الرفاة في تلك المرحلة الدقيقة، دافعا بمجموعة من الوجوه الشابة الصاعدة لتمثل الحزب وتكون وجه التيار الإسلامي في معركة الانتخابات المحلية التي يعتبرها الأتراك مؤشراً هاماً لما ستتجه إليه الأمور في الانتخابات العامة، ومكان كل حزب في البرلمان.

كان على رأس هذه المجموعة رجب طيب أردوغان مرشحا لبلدية إسطنبول أكبر المدن التركية وأكثرها أهمية في فكر التيار الإسلامي التركي، خاصة وأن الفوز بها يعني مباشرة الفوز بالانتخابات البرلمانية وتولي رئاسة الوزراء ..
في وسط هذا المناخ المفعم بالتناقضات والأمل في آن واحد، كان أول ظهور للسيدة أمينة أردوغان على الساحة الشعبية ليس فقط لمؤازرة زوجها والوقوف إلى جواره في أولى معاركه العملية، ولكن أيضا لدعم التيار الذى تنتمي إليه منذ صغرها، ولتحقيق الحلم الذي طالما راودها وهي صبية صغيرة تحمل حقيبتها مرتديه حجابها ومتوجه يوميا إلى مدرستها.

رهانها على المرأة وقدرتها

 إنه حلم استعادة تركيا لٌحمة التواصل مع ماضيها وتاريخها المشرّف لرسم طريق جديد للمستقبل يحقق آمال وطموحات الأغلبية من أبناء شعبها، تلك الأغلبية التي طالما تم قمعها، والتصدي لرغبتها في العيش وفق معتقداتها التي تؤمن بها ولا ترغب في التخلي عنها، مما عرضها للكثير من عمليات غسل الأدمغة والتغريب بهدف سلخها عن جذورها الإسلامية.

أمينة أردوغان التي تدرك طبيعة المجتمع الذي تمثله، وضعت خطة محكمة لضمان الوصول إلى القاعدة الشعبية التركية الأصيلة، وركزت في اختيارها على المرأة صاحبة الشخصية المؤثرة على قرار الأسرة، إذ طافت ومعها عضوات لجنة المرأة بحزب الرفاة آنذاك على بيوت إسطنبول في كافة المناطق والأحياء، الراقية منها والشعبية وحتى العشوائية ..

 يشرحن للنساء في البيوت أهمية مشاركة جميع أفراد الأسرة في تلك الانتخابات الحاسمة، وضرورة الوقوف إلى جوار حزب الرفاة، ودعم مرشحيه عبر التصويت لهم، لإتاحة الفرصة أمام عودة التيار الإسلامي كلاعب أساسي وفاعل على الساحة السياسية التركية، التي كانت تعاني من التخبط والتجاذبات، نتيجة غياب أرضية توافقيه بين الاحزاب اليسارية والعلمانية المتصدرة للمشهد آنذاك.

40 غراما من القهوة

 ومن الطريف في تلك الأيام أن نساء الرفاة المشاركات في حملة التوعية التي قادتها أمينة هانم، قمن بتوزيع 40 غراما من القهوة التركية على البيوت اللاتي سُمح لهن بدخولها، إذ لدى الأتراك مثلا عاميا يقول”إذا أطعمتني فنجانا من القهوة، اُدين لك بأربعين عاما من الوفاء”، وهو المثل الذى ذكّر به الرئيس أردوغان جماهير حزب العدالة والتنمية في أحد المؤتمرات الشعبية خلال حملته الرئاسية.

تحرك سيدات حزب الرفاة بقيادة السيدة أمينة ضمن لحزب الرفاة السيطرة على معظم البلديات والأحياء والفوز بالانتخابات، ويفوز الرئيس أردوغان بأغلبية أصوات الناخبين وبمنصب عمدة إسطنبول.

ضغوط العسكر على الإسلاميين

لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ العائلة والحزب والتيار الإسلامي ككل، إذ واجه الحزب حملة شرسة ضد أعضائه وتم اتهامهم بالكثير من الاتهامات الباطلة، خصوصا بعد أن حقق الحزب فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية، وأصبح من حقه تشكيل الوزارة ..
إلا أن المؤسسة العسكرية رفضت أن يتولى الرفاة بمفرده تشكيل الحكومة وأصرت على ضرورة مشاركة أحد الأحزاب الأخرى معه في الحكومة لكبح جماحه ووقف أية محاولة يٌشتم منها العودة عن طريق العلمانية الذى رسمه مصطفى كمال أتاتورك لتركيا الحديثة ..

 ليتم التوافق مع حزب الطريق القويم بزعامة طانسو تشيلر التي وافقت على الدخول في حكومة ائتلافية مع الرفاة بزعامة البروفيسور نجم الدين أربكان، الذي تولى منصب رئيس الوزراء فيما تولت السيدة تشيلر منصب نائب رئيس الوزراء إذ عملت على التصدي للكثير من طموحات أربكان، ووقفت ضد محاولاته الرامية لتحقيق بعض الامتيازات لهؤلاء الذين صوتوا له في تلك الانتخابات.

 ورغم ذلك نجح الرجل في القيام ببعض التغييرات الطفيفة، مثل تغيير وقت راحة الغداء التي تُمنح عادة للموظفين في القطاعين العام والخاص، ليتيح الفرصة لمن يرغب في أداء صلاة الجمعة بالمسجد، كما قام بإصدار قرار يجيز للموظف خلال شهر رمضان الاستمرار في العمل دون توقف على أن ينتهي دوامه الرسمي قبل الموعد المحدد بساعة حتى يتمكن من اللحاق بالإفطار في منزله مع أسرته ..

 وهى التغييرات التي لم تحقق طموحات شباب الحزب الراغب في تغييرات جذرية، ولم تستحسنها المؤسسة العسكرية، لتمارس ضغوطها على الرجل وتجبره على الاستقالة من منصبة، ويتم الإيعاز للمدعي العام التركي برفع قضية أمام القضاء لإغلاق حزب الرفاة وحظر رئيسه من ممارسة العمل السياسي ..

 وهو الموقف الذي أثار غضب شباب الحزب ومنهم رجب طيب أردوغان الذي قام في مؤتمر جماهيري بمدينة سيرت بقراءة قصيدة شعرية لشاعر تركيا ضيا جوك قلب، يقول فيها :  “قبابنا خوذاتنا… مآذننا حرابنا … والمصلون جنودنا”..

العزل والسجن والمنع

لينتهي الأمر بعزله من منصبه ومحاكمته والحكم بسجنه 10 أشهر، ومنعه من ممارسة العمل السياسي بسبب الحكم الصادر ضده عقابا له على قيامه بإلقاء هذه القصيدة التي اعتبرت تحديا للمؤسسة العسكرية التي كانت لاتزال تسيطر على مجريات الحياة المدنية للأتراك.

ليبرز مرة أخرى اسم أمينة أردوغان، إذ قامت بهدف دعم زوجها في محنته بجولة على مناطق الأناضول، ذات الأغلبية المنتمية للتيار الاسلامي، تشرح للمواطنين ما حدث وتحثهم على الوقوف إلى جانب قيادات الحزب في تلك المحنة التي من شأنها عرقلة المشروع الكبير الذي يتوق الجميع لتحقيقه ..
 ألا وهو إعادة الوجه الاسلامي لتركيا الحديثة، ليتدفق جموع الزائرين على السجن لزيارة أردوغان ودعمه في تلك الظروف العصيبة التي يمر بها.

 ويضطر مدير السجن لإجراء تغيير في نظام زيارة المحبوسين بما يسمح للوافدين بزيارته على دفعات على مدار الأسبوع، وتم تحديد عدد من ساعات اليوم لزائري أردوغان بمفرده، فيما تم تحديد ساعات أخرى لزيارات باقي المساجين منعا للتكدس أمام أبواب السجن..

ليخرج الرجل من محنته هذه، بعد أن قضى أربعة أشهر سجينا، أكثر قوة وصلابة وقدره على المواجهة، والوقوف في وجه التحديات، ورغم منعه من ممارسة العمل السياسي، إلا إنه يبدأ في تشكيل حزب العدالة والتنمية مصطحبا معه هؤلاء الذين قرروا المواجهة وعدم الانصياع أو الانحناء أمام تحكم العسكر في الحياة السياسة.

أمينة وأردوغان يدا بيد

وتدور الأيام ويعود الرجل إلى الحياة السياسية بعد أن قام حزبه ذو الأغلبية البرلمانية، بإجراء تغييرات قانونية، سمحت له بممارسة العمل السياسي ليصبح زعيما لحزبه ورئيسا للوزراء عبر صناديق اقتراع أذهلت نتائجها الداخل التركي قبل الخارج إذ سيطر الحزب على معظم البلديات والأحياء، كما تمكن للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية من إحراز المركز الأول باكتساح، منحه الحق في تشكل الحكومة منفردا.

 ويخرج أردوغان ممسكا بيد زوجته أمينة أردوغان، تلك المرأة المسلمة المحجبة الصلبة، ليؤكد أنه لولا وقوفها إلى جواره، وليس وراءه، وإيمانها الراسخ بتركيا المسلمة تاريخا وحاضرا ومستقبلا، لما استطاع تحقيق كل تلك النجاحات والوصول إلى تقلد مقاليد الحكم في البلاد.

إلا أن المؤسسة العسكرية لم ترض عن تلك النتائج لتقرر مضايقة الحزب وقياداته بشتى الوسائل، إذ تقرر تجاهل تقديم دعوات لزوجات الوزراء ونواب البرلمان المحجبات في الاحتفالات الرسمية للدولة، ومنع ظهورهن في المناسبات العامة التي عادة ما كانت أسلافهن السافرات يتصدرن المشهد فيها، رغم مخالفة ذلك لكافة البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية.

 كما تم تعمد تقديم الخمور في الاحتفالات التي يحضرها أردوغان ورفاقه، وتسريب صور توزيع كؤوس الخمر على الحاضرين، وتناولها من جانب المنتمين للمؤسسة العسكرية والأحزاب العلمانية واليسارية وسط الابتسامات والضحكات، في وجود رئيس الوزراء ونوابه ووزراء الحكومة ونواب البرلمان المنتمين للعدالة والتنمية إلى وسائل الاعلام.

 الصمود والتواري عن الأنظار

وتضطر السيدة أمينة أردوغان في ظل هذه الأجواء إلى إرسال ابنتيها المحجبتين “سمية” و”إسراء” للولايات المتحدة لتلقي تعليمهن الجامعي هناك، نظرا لكون القوانين آنذاك كانت لا تزال تمنع دخول المحجبات إلى الجامعات، وهو القرار الذي حرم الكثيرات من استكمال دراستهن الجامعية ووقف حجر عثرة أمام تحقيق طموحاتهن العلمية.

وتصمد أمينة هانم وتتوارى عن الأنظار، حتى يستتب الأمر لزوجها ورفاقه، وتعاود الظهور على الساحة السياسية لكن بقوة هذه المرة، بعدما تم تقليم أظافر المؤسسة العسكرية، إذ رافقت زوجها رئيس الوزراء في حله وترحاله ..
لتصبح خير سفير لبلادها بأناقتها وشياكة حجابها الذي لفت أنظار رؤساء وملوك العالم أجمع وزوجاتهم، الذين أبدوا انبهارهم بجمال الزي الاسلامي الذي ترتديه، واحترامهم لإصرارها على التمسك بهويتها الإسلامية، رغم كل ما تعرضت له من تحديات وضغوط.

أمينة أردوغان والمرحلة الجديدة

وتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ هذه السيدة القوية، فمن منطلق إحساسها بالمسؤولية كزوجة وأم واجهت صعوبات بالغة في سبيل إتمام بناتها المحجبات تعليمهن الجامعي، وجهت اهتماما بالغا لمسألة تعليم البنات، ورفع حظر دخول الجامعات عن المحجبات ..
وهو ما تحقق لها عبر حزمة من التغييرات القانونية التي قام بها حزب العدالة والتنمية في البرلمان، وبتشجيع ودعم قطاعات عريضة من الأسر التركية التي عانت كثيرا نتيجة الظلم الواقع على بناتهن الملتزمات بالزي الشرعي جراء هذه القوانين المجحفة.

كما قامت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بإطلاق حملة ضخمة تحت شعار” هيا بنات إلى المدرسة” من أجل التصدي لمشكلة منع البنات من التعليم في بعض مناطق الأناضول، وبفضلها تم السماح لعشرات الآلاف من الفتيات الصغيرات بالذهاب إلى المدرسة وتلقي تعليمهن فيها بانتظام، بعد أن نجحت أمينة هانم في إقناع أولياء أمورهن بأهمية التعليم لهن ولأسرهن المستقبلية..

لتنتقل بعد ذلك إلى محاربة ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، تلك العادة التي تسيطر على تفكير الأسر في مناطق الأناضول في شرق وغرب تركيا، حيث طالبت في الكثير من كلماتها التي ألقتها في مؤتمرات نٌظمت خصيصا لمكافحة تلك الظاهرة، بضرورة تغيير العقليات الخاطئة للأسر التي لا تزال تفضل تزويج الصغيرات على إرسالهن للمدرسة.
تلك الذهنية التي جعلت من الفتاة أسيرة لعادات وتقاليد تجعل منها فردا جاهلا في مجتمعها، مشيرة إلى أن الكثير من تلك التقاليد أضر بالمرأة، نافية تماما أن تكون تلك التقاليد مٌستقاة من الدين الإسلامي الذي حرص على تعليمات الفتيات لإدراكه أن تعليمهن يعنى تربية للأسرة، وتثقيف للمجتمع ككل. 

 المرأة والحفاظ على القيم الإنسانية

كما تصدت في حملة أخرى لظاهرة العنف ضد النساء، وهي الظاهرة التي تؤرق المجتمع التركي، خصوصا في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى، إذ أعلنت بوضوح أن جميع أشكال العنف ضد المرأة هي جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن القبول بها أو الصمت تجاهها..

إلى جانب دعمها المطلق لكافة الجهود الرامية لتمكين المرأة من لعب دور فعال في عالم المال والأعمال، إذ أشرفت شخصيا على عدة مؤتمرات دولية تحت عنوان “المرأة في عالم الأعمال”، وذلك بالتعاون مع زوجات قادة دول المنطقة.

وتولت عام 2006 تنظيم قمة بمدينة إسطنبول وجهت من خلالها نداء إلى نساء العالم، وقالت: ” لدي قناعة بأن الدور الرئيس في بناء المجتمعات ورفع قيمتها المشتركة يقع على عاتق المرأة، ويجب على المرأة أن تكون رائدة في الحفاظ على القيم الإنسانية ومنع اندثارها في جميع الأماكن وذلك من خلال ممارستها لجميع الأدوار المنوطة بها بما فيها الأعمال الاقتصادية والتجارية” ..
إلى جانب جهودها الحثيثة لضم المرأة إلى الحياة السياسية حتى تكتمل فعاليتها ومشاركتها في المجتمع. 

الاعتزاز بدور ربات البيوت

وفي إطار جهودها من أجل تحسين وضع المرأة وتطوير دورها في المجتمع لم تغفل أمينة أردوغان ربات البيوت، أولئك النسوة اللائي يوجهن جل اهتمامهن لرعاية أسرهن والسهر على راحة عوائلهن، معتبرة أن تلك المرأة هي امرأة منتجة وليست عاطلة عن العمل، لما تقوم به من مسؤوليات كبيرة، لخدمة المجتمع وأفراده ..

 رافضة تماما الادعاءات التي تشير إلى أن ربات البيوت لا يسهمن في عملية الانتاج ولا يضفن للحياة الاقتصادية والاجتماعية شيئا يذكر، معتبرة تلك الادعاءات إجحافا لحق هؤلاء النسوة اللاتي تعملن جاهدات من أجل بيوتهن وأسرهن.

وتستنكر أمينة أردوغان ربط الكثير من الناس ظاهرة الطلاق بالمرأة في حد ذاتها وخصوصا بعملها خارج بيتها، كما ترفض الربط المباشر “بين زعزعة المؤسسة الأسرية وبين احتلال النساء حيزا كبيرا في عالم الأعمال”.  وتوضح ذلك بقولها: “إنني أؤمن بأن مسؤولية حماية كيان الأسرة ليست ملقاة على عاتق النساء فقط. فإذا ما كانت هناك مشكلة أسرية، فالمسؤولية حينها تقع على عاتق الزوج والزوجة معا، ويتوجب على الطرفين العمل على حلها سويا”.

إيمان أمينة اردوغان بقوّة المرأة ومكانتها في المؤسسات المختلفة للمجتمع، جعلها حريصة كل الحرص على حث النساء عموما على الثقة في قدراتهن، والسعي لاكتشاف طاقاتهن التي تتميزن بها، والعمل على استثمار هذه الطاقات التي تجعل منهن فاعلات ومفيدات لأسرهن ومجتمعهن وأمتهن، مؤكدة أنّ: “كل نساء العالم يستحققن حياة مفعمة بالسلام والسكينة ومستقبلا مشرفا”..

إلى جانب قناعتها بأن المرأة والرجل كائنان يكملان بعضهما البعض، ويتشاركان المسؤوليات ولا مجال للصراع بينهما، مما يجعل أحدهما أدنى درجة من الآخر، فهما عنصران فاعلان في حياة الأسرة والمجتمع.

وإلى جانب دعمها ومساندتها لبنات جنسها، تشارك أمينة هانم في كافة الفعاليات والمؤتمرات التي تدين العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، كما أن لها مشاركاتها البارزة في مجال حقوق الإنسان، ودعم المسلمين في كافة بقاع الأرض، في الصومال والسودان والصين والروهينغيا حيث كانت أول شخصية عامة تتوجه إلى معسكراتهم، وتطالب العالم باكية بالعمل على وقف المذابح التي يتعرضون لها.

مثال حي للمرأة المسلمة

 فيا من تحاولون النيل من الرئيس أردوغان عبر نشر أكاذيب وافتراءات على زوجته ورفيقة دربه توقفوا، فأمينة هانم أردوغان رغم أن ظهورها على الساحة الدولية تزامن مع ظهور شخصية زوجها القائد طيب أردوغان، إلا أنها امرأة ذات شخصية مستقلة، تحمل من الصفات ما يجعلها تجمع في فكرها بين الأصالة والمعاصرة، ولديها الكثير من القضايا التي تدافع عنها، وتسعى إلى تصحيح مفاهيمها، ونظرة المجتمع لها من منظور إسلامي.

 هي امرأة تدرك معنى الوطن والأمة وتدافع عنهما بكل قوّة… إنها، ودون أية مبالغة، نموذج للمرأة المناضلة التي تؤمن بالفكرة وبالهدف، وهي في الوقت ذاته نموذجا للزوجة الوفية الداعمة لزوجها، المساندة له في كل الأحوال والظروف .ز

ورغم صعود نجمها وتبوؤها لمكانة عظيمة تحسدها عليها الكثيرات، إلا أنها لم تغير من قناعاتها الشخصية، ولم تتخل عن هويتها الإسلامية التي تلازمها منذ الصبا … إنها المثال الحي للمرأة المسلمة الأنيقة، البسيطة، الهادئة، والقوية.

  

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه