أغلى فنجان قهوة بالعالم: بـ 80 دولاراً

 

تعتبر القهوة واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في العالم، وهي المشروب المفضل لدي الكثيرين، بفضل مستوياتها العالية من مضادات الأكسدة وتشير الدراسات إلى أن من يشربون القهوة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، وأقل عرضة للاكتئاب، كما انها تقي من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لاحتوائها على المعادن مثل المغنيسيوم الذي يساعد الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين اللازم للتحكم في معدل السكر في الدم، كما أنها تساعد على حرق الدهون وتحسين الأداء البدني للجسم، وتحمي من مرض الزهايمر وغيرها من الأمراض.

وتوجد العديد من أنواع القهوة في العالم الأغلى ثمنا بينها هي قهوة “كوبي لواك” وهى المنتج المحلي للقهوة الإندونيسية الشهيرة، التي تنتج عن طريق حيوان يسمي ” زبًاد النخيل”.

وكلمة “كوبي” بالإندونيسية تعني قهوة، و”لواك” هو الإسم المحلي لحيوان “زبًاد النخيل الآسيوي”. وهو حيوان ثديي صغير يشبه القط البري ولديه ذيل طويل ووجه يشبة حيوان الراكون وفروة وعادة ما يكون مرقطاً أو مخططاً ويعيش في مناطق معينة في جنوب شرق آسيا خاصة في إندونيسيا والفلبين وفيتنام وماليزيا وجنوب الصين، كما أنه يعيش أيضا في غابات شرق أفريقيا ويطلق عليه “زبًاد النخيل الأفريقي”. أما في الفلبين فيطلق عليها “قهوة الكافيت”.  وفى فيتنام يطلقون عليها اسم ” قهوة ويسيل”

الحاجة أم الاختراع

تم اكتشاف هذا النوع من القهوة لأول مرة في إندونيسيا أثناء الفترة الإستعمارية الهولندية، عندما منعهم الهولنديون من حصاد القهوة. وعلى الرغم من أن الهولنديين كانوا يستخدمون العمالة المحلية في الزراعة وجمع المحاصيل وتربية الماشية، إلا أنهم منعوا المزارعين من حصاد حبوب البن وتذوقها لاستخدامهم الخاص.

ومع الوقت لاحظ المزارعون الإندونيسيون أن حيوان “زباد النخيل” يقتات على حبوب البن وبعض الفواكه والحشرات الأخرى، وأنه ينتقي حبوب البن ويأكلها بنهم شديد فتعمل الإنزيمات الموجودة في معدته على تخمير تلك الحبوب، وعند خروج حبوب البن من جهازه الهضمي، يقوم المزارعون بجمع تلك الفضلات بعناية وتنظيفها من الفضلات الأخرى وتحميصها، وطحنها، بشكل بسيط لتفادي تحطم التركيب المعقد لنكهتها المميزة، وبذلك تمكنوا من صنع قهوتهم الخاصة دون إثارة غضب الهولنديون.. فالحاجة هي أم الاختراع.  ومع الوقت ذاعت شهرتها ووصلت إلى ملاك المزارع الهولنديين الذين أعجبهم مذاقها ورائحتها المميزة وأصبحت المشروب المفضل لهم أيضا.

وفي أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين أصبح هذا النوع من القهوة أكثر شيوعاً في الدول الغربية وأصبح الطلب عليها كبيراً.  وبسبب الطلب المتزايد وندرة هذا النوع من القهوة وعملية تجميعها  غير الاعتيادية والتي تستغرق وقتاً طويلاً للعثور عليها، ونكهتها القوية، وجودتها العالية حيث يبلغ إنتاج إندونيسيا المستكشف لهذا النوع من القهوة حوالي 500 كيلو غرام سنوياً، أصبحت أسعارها باهظة الثمن، حيث يتراوح سعر فنجان القهوة الواحد من 35 إلى 80 دولاراً. وسعر الكيلو الواحد بين 100 إلى 700 دولار . وهى تقدم في المطاعم الفخمة والفنادق الكبيرة.

عملية التخمير

ونتيجة لارتفاع سعرها لجأ المزارعون إلى تربية هذه الحيوانات ووضعها في أقفاص داخل المزارع وإطعامها فقط حبوب البن التي يحصدها المزارعون من أجل إجراء عملية التخمير في أجسادها.

وبسبب شهرتها أصبح السياح القادمون إلى اندونيسيا يتوافدون على المزارع وأماكن تربية قطط الزباد للتعرف على هذا الحيوان الشهير، والتعرف على عملية استخراج القهوة من الألف إلى الياء.

أما في الفلبين فقد اعتاد المزارعون الفلبينيون في الماضي على اصطياد وقتل قطط الزباد الذي كان يجوب الأراضي المزروعة بالقهوة في الليل للحصول على حبوب البن الناضجة في مزارعهم، حتى أدركوا لاحقا أن فضلاتهم هي ثروة كبيرة لهم.

وفي فيتنام بدأ تاريخ قهوة “ويسيل ” في القرن التاسع عشر، عندما قدم المستعمرون الفرنسيون اشجار البن الأولى الى فيتنام، وقاموا بإنشاء مزارع البن في البلاد، ومنعوا المزارعين الأصليين من تناول الحبوب التي يتم حصادها حيث كانت القهوة سلعة فاخرة والمستعمرون الفرنسيون والنبلاء هم فقط من لهم الحق في شرب القهوة، لذلك بحثوا عن فضلات الزباد لصنع قهوتهم.

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه