موسى يدعو لحل سلمي في ليبيا

قال علي الترهوني مسؤول النفط والمالية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي, إن أموال المجلس نفدت، متهما الغرب بعدم الوفاء بتعهداته بتقديم مساعدة مالية عاجلة للثوار، في حين دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية.

ففي مدينة بنغازي شرق ليبيا قال الترهوني في مؤتمر صحفي إن الأموال نفدت تماما من الثوار بعد أربعة أشهر من القتال، وأضاف “كل شيء ينفد من أيدي الثوار، وإما أنهم (أي الدول الغربية) لا يفهمون أو ربما لا يبالون بما يجري”.

وجاءت تصريحات الترهوني في وقت بدأت تظهر فيه تصدعات في صفوف حملة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد نظام العقيد معمر القذافي، حيث يبدي بعض أعضاء الحلف عدم قدرتهم على مواصلة المهمة، بينما تتهم الولايات المتحدة بعض حلفائها الأوروبيين بعدم أداء دورهم بالكامل، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وأكد الترهوني أن إنتاج النفط الخام توقف بسبب الأضرار الناجمة عن الحرب. وتوقع ألا يستأنف الإنتاج قريبا. وأوضح أن المصافي معطلة بسبب عدم توافر النفط الخام لها.

وكان الترهوني قدر في وقت سابق أن المعارضة تنفق ما يصل إلى 100 مليون دينار ليبي (86 مليون دولار أميركي) في اليوم.

في هذه الأثناء قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل إن استقباله يوم السبت من قبل مسؤولين حكوميين في تونس يعد اعترافا ضمنيا بالمجلس، بينما لم يصدر أي موقف رسمي تونسي بهذا الاعتراف.

وقال عبد الجليل للصحفيين عقب لقائه رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي في قصر الحكومة بالقصبة “استقبالنا هنا من المسؤولين في تونس يعد اعترافا ضمنيا، نحن تجاوزنا هذه المرحلة، تجاوزنا مرحلة المعونات الإنسانية، وتونس سيكون لها دور كبير في المرحلة المقبلة في ليبيا”.

وكان الباجي قائد السبسي قال في وقت سابق الأسبوع الماضي إن بلاده مستعدة للاعتراف بالمجلس الانتقالي في حال مطالبته بذلك، لكن تونس لم تعلن حتى الآن اعترافها بالمجلس رغم توتر علاقاتها مع نظام القذافي.

ونفى عبد الجليل تصريح رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي بإجراء محادثات بين الثوار وممثلي نظام القذافي في تونس أو في أوروبا. وقال لرويترز “ليس هناك أي مفاوضات مع نظام القذافي في أي مكان، ولن نقبل أي محادثات إلا برحيل القذافي”.

وكان المحمودي قال الجمعة ردا على سؤال عن نفي الثوار  للمعلومات التي ترددت بشأن المفاوضات مع النظام “اسألوا الاستخبارات المصرية والفرنسية والنرويجية والتونسية، وسيقولون لكم الحقيقة”. وأضاف “نحن واثقون من لقاءاتنا، وكل شيء مسجل”.

وأضاف “نحن متأكدون من أن اللقاءات حصلت في هذه البلدان” أي مصر وفرنسا والنرويج وتونس، و”سنرد عليهم بأسماء” الأشخاص الذين شاركوا في هذه اللقاءات.

وفي فيينا أعلن المتحدث باسم الحكومة النمساوية شالينبرغ ألكسندر السبت استعداد بلاده للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بوصفه الممثل الوحيد للبلاد، وأضاف أن النمسا ستطرح هذه القضية في الاتحاد الأوروبي أثناء المحادثات في لوكسمبورغ غدا الاثنين.

ويأتي إعلان النمسا بعد إجراء مماثل من قبل أكثر من عشر دول، من بينها بريطانيا وكندا وفرنسا والأردن والولايات المتحدة.

من جهة ثانية قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته السبت في كلمة أمام الاجتماع الثاني للمنظمات الدولية الخمس المتابعة للوضع في ليبيا، إن الاجتماع استهدف مساعدة الليبيين وإيجاد حل سلمي للأزمة التي يعيشونها منذ أربعة أشهر “ووضع حد لعمليات العنف والعمليات العسكرية” في البلاد.

ودان موسى بصورة غير مباشرة ما وصفه بـ”أعمال القمع والعنف دون مبرر” ضد الشعب الليبي، مشيرا إلى أنها لم تأخذ في الاعتبار “الحقوق الأساسية للشعب”.   

وشدد الأمين العام على “الالتزام القوي” من جانب المنظمات الخمس “بتوفير الحماية للشعب الليبي لتحقيق تطلعاته في الانتقال وبأسرع ما يمكن نحو نظام سياسي” يقرره الليبيون.

وأكد قناعة الأطراف الخمسة المشاركة في الاجتماع بأن “الحل العسكري وحده قد لا يؤدي إلى الخروج من الأزمة الراهنة”.

وحث موسى “المجتمع الدولي والعرب والأفارقة على مساعدة الشعب الليبي على تحمل أعباء المرحلة الراهنة وتداعياتها وعلى تجنيب ليبيا وشعبها مخاطر استمرار أعمال العنف والانزلاق نحو التقسيم”.