مصور غزة والفصل بين العمل والمشاعر في “مكان الموت”

متظاهرون فلسطينيون يحتمون من الطلقات النارية والغازات المسيلة للدموع التي يطلقها الجيش الاسرائيلي

عندما تحرك مصور (رويترز) إبراهيم أبو مصطفى لتغطية الاحتجاجات في غزة صباح أمس الإثنين التقى مع أحد معارفه الذي يجلس على كرسي متحرك.

ويتذكر أبو مصطفى ما حدث قائلا “اليوم وفي هذا الصباح وجهت التحية للرجل وبنهاية اليوم كنت أسير في جنازته”.

هذا هو التضارب بين الحياة والعمل بالنسبة لأبو مصطفى الذي قضى تقريبا نصف عمره البالغ 35 عاما مصورا محترفا يغطي الأحداث في بقعة صغيرة مثل قطاع غزة موطنه ومكان عمله.

وكان الإثنين أدمى الأيام في غزة منذ سنوات بعدما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين في اليوم قبل الأخير من احتجاجات عارمة على الحدود منذ ستة أسابيع للمطالبة بحق العودة.

وقال أبو مصطفى “أشعر بإحباط تجاه ما حدث. وأواصل في نفس الوقت تأدية عملي”.

وتابع “لذلك يجب علي الفصل بين عملي ومشاعري.. إنني أغطي حدثا ثم أغطي حدثا مشابها في اليوم التالي لذلك فقد طوّرت مزاجا يسمح لي بالتكيف مع الأحداث التي تحدث وبين الظروف”.

وفي بعض الأحيان تعمل الطبيعة المتكررة للأحداث في غزة لصالحه.. فبعد سنوات من المتابعة الوثيقة أصبح يملك حسا يتوقع ما سيحدث وأين وأفضل الأماكن التي ينبغي أن يقف فيها لتصوير الأحداث الخطيرة.

وقال أبو مصطفى “بمجرد أن تطلق قنبلة غاز تعرف أنه سيكون هناك رد فعل من المحتجين”.

وأضاف “بدلا من أن يديروا ظهورهم إلي يبدأون في النظر إلي والغاز الذي ينتشر يكون له شكل محدد وهو أبيض اللون ويتحد مع دخان يأتي من الإطارات (المشتعلة) ليكونا مزيجا من الأبيض والأسود وهذا ما يجعل الصورة قوية”.

“أصف هذا بأنه مكان الموت.. يوجد موت هنا.. لا مكان للراحة هناك وفي أي ثانية يمكن أن يموت شخص”.

المصدر : رويترز