مسلمو أوكرانيا.. “قائمة مظالم” تعرقل حياة مليون شخص

مسلمون في أحد المساجد بأوكرانيا

اعتبر سيد إسماغيلوف مفتي أوكرانيا لشؤون المسلمين الدينية أنّ مسلمي البلاد يواجهون “قائمة مظالم” في مقدمتها نقص أماكن العبادة، وخصوصاً خارج المدن الكبيرة.

وأضاف إسماغيلوف، في حديث مع وكالة “الأناضول”، أنه “من الصعب جداً الحصول على أرض لبناء مساجد” في أوكرانيا، لافتاً إلى أن هذا الإشكال يبرز بوضوح خارج المدن الكبيرة.

وتابع أن “المسلمين في المدن الصغيرة، حيث المجتمعات السكانية المحدودة، يواجهون إشكالات أكثر من غيرهم بالمدن الكبرى، فهم لا يملكون أماكن للعبادة أو منافذ للحصول على الأطعمة الحلال”.

ولفت إلى أن “قائمة المظالم” التي يعاني منها المسلمون في بلاده تشمل “عدم وجود مقابر كافية لدفن المسلمين، إضافة إلى إجبار المسلمات على خلع حجابهن في صور جوازات سفرهن”.

وبناءً على ذلك، رأى إسماغيلوف في أن مطالبة المنظمات الإسلامية الدولية بتقديم الدعم لبناء المساجد والمراكز الإسلامية في أوكرانيا، “ستكون ضرورة أساسية من أجل مستقبل الإسلام في البلاد”.

وأوضح أنّ “نحو مليون مسلم يعيشون في أوكرانيا، أغلبهم في شبه جزيرة القرم والمدن الكبيرة مثل العاصمة كييف.

وفي عهد الاتحاد السوفيتي، قال إسماغيلوف إنه تم حظر الديانات في أوكرانيا بينها الإسلام، ولذلك فإنه عندما حصلت البلاد على استقلالها، بدأ المسلمون من نقطة البداية في تعلم دينهم.

تسامح الأوكرانيين

نائبة رئيسة رابطة المسلمات الأوكرانيات، أولغا فرينداك

من جهتها، وصفت نائبة رئيسة رابطة المسلمات الأوكرانيات، أولغا فرينداك، المواطنين الأوكرانيين بـ”المتسامحين”.

وقالت فرينداك، التي اعتنقت الإسلام عام 1998، إنها لا تواجه – باعتبارها مسلمة – مشاكل كبيرة في أوكرانيا”.

وأَضافت أن “الأوكرانيين متسامحون بشكل عام؛ ولدينا مساجد ومراكز ثقافية إسلامية في المدن الكبرى، ولدينا لحوم ومنتجات حلال”.

وأردفت “فرينداك” والتي تتقلد أيضاً منصب رئيس تحرير قسم المعلومات في المركز الإسلامي الأوكراني: “يمكننا العمل والصلاة في بلادنا، ولدينا منظمات إسلامية ومتطوعون، كما أن هناك أيضا مدارس إسلامية في كييف وخاركيف (ثاني أكبر المدن)”.

وفي سياق متصل، أشارت فرينداك إلى إمكانية نشر الأدب الإسلامي باللغتين الأوكرانية والروسية.

لكن، ورغم الجوانب الإيجابية التي استعرضتها فرينداك، إلا أنها أكدت استمرار حاجة المسلمين في أوكرانيا لمزيد من المساجد والمراكز الإسلامية، إضافة إلى المراكز التعليمية والرياضية المخصصة للأطفال المسلمين.

وتابعت: “لدينا بعض المشكلات باعتبارنا أقلية في مجتمع غير مسلم، لكن بإذن الله سنتغلب عليها”.

مركز إسلامي للجميع

وبخصوص النشاطات التي يقدمها المركز الإسلامي في كييف، حيث يعمل مفتي البلاد سيد إسماغيلوف، يقول الأخير إنّ المركز “يحتضن حفلات الزفاف والبرامج الرمضانية، وبرامج التعليم الإسلامي للأطفال والشباب”.

وأضاف: “خلال شهر رمضان، نستقبل ما بين 800 وألف شخص على الإفطار ولأداء صلاة التراويح”.

كما أوضح أنّ المركز يقدم للمسلمين وغير المسلمين العديد من الندوات والمحاضرات المفتوحة والمهرجانات التي تعكس الثقافة والتقاليد الإسلامية.

وأشار أيضاً أن “المركز الإسلامي ينظّم أيضاً محاضرات في الجامعات والتجمعات المسيحية لتثقيف الناس حول الإسلام، وتعزيز العلاقات الطيبة بين المسلمين وأتباع الأديان الأخرى”.

المصدر : الأناضول