مروان البرغوثي يقود الإضراب بسجون الاحتلال.. فمن هو ؟

يقود مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، إضرابا عن الطعام، داخل السجون الإسرائيلية، بهدف تحسين الظروف المعيشية للمعتقلين.

وقال “البرغوثي” في مقال له نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مع بدء الاضراب الاثنين الماضي، إن الإضراب عن الطعام هو الطريقة الوحيدة للمطالبة بحقوق المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وقد أثار نشر الصحيفة الأمريكية للمقال، غضب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي أصدر بيانا أمس، وصف فيه البرغوثي بالإرهابي.

وقال نتنياهو:” قرأت مقالا نشر في صحيفة النيويورك تايمز، يعرض الإرهابي الكبير البرغوثي كأنه نائب برلماني وقائد (..) نعته بأنه (زعيم سياسي) يشابه وصف بشار الأسد كأنه طبيب أطفال”.

وعاقبت إدارة السجون الإسرائيلية، البرغوثي، وعددا آخر من قادة المعتقلين، بالسجن الانفرادي، لتزعمهم الإضراب.

ويُنظر إلى البرغوثي، باحترام كبير، داخل المجتمع الفلسطيني، لدوره “النضالي”، ضد إسرائيل، ولخطابه المعتدل والتصالحي فيما يتعلق بالشؤون الداخلية.

ولد البرغوثي في 6 يونيو 1958، في قرية كوبر شمال غربي مدينة رام الله. وانخرط في حركة “فتح” في سن الخامسة عشرة، وفي الثامنة عشرة من عمره عام 1976 اعتقلته السلطات الإسرائيلية.

التحق بعد إطلاق سراحه في العام 1983 من السجون الإسرائيلية، بجامعة بير زيت، وترأس مجلس الطلبة فيها، وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية.

يعد البرغوثي من القيادات الفلسطينية المشاركة في الانتفاضة الأولى (1987-1994)، ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

 

لدوره في الانتفاضة، ألقت إسرائيل القبض عليه، وأبعدت إلى الأردن التي مكث فيها 7 سنوات.

وفي عام 1989، وخلال تواجده منفيا خارج فلسطين، انتخب البرغوثي عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، من بين 50 عضوا، في المؤتمر العام الخامس للحركة الذي انعقد في العاصمة التونسية.

وكان في ذلك الوقت العضو الأصغر سنا الذي ينتخب في هذا الموقع القيادي الرفيع.

في أبريل/ نيسان عام 1994 عاد البرغوثي على رأس أول مجموعة من المبعدين الفلسطينيين إثر اتفاق أوسلو للسلام، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وبعد ذلك بأسبوعين، وفي أول اجتماع لقيادة “فتح” في الضفة الغربية تم انتخاب البرغوثي بالإجماع، في منصب “أمين سر” الحركة في الضفة الغربية.

وفي عام 1996 انتخب عضوا بالمجلس التشريعي (البرلمان) عن دائرة رام الله.

خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في العام 2000، عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه أرئيل شارون المسجد الأقصى، قاد البرغوثي “الانتفاضة” وبات أحد أبرز رموزها.

ويقول مقربون منه، إنه تعرض لمحاولات اغتيال من قبل إسرائيل، ونجا منها، وفي إحداها أُطلقت عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة، كما استهدفته بمفرده سيارة ملغومة .

وألقت القوات الإسرائيلية القبض على البرغوثي في الـ15 إبريل/ نيسان 2002.

وحينها قال (شارون)، إنه “يأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل إن يكون رمادا في جرة”.

أما وزير الدفاع في حينه، شاؤول موفاز، فقال :”إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وإن اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة”.

وبتاريخ 20 مايو/أيار 2004 عقدت المحكمة المركزية في تل أبيب جلستها لإدانة البرغوثي، حيث كان القرار بإدانته بخمستهم بالمسؤولية العامة لكونه أمين سر حركة فتح في الضفة، وبكون كتائب شهداء الأقصى تابعة لفتح، وبالتالي فإن أي عمل عسكري قامت به، يتحمل البرغوثي مسؤوليته.

وطالب الادعاء العام بإنزال أقصى العقوبة على البرغوثي.

وعُقدت الجلسة الأخيرة لمحاكمته في السادس من يونيو/حزيران 2004، في المحكمة المركزية بتل أبيب وأصدرت حكمها عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عاما، وهي العقوبة القصوى التي طالب بها الادعاء العام.

وتعقيبا على الحكم قال البرغوثي:” إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن”.

بعد وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كان البرغوثي ينافس محمود عباس (أبو مازن) مرشح حركة فتح لرئاسة السلطة الفلسطينية، رغم اعتقاله، لكنه تنازل عن الترشح لعباس في حينه، وترأس القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006.

ومارس القيادي البرغوثي من داخل معتقله دورا مهما في المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أسفرت عن توقيع (اتفاق القاهرة)، وكان ممثل حركة فتح عن المعتقلين في التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني للمصالحة في التاسع من مايو/أيار 2006، والتي باتت مرجعا للمصالحة الفلسطينية.

 

انتخب “البرغوثي” في المؤتمر السادس لحركة “فتح” الذي عقد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية في العام 2009، عضوا في اللجنة المركزية للحركة.

وأعيد انتخابه بأعلى الأصوات عضوا في اللجنة المركزية في المؤتمر السابع الذي عقد في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية نهاية العام 2016.

في العام 2010 حصل القائد البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات، التابع لجامعة الدول العربية وحملت رسالة الدكتوراه عنوان “الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديمقراطية في فلسطين من 1996 إلي 2006”.

وقد كتب البرغوثي رسالته في سجن هداريم، واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محاميه.

وقد صدر للبرغوثي مجموعة من الكتب خلال سنوات، وهي كتاب “الوعد”، وكتاب “الوحدة الوطنية قانون الانتصار”، وكتاب “مقاومة الاعتقال”.

كما صدر للبرغوثي كتاب “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي”.

وكان قد صدر له قبل اعتقاله “رسالة الماجستير” عن العلاقات الفلسطينية الفرنسية.

ويحظى البرغوثي بشعبية كبيرة داخل صفوف حركة فتح خاصة، وفي أوساط الشعب الفلسطيني عامة، وكانت السلطات الإسرائيلية قد رفضت الافراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس مقابل الجندي شاليط.

وتشير أغلب استطلاعات الرأي التي نشرت خلال السنوات الماضية، إلى ارتفاع وتزايد شعبية البرغوثي. 

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر