لاجئو الروهينغيا يواجهون محنة جديدة في 2018

نساء من الروهينغيا يبكين أثناء هروبهن من ميانمار إلى بنغلاديش فرارا من عمليات التطهير العرقي

حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية من أن لاجئي أقلية الروهينغيا المسلمة يواجهون آفاق محنة جديدة في عام 2018.

وطرأت تطورات جديدة على الحدود بين ميانمار وبنغلاديش عقب عام مليء بالمآسي واجه فيه أبناء الروهينغيا حملة قمع وتقتيل وتهجير وحشية على أيدي قوات الأمن في ميانمار، وصفتها الأمم المتحدة بحملة “تطهير عرقي”.

وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الأوضاع في مخيمات اللاجئين بمدينة كوكس بازار في بنغلاديش مستمرة في التدهور، حيث تتواصل عمليات الهجرة الجماعية ويستمر أبناء الروهينغيا في التوافد على المدينة، ولم يبق أمام اللاجئين المحاصرين على الحدود سوى خيارين قاتمين، إما البقاء حيث المستقبل الغامض أو العودة حيث لا يعلو صوت فوق صوت النيران.

وأوضحت أنه في الأسابيع الأخيرة قامت حكومتا بنغلاديش وميانمار بتشكيل مجموعة عمل لترتيب عمليات إعادة للاجئي الروهينغيا إلى الوطن عبر الحدود، وهي خطوة حذر منها مراقبون دوليون باعتبارها لن تكون آمنة على اللاجئين.

وفي الوقت نفسه، يخشى اللاجئون أن يظلوا عالقين لسنوات طويلة حتى الوصول إلى المخيمات، التي امتلأت وتضخمت لتصبح واحدة من أكبر مخيمات اللاجئين حول العالم.

وتقول الصحيفة إن بادرة حسن النية من المجتمعات البنغالية المحلية تجاه مسلمي الروهينغيا المحاصرين بلغت حدها الأقصى.

وأضافت أن التوترات باتت تزداد على الأراضي والمرتبات، حيث يتعرض اللاجئون البائسون الذين يسعون للحصول على أموال لشراء احتياجاتهم اليومية الضرورية للاستغلال على أيدي ملاك الأراضي وأرباب العمل.

ويضطر الأطفال اللاجئون للعمل من الفجر حتى الغروب في حقول الأرز خارج المخيمات المؤقتة بمدينة كوكس بازار مقابل أجر زهيد يصل الى 300 تاكا (ما يعادل 3 جنيهات استرلينية) يوميا، وهو ما يساوي نحو نصف الأجر المحلي الطبيعي.

وتقول المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في هذه المنطقة، إن الروهينغيا باتوا عرضة للاستغلال بشكل متزايد من قبل أرباب العمل وأصحاب الأراضي، في حين أن التدفق الهائل للاجئين قلص من فرص العمل وجعل العمال البنغاليين الفقراء في ورطة كبرى ,هم الآخرون، بدون عمل.

وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين الذي فروا من ميانمار عبر الحدود الشمالية الغربية للوصول إلى بنغلاديش بنحو 655 ألف لاجئ خلال أربعة أشهر فقط.

وتقول إحدى العاملات البنغاليات وتدعى أمينة خاتون ” لقد اعتدنا الحصول على أجر يتراوح بين 500 إلى 600 تاكا، لكن الآن هناك الكثير جدا من الروهينغيا وهم يحصلون على أجر أقل بكثير، وبالتالي لم نعد نحصل على فرص عمل”.. مضيفة إن أسعار الطعام والفاكهة والخضراوات ارتفعت أيضا لتصل الى الضعف تقريبا، وهو ما أضاف مزيدا من العبء عليهم.

ومع اقتراب الأزمة الإنسانية للروهينغيا من شهرها الرابع، وقعت حكومتي بنغلاديش وميانمار اتفاقية مبدئية لإعادة لاجئي الروهينغيا إلى وطنهم، وهو ما أثار مخاوف اللاجئين الذين يخشون على سلامتهم من بطش قوات الأمن البوذية في ميانمار.

وأعلنت الحكومة البنغالية الجمعة أنها جهزت قائمة تضم نحو 100 ألف لاجئ روهينغي لإعادتهم إلى وطنهم في المرحلة الأولى، ويقوم مسؤولو ميانمار بدراستها حاليا، ولكن كلا الجانبين أكد أن الأشخاص الذين سيعودون، سيعودون طوعا وليس إجبارا.

ومازال كثير من لاجئي الروهينغيا مذعورين من فكرة أن يقودهم الجيش الميانماري الى معسكرات اعتقال، إلى جانب نحو 120 ألفا في ولاية أراكان تم اقتيادهم خارج قراهم منذ سنوات.

ولايزال المجتمع المحلي في كوكس بازار متعاطفا مع محنة الروهينغيا، لكن الأعباء الاقتصادية الجديدة دفعت البعض للتساؤل “متى سيعودون الى وطنهم؟”، حتى رغم استمرار توافد اللاجئين، حسب الإندبندنت.

المصدر : وكالة الأنباء القطرية