قتلى وجرحى باحتجاجات سوريا

قال شهود عيان إن أربعة اشخاص قتلوا وجرح نحو خمسين آخرين برصاص قوات الأمن السورية في بلدة تلبيسة قرب حمص, في حين تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة اللاذقية الساحلية غرب البلاد بعد تشييع أحد قتلى الاحتجاجات.

وقد خيم الغضب على مناطق سورية متفرقة كما تقول رويترز, رغم خطاب الرئيس بشار الأسد وإعلانه أنه سيرفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ 48 عاما.

وذكر شاهد عيان لرويتر أن إطلاق النار على المشاركين في جنازة أحد المحتجين حوّل التشييع إلى مظاهرة على طريق سريع خارج بلدة تلبيسة شمالي مدينة حمص بوسط البلاد.

أما في دمشق ومدينة السويداء وبانياس ومعظمية الشام في ريف دمشق فقد خرج آلاف المتظاهرين في مسيرات حاشدة جددوا خلالها مطالبهم بالحرية والإصلاح.

وفي مدينة اللاذقية  خرجت مظاهرة ليلية بالشموع عقب تشييع متظاهر قتل بطلق ناري قبل يومين. وقال شهود عيان إن المتظاهرين انطلقوا وهم يحملون الشموع من أمام جامع خالد بن الوليد باتجاه منطقة الصليبة وهم يهتفون “واحد واحد واحد.. الشعب والجيش واحد”. وقد نقلت مواقع على الإنترنت صورا ليلية لمسلحين يطلقون النار على المتظاهرين في المدينة.

كما دعا آلاف المحتجين إلى الإطاحة بالأسد في جنازة أخرى ببلدة حراك
(33 كلم شمال شرقي مدينة درعا في جنوب البلاد) لتشييع الجندي محمد علي رضوان القومان الذي يعتقد أقاربه أنه تعرض للتعذيب على أيدي قوات الأمن.

من جهة ثانية, ذكرت قناة الإخبارية السورية أن أحد عناصر قوات الأمن قُتل وأصيب 11 آخرون جراء إطلاق النار في مدينة حمص.

وقد جاءت هذه المظاهرات استجابة لنداءات أطلقها ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت تدعو إلى استئناف الاحتجاجات تزامنا من الذكرى الخامسة والستين للاستقلال.

في الوقت نفسه نفى نقابيون سوريون من محافظة درعا وجود عصابات مسلحة خلال المظاهرات, وقالوا في بيان حصلت الجزيرة على نسخة منه إن جميع القتلى سقطوا برصاص أجهزة الأمن وقناصتها.

وأدان النقابيون في السياق نفسه ما سمّوه الدور السلبي للإعلام السوري الذي “شوه الحقيقة وأثار الفتنة”، على حدّ تعبيرهم.

كما دعوا الحكومة إلى تلبية كامل المطالب المستحقة للشعب، مؤكدين على واجب الحفاظ على الوطن ومكتسباته وأمنه واستقراره.

في هذه الأثناء، أعلنت السلطات السورية أن “جهاز الجمارك السوري ضبط كمية كبيرة من الأسلحة في شاحنة كان يقودها رجل عراقي الجنسية أثناء محاولة تهريبها من العراق إلى سوريا عبر مركز “التنف” الحدودي.

وذكر المدير العام للجمارك مصطفى البقاعي أن الأسلحة المضبوطة كانت في مخبأ سري بشاحنة تبريد، وجرى تغليفها بمادة قصديرية لتفادي اكتشافها بأجهزة الفحص.

في غضون ذلك أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي بيانا أعرب فيه عن قلقه من تطور الأحداث في سوريا “وعدم وجود أي مؤشر حقيقي للبدء في الإصلاحات الجذرية”.

وقال البيان إن المشكلة أكبر من أن تحل عبر تغيير وزراء أو تشكيل حكومة جديدة. وانتقد العلماء في بيانهم خلو خطاب الأسد أمام الحكومة الجديدة من التطرق إلى مطالب الشعب في الحرية والكرامة والديمقراطية، ودعوا للإسراع بالبدء فورا بتغيير الدستور وإطلاق الحريات وتحقيق مطالب الشعب كاملة.

وأضاف البيان أن “على القيادة السورية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد والزعيم قد تجاوزه الزمن”.

وأدان بشدة قتل وتعذيب وإهانة المتظاهرين بحسب ما بثته وسائل الإعلام, وناشد الجيش السوري التدخل لحماية المتظاهرين. كما جاء في البيان أن وقوف سوريا في خط المواجهة مع إسرائيل لن يعفي النظام الحاكم من تحقيق تطلعات الشعب.

يشار إلى أن الأسد عين حكومة جديدة قبل أيام، وقال إن قانونا جديدا يحل محل حالة الطوارئ سيكون جاهزا الأسبوع القادم.

يذكر أن الاحتجاجات بدأت في مدينة درعا بعد اعتقال صبية نقشوا شعارات تنادي بالحرية على جدران مدرسة قبل أكثر من شهر، وانتشرت المظاهرات في أنحاء واسعة من البلاد مستلهمة الانتفاضات الشعبية في دول عربية أخرى.

وتقول جماعات لحقوق الإنسان -كما تشير رويترز- إن أكثر من مائتي شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات وإن العدد يتزايد, في حين يقول الأسد إن سوريا مستهدفة في مؤامرة.