في “وكالة البلح” بمصر.. كسوة أسرة بثمن وجبة

سوق وكالة البلح

سوق (وكالة البلح) السوق الشعبي الكبير الذي يقع وسط القاهرة وتباع في معظم محاله الملابس المستعملة المستوردة وكان قبلة الفقراء ،أصبح ملاذا لبعض الأغنياء في الآونة الأخيرة.

وتقع “وكالة البلح”، بحي بولاق أبو العلا الشعبي، على بعد عشرات الأمتار من مبان سيادية هامة بينها وزارة الخارجية ومبنى التلفزيون الرسمي، ومقر مؤسسة الأهرام للطباعة والنشر، ويقابلها في الضفة الأخرى من نهر النيل حي الزمالك الراقي.

تاريخيًا، تعود نشأة “وكالة البلح” إلى عام 1880، وكانت تسمى وقتها سوق “الكانتو” وهي كلمة إيطالية تعني التجارة في المستعمل، بعدها أصبحت مكانًا مخصصًا لتجارة البلح، الذي كان يأتي من صعيد مصر.

وخلال العقود الأخيرة، عادت “وكالة البلح” لسابق عهدها في تجارة الملابس خاصة المستعملة، بحسب أحاديث منفصلة أجراها مراسل الأناضول، مع قاطني السوق.

والوكالة التي تقع على مساحة نحو 3 كيلومترات مربعة، بقلب القاهرة، كانت قديما قبلة الفقراء الطامحين لحياة راقية، غير أنه مع التحولات الاقتصادية التي شهدتها البلاد، باتت ملاذا لبعض الأغنياء أيضا، بحسب حديث البائع (للأناضول).

ومعظم الملابس الموجودة بالوكالة، “ملابس مستعملة معروفة باسم (البالة)، يتم استيرادها من أوربا والخليج، ويتم استخلاصها جمركيًا من ميناء بورسعيد البحري (شمال شرق البلاد) ليتم بيعها لتجار الوكالة بالكيلو”.

ويصل سعر الكيلو من الملابس المستعملة، بحسب أحد البائعين مائة جنيه (نحو 6 دولارات تقريبًا)، ويزن عدة قطع.

وفي هذا السوق، وفق المتحدث، يمكن لأسرة مكونة من 4 أفراد الحصول على كسوة كاملة بنحو 200 جنيه فقط (11 دولارا تقريبا)، وهو مبلغ يكاد يغطي وجبة واحدة في أحد المطاعم متوسطة الحال القريبة من السوق ذاته، الذي “يعد الأرخص سعرا في مصر”.

وأسعار الملابس بسوق وكالة البلح تبدأ من 5 جنيهات (أقل من ثلث دولار أمريكي) وتصل إلى 200 جنيه (نحو 11 دولارًا تقريبًا)، ومن بينها ماركات عالمية، وفق عدد من التجار.

وغالبية الملابس المستعملة المعروضة للبيع بالوكالة، استخدامها خفيف، فيما توجد ملابس جديدة ولكن بها عيوب بسيطة في الصناعة، كما يقول بائع بالسوق.
وبحسب البائع فإن الغلاء يدفع أيضًا الأغنياء إلى سوق وكالة البلح”، مشيرا إلى أن الفقر لم يترك أحدا.

حديث البائع المصري، غير بعيد من تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء صادر أواخر العام الماضي، والذي أعلن أن 27.8% من السكان تحت خط الفقر.
ويشير تقرير حكومي آخر صدر أواخر العام الماضي عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن مصر استوردت في العشرة أشهر الأولى من عام 2016، ملابس مستعملة بقيمة تزيد عن 50 مليون جنيهًا (2.7 مليون دولار تقريبًا).

بدوره، قال ممدوح زكي، رئيس شعبة المستوردين والمصدرين بالغرفة التجارية، للأناضول، إن “الملابس المستعملة المستوردة من الخارج لم تؤثر كثيرًا على سوق الملابس الجاهزة الجديدة بمصر”.

في المقابل، تحذر وفاء علم الدين، الأخصائية في الأمراض الجلدية، من ارتداء ملابس مستعملة.

وفي حديث للأناضول، تقول علم الدين إن “استخدام الملابس المستعملة يتسبب في أمراض جلدية تنقل عبر الملابس منها الأكزيما التلامسية والتينة الملونة، والجرب”.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر