صحف إسرائيلية تتساءل: لماذا ذهب ليبرمان وبقي هنية؟

وزير الأمن الاسرائيلي المستقيل أفيغدور ليبرمان ( يسار ) واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس ( اليمين)

أفيغدور ليبرمان تعهد باغتيال إسماعيل هنية بعد 48 ساعة من تسلم حقيبته الوزارية بحكومة نتنياهو، واستقال ليبرمان بعد 48 ساعة من عملية أمنية فاشلة في غزة. ذهب ليبرمان وبقي هنية.

هذا ما خلصت إليه آنا أهارونيم محررة الشؤون العسكرية بصحيفة جيروزاليم بوست في تحليل نشرته الصحيفة الخميس استعرضت فيه تطورات الموقف في إسرائيل منذ مساء الأحد عقب العملية الفاشلة للكوماندوز الإسرائيلي ووحدات النخبة العسكرية التي حاولت اختراق أراضي غزة بالقرب من خان يونس، وانتهت بما وصفته بكارثة عسكرية وسياسية.

أبرز ما أوردته آنا أهارونيم في تقريرها:
  • التطورات المتصاعدة في المنطقة تضمنت تلك العملية الفاشلة ثم إطلاق صاروخ كورنيت مضاد للدبابات على حافلة إسرائيلية.
  • تم إطلاق ما يقرب من 500 صاروخ من غزة على إسرائيل، وقام الجيش الإسرائيلي بتدمير 160 هدفا في غزة، ثم أخيرا استقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان. كل ذلك في غضون 72 ساعة فقط.
  • ليبرمان خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر: أرفض التفاوض مع حماس، وإسرائيل من خلال المفاوضات اشترت الهدوء لفترة وجيزة مقابل ثمن باهظ التكلفة على أمنها على المدي الطويل.
  • القيادي الحمساوي حسام بدران: طالب نتنياهو بإقالة ليبرمان إذا كان يرغب جديا في إنهاء التصعيد مع المقاومة الفلسطينية، واتهم ليبرمان بأنه يتسبب بسلوكه المتهور في استمرار التصعيد بين الجانبين.
  • في اليوم التالي رحبت حماس باستقالة ليبرمان ووصفت تلك الاستقالة بأنها جاءت نتيجة لهزيمة إسرائيل في مواجهتها الأخيرة مع المقاومة في غزة.
  • بعد استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الأربعاء، ومطالب حزب “البيت اليهودي” بحقيبة وزارة الدفاع كشرط للبقاء في الحكومة، فإن التقديرات تشير إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو لن يوافق على هذا المطلب، مما قد يقود إلى تقديم موعد الانتخابات البرلمانية.
بلبلة داخل حكومة نتنياهو:
  • “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مصادر مطلعة قولها إنه من غير المعقول أن يستجيب نتنياهو لمطلب رئيس “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، في نهاية ولاية حكومته.
  • مقربون من نتنياهو قالوا إنه لم يتسلم رسميا رسالة استقالة ليبرمان، وإنه لا يزال يجري مشاورات، ولم يصدر أي قرار بعد.
  • يحاول نتنياهو، الحفاظ على ائتلافه الحكومي بينما يقوم بإجراء مشاورات مع قادة الائتلاف الحكومي، ومع كبار المسؤولين في حزب الليكود.
خيارات نتنياهو رصدها  يوسي فيرتر، المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ذات التوجهات اليسارية:
  • معضلة نتنياهو تكمن في الاختيار المر، بين الخضوع لابتزاز رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت، أو التوجه للانتخابات العامة المبكرة رغم أنفه”.
  • نتنياهو التزم الصمت تجاه هجمات بينيت على ليبرمان بسبب السياسة التي يتحمل نتنياهو المسؤولية عنها.
  • في الوقت الذي نسب نتنياهو لنفسه ما وصفه بـ “النجاحات والإنجازات” على الجبهة الشمالية بينما أسقط كل تبعات “ملف غزة” في الجنوب على ليبرمان.
  • ليبرمان سحب حزبه من الاندماج مع الليكود عشية الحرب العدوانية على قطاع غزة في صيف العام 2014، بادعاء أن الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ كان ضعيفا، وها هو يضطر مرة أخرى للاستقالة من منصب وزير الدفاع بسبب غزة أيضا.
  • بحسب كل التقديرات في الجهاز السياسي في إسرائيل، فإن نتنياهو سيجد صعوبة في الحفاظ على ائتلافه لمدة تزيد عن أسابيع معدودة، خاصة وأنه لن يتقبل الخضوع لابتزاز رئيس حزب البيت اليهود نفتالي بينيت.
  • نفتالي بينيت ليس يحيى السنوار، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع السياسي لوزراء الأمن السابقين، بدءا من شاؤول موفاز، مرورا بعمير بيرتس وإيهود باراك وانتهاء بموشي يعالون، فإن تعيين بينيت وزيرا للدفاع ليحل محل أفيغدور ليبرمان سيكون انتقام نتنياهو الأكثر إيلاما لليبرمان.
المصدر : جيروزاليم بوست + هاآرتس