شاهد: مهجرو حرستا يخرجون من “الأقبية” إلى إدلب السورية

برغم الحزن وبعد معاناة طويلة، أعرب مدنيون غادروا مدينة حرستا في الغوطة الشرقية عن ارتياحهم بعد الخروج من أقبية تحت الأرض، ليجدوا أنفسهم في محافظة إدلب السورية.

وفي أول عملية إجلاء من الغوطة الشرقية، خرج (الخميس) ألف و580 شخصاً بينهم أكثر من 400 مقاتل من حركة أحرار الشام، فيما استؤنف الإجلاء، الجمعة بدفعة ثانية من مئات المدنيين والمقاتلين ووصلت حافلات محملة بالمقاتلين المدنيين إلى مخيم مؤقت في قرية معرّة الإخوان في ريف إدلب الشمالي.

وأمام المخيم، نزل المدنيون والمقاتلون من الحافلات وقد بدا عليهم التعب، وانتظر البعض إنزال أمتعتهم، وحمل آخرون أغراضهم متجهين سريعاً إلى الداخل. 

وفي باحة أمام المخيم، ركض طفل جريح لفّ رأسه بضماد أبيض تحت أشعة الشمس، فيما عمد متطوعون إلى تسجيل أسماء الواصلين وبينهم الكثير من النساء والأطفال الذين افترش بعضهم الطريق الترابية على طول سكة حديد قديمة.

وقال أبو زيد، أحد المغادرين من حرستا “خرجنا من الغوطة بعمر جديد”، مضيفاً “قبل ساعات لم نكن على قيد الحياة، كنا أمواتاً مدفونين تحت الأرض”.

وأوضح مدير المخيم فاتح عوض، أنه تم تجهيز المكان “بمطبخ ميداني وعيادات متنقلة ومنظومة اسعاف وفريق تطوعي لخدمتهم على مدى 24 ساعة”.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع قوات النظام إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية العام 2016.

وفي عمليات إجلاء سابقة، انتقلت أعداد كبيرة من المدنيين والمقاتلين الذين تم إخراجهم من مناطقهم إلى مخيمات في إدلب، ومنهم من بقي فيها ومنهم من غادرها لاحقا، ويختار بعض المقاتلين ترك السلاح فيما ينضم آخرون إلى فصائل موج,دة في المنطقة.

وتستكمل حالياً عملية إجلاء الدفعة الثانية من مدينة حرستا، التي عزلتها قوات النظام في غرب الغوطة الشرقية، بالتزامن مع التوصل إلى اتفاق إجلاء ثان يتعلق بالبلدات الجنوبية التي يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن.

وتشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير/شباط، هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقا مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 90 % من هذه المنطقة التي تتعرض منذ 2012 لحصار وقصف جوي منتظم تسبب بمقتل الآلاف.

المصدر : مواقع فرنسية