شاهد: مطعم عراقي يقدم وجبات مجانا للصائمين منذ 500 عام

منذ مئات السنين يحافظ مسجد في بغداد على تقليد تقديم وجبات ساخنة من الحساء (الشوربة) للفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان.

فمسجد عبد القادر الجيلاني، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الثالث عشر، يقدم ثلاث وجبات للفقراء والصائمين في الشهر الكريم.

وحرصا على روح التعايش المشترك يعد مطبخ الحساء الملحق بالمسجد السُني واحة تسامح حتى في سنوات الصراع الطائفي (2006-2007) عندما لاقى عشرات الآلاف من الشيعة والسُنة حتفهم.

وقال عامل في مطبخ جامع الشيخ عبد القادر يدعى هشام محمد رشيد إن مطبخ المسجد يرجع تاريخه لأكثر من 500 عام. وأضاف “هذا المطبخ تاريخه منذ ما قبل ٥٠٠ سنة أو أكثر، من حياة سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني ولحد الآن موجود. وهذه الوجبة الخاصة مميزة من عصر سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني اللي هو كان يقدمها بزمانه وهي الشوربة للفقراء والمساكين”.

وأضاف: “فبدأنا مستمرين على منهاجه من ذاك الوقت ولحد الآن على هذا البرنامج. بعد مرور الأيام والسنين ، بدأ المطبخ بالتطور وبازدياد الكمية وبازدياد أنواع الطعام وإقبال العالم علينا يعني من جميع الطوائف والمذاهب والقوميات”.

ولا يقتصر تقديم وجبة مطيخ جامع عبد القادر الجيلاني إلى الفقراء فقط، فأحيانا يأتي أغنياء وشخصيات بارزة في المجتمع لتناولها بغرض نيل البركة على حد قول رشيد.

وأردف رشيد “الأعداد اللي يجون يعني تقريبا ما يقارب ٤٠٠ إلى٥٠٠ عائلة والناس الموجودين اللي هم من الفقراء والمساكين والنازحين الموجودين هنا بهاي المنطقة وأكو زوار يأتون من خارج المحافظة ومن خارج الدول يأتون هنا. وأكو ناس ميسورين الحال، زناجيل وأعضاء برلمان ومسؤولين بالدولة، بس غايتهم إنه هذا الأكل مجرد تبرك يأخدوه”.

والمدرسة القادرية في بغداد واحدة من الهيئات الخيرية التي تطلق حملة خيرية سنوية لتوزيع مئات الوجبات المجانية على أُسر في أحياء فقيرة بالمدينة مثل باب الشيخ والنهضة وأبي سفيان.

ويمول هذه الحملة والمشروع كله الأوقاف السُنية وأفراد من المحسنين. وتتلقى الأُسر الفقيرة حصصا يومية من الطعام من المطبخ خلال شهر الصوم.

ويُعرف الجامع بأنه مكان دفن الشيخ الصوفي عبد القادر الجيلاني كما يشتهر بقبة بناها في مجمع المسجد السلطان العثماني سليمان القانوني.

المصدر : رويترز