شاهد: مصارعة الحيوانات في إندونيسيا

عندما انطلقت الصافرة، تم إطلاق كلب صيد في وسط ساحة مصنوعة من أخشاب الخيزران وسط هتاف المتفرجين، حيث يصارع بشراسة خنزيرا بريا في مسابقة مثير للجدل بإندونيسيا.

وعادة ما تعقد المصارعة الدامية بين كلاب الصيد والخنازير البرية المعروفة محليا باسم “أدو باغونغ” في قرى نائية في مقاطعة جاوا الغربية في إندونيسيا حيث يتقاتل كلب صيد وخنزير بري ضد بعضها البعض في حلبة المعركة.

وقال المشاركون الذين أعدوا الكلاب خارج الساحة قبل المباراة، إن مشاركتهم المستمرة في تلك الرياضة هي وسيلة للحفاظ على الممارسة الثقافية التي تم تنفيذها على مدى عقود.

ويعتقد أن هذا السباق الشهير بدأ في الستينيات، عندما حاول المزارعون المحليون حماية مزارعهم من التدمير من قبل الخنازير البرية، وكان القتال في الأصل اختبارا لقدرة الكلاب على اصطياد الخنازير البرية، ولكنه تطور حتى أصبح سباقًا يشهده المئات من المتفرجين ويتخلله القمار والحصول على الأموال في حالة الفوز بالمعارك.

ويُجبَر الحيوانان على القتال حتى إصابة أحدهما، ويتم الحكم بناء على خفة الحركة ومدة العض، وتعقد المسابقة كل عطلة نهاية الأسبوع في قرى مختلفة بالمقاطعة غربي إندونيسيا.

وبمجرد أن يستقر الغبار، فإن الخنازير البرية المصابة، يتم ذبحها وبيعها للمستهلكين غير المسلمين، وإذا كانت الخنازير البرية لم تصب بجروح خطيرة يتم علاجها واستخدامها في اللعبة أو السباق القادم، كما يتم أيضًا علاج الكلاب المهزومة من جروحها.

ولعبة الصيد هي ثقافة لا تتجزأ من المجتمع، ولا ينبغي إلغاؤها رغم الانتقادات التي وجهها نشطاء حقوق الحيوان، بحسب المشاركون في السباق، وأضافوا أن هذا السباق عزز القيمة الاقتصادية لكلابهم.

ويدعو الناشطون منذ سنوات لوقف اللعبة الدامية التي وصفت بأنها “جريمة”.

وقال ناشط حقوق الحيوان الإندونيسى ماريسون جوتشيانو، إنه يتعين على الحكومة والمنظمات غير الحكومية التوجه إلى ميدان المصارعة لوقف هذا الحدث وتثقيف الشعب بأن القتال بالكلاب غير صحيح، مؤكدًا أن تلك اللعبة بمثابة عمل إجرامي ضد الحيوانات.

وللمشاركة في هذا السباق أو القتال، يتعين على أصحاب الكلاب دفع ما لا يقل عن 200 ألف إلى مليوني روبية إندونيسية (150-14 دولارًا) والكلاب تصنف إلى ثلاث فئات اعتمادا على السلالة والوزن وسجل المسار السابق.

ويحصل الفائزون على ميدالية وجائزة نقدية تقدر بحوالي ألفي دولار.

المصدر : رويترز