شاهد: مسلمة محجبة ترشح نفسها في انتخابات مقاطعة كيبيك الكندية

منذ فترة طويلة، يدور نقاش في مقاطعة كيبيك الكندية حول دور الدين في شؤون الدولة، مع تاريخ العلمانية الموروث من فرنسا.

لكن الآن، تختبر سيدة مسلمة محجبة تلك المعتقدات بالترشح عن حزب يسوق لنفسه بالدعوة لفرض حظر على الرموز الدينية.

وتترشح إيف توريس، عن حزب التضامن الكيبيكي.

وإيف توريس أم لثلاثة أبناء عاشت في مونتريال لنحو 20 عامًا.

ولطالما كانت شغوفة بالسياسة، وأعلنت الشهر الماضي قرارها بالترشح في الانتخابات المحلية في كيبيك.

لكن ترشيحها أشعل جدلًا متكررًا حول العلمانية والرموز الدينية، لأنها اختارت ارتداء الحجاب.

ولطالما اتبعت كيبيك النموذج الفرنسي للعلمانية، والذي يحجب الدين عن مسائل الدولة.

ومع ذلك، ومع تزايد عدد المهاجرين من مختلف الثقافات والأديان، واجه هذا النموذج تحديات.

وتعتقد إيف أن قرارها مهم للمجتمع متعدد الثقافات في مونتريال.

وقالت “هذا الترشح مهم في سياق اليوم، حيث ينظر دائمًا إلى السكان من أصول مهاجرة والمهاجرين على أنهم عبء على المجتمع، لا يشاركون ولا ينشطون في المجتمع. هذا غير صحيح، غير صحيح على الإطلاق.”

ومع اقتراب موعد الانتخابات في أكتوبر/تشرين أول المقبل، ستعمل إيف مع فريقها طوال فصل الصيف لإقناع الناخبين بأنها يجب أن تكون عضوًا في الجمعية الوطنية بكيبيك.

وتترشح إيف عن حزب التضامن الكيبيكي اليساري، وتقول إنه يمثل قيمها المتعلقة بالتنوع والشمول.

لكن ثبت أن الأمر صعب مع تقارير وسائل الإعلام الزائفة والسلبية ضدها.

قالت بعض وسائل الإعلام إن هناك إسلامية تترشح عن حزب التضامن الكيبيكي السياسي. لذلك، ذهب الأمر إلى أبعد حدود الافتراء”، وفقًا لـ إيف.

ولمواجهة ذلك، تتجه إيف وفريقها إلى الشارع للتحدث إلى الناخبين مباشرة. إنها تريد تبادل أفكارها معهم والاستماع إلى مخاوفهم.

وتقول إيف إنها لا تريد أن يركز الناخبون على ما ترتديه، بل على القيم التي تتبناها هي وحزبها، مثل دعم الحركة النسائية والبيئة وتحسين الاقتصاد والتعليم المجاني للجميع.

وتضيف أن كثيرين تلقوا ترشحها في الانتخابات بترحيب وتشجيع.

كما تعتقد أن كيبيك لا يتعين عليها أن تتبع خطى فرنسا عندما يتعلق الأمر بالعلمانية.

وتردف “كيبيك ليست فرنسا. نحن متحدثون بالفرنسية ونحب اللغة الفرنسية وهي في غاية الأهمية. كما أنها مهمة للغاية بالنسبة لي. ومع ذلك، دعونا لا ننسى أن كيبيك هي أرض الهجرة، أرض الانفتاح”.

واستطردت “كيبيك هي الأرض نتقاسم فيها القيم، وكذلك مع السكان الأصليين الذين كانوا هنا من قبل، وكذلك مع الهجرة الفرنسية والإنجليزية. وأظن أن أهمية حماية كيبيك من هذه التأثيرات تكمن في هذا. كيبيك ليست فرنسا، من المهم للغاية تذكر ذلك. هنا في كيبيك، نقوم بالأشياء بشكل مختلف.”

وفي حال فوز توريس، ستدخل التاريخ كأول سياسية في كيبيك ترتدي الحجاب.

المصدر : أسوشيتد برس