شاهد: عادات الكويتيين في التخييم بالصحراء

في صحراء جنوب الكويت، ينصب أحمد الشمري و15 من أقاربه وأصدقائه مخيما يستمر خمسة اشهر

مواصلين تقليدا قديما للبدو في منطقة الخليج، ومستفيدين من الطقس المعتدل في الشتاء للخروج من المدينة وتنشق هواء منعش.

في ظل خيمة كبيرة ملونة، يجتمع أحمد وصحبه، منهم من يلعبون العابا تقليدية، وبعضهم يتابعون مباراة كرة قدم عبر تلفزيون موصول إلى صحنين لاقطين.

وحتى اكتشاف النفط في الستينات من القرن العشرين، كان كثير من الكويتيين يعيشون حياة البداوة، قبل أن تجعل الثروة النفطية من مواطني هذا البلد أصحاب واحد من أعلى المداخيل في العالم.

لكن البداوة ظلت تقليدا يحب البعض أن يحافظوا عليه.

يضم مخيم عائلة الشمري ستة أقسام، “أربعة للنوم، واثنان للجلوس، أحدهما للنساء والأخر للرجال”، بحسب ما يشرح أحمد البالغ من العمر 49 عاما، والذي يعمل في مجال النفط.

وتضم الخيمة كل وسائل الراحة الممكنة، في مساحة تمتد بطول خمسة أمتار وعرض عشرة، تصطف خارجها سيارات من طرازات حديثة.

وتحظى هذه المخيمات أيضا بالمياه الجارية، تضخ من خزانات كبيرة، وحمامات مع دش، ومطابخ ببرادات وأفران تعمل بالغاز، وأسرة حديثة.

وتقام في منطقة الجليعة هذه، البعيدة عن مدينة الكويت سبعين كليومترا إلى الجنوب، مخيمات أخرى، على مقربة من الحدود مع السعودية.

وتنتشر على جانبي الطريق الصغير الموصل إلى هذه المنطقة، مئات الخيام يمينا وشمالا، وبينها مركز للشرطة وعيادة صغيرة وفرقة انقاذ.

وفي آخر الأسبوع وفي أيام العطل المدرسية، تمتلئ هذه المخيمات بالوافدين اليها، وتصبح أشبه بأحياء سكنية.

وتنتشر في المكان أيضا متاجر لبيع الفحم والغذاء وتأجير الدراجات النارية، التي يتسابق عليها الفتيان والشباب مثيرين غبار الصحراء حولهم، إن لم يكونوا في مباريات الكرة الطائرة.

في موسم التخييم، يقصد الجليعة والمخيمات المماثلة التي تقارب العشرين، عشرات الألاف من الكويتيين، وأيضا من الأجانب المقيمين في هذا البلد.

ولكل مخيم وتيرة خاصة للحياة فيه، ففي مخيم أحمد الشمري، يذهب الرجال صباحا إلى العمل في المدينة، ويعودون في المساء، وتلتحق بهم عائلاتهم إلى الصحراء في عطلة نهاية الأسبوع، أو في أيام الإجازات الطويلة.

وتنظم بعض الوزارات والإدارات العامة والشركات الخاصة مخيمات لموظفيها، كويتيين كانوا أم اجانب.

وتستفيد من هذا التقليد بعض الشركات التي تقدم الخيام وتتكفل تأمين لوازمها.

ويصل إيجار الخيمة إلى مئة دينار يوميا (أكثر من 300 يورو)، أي اكثر من بدل غرفة في فندق 5 نجوم.