شاهد: طفل برازيلي يشق مياه المحيط ويواجه الأمواج ببراعة

شق الفتى البرازيلي ريكسون فالكاو ابن السنوات العشر طريقه في مياه المحيط متأبطا لوحه الخشبي، قبل مجابهة الموج ببراعة لافتة على سواحل مدينة ساكواريما.

 وتحولت ساكواريما إلى مركز رئيسي لرياضة ركوب الأمواج في البرازيل خلال السنوات الأخيرة.

فهذا الصبي يشعر خلال ممارسته هذه الهواية كأنه سمكة في المياه، وهو ما تظهره جرأته الكبيرة وسط الأمواج.

ويفاخر فلافيو سوزا وهو منقذ بحري في ساكواريما على بعد 120 كيلومترا إلى الشرق من ريو دي جانيرو، قائلا ” لا أخشى شيئا، أستطيع ركوب أية موجة”.

وقد فرضت هذه المدينة الصغيرة بسكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة نفسها موقعا رئيسا لرياضة ركوب الأمواج التي تشهد طفرة كبيرة في البرازيل أخيرا.

وقد استضاف أحد شواطئ ساكواريما في مايو/أيار الماضي مرحلة من بطولة الاتحاد العالمي لرياضة ركوب الامواج والتي فاز بها أدريانو دي سوزا بطل العالم لسنة 2015.

وأدريانو هو أحد رموز حركة “برازيليان ستورم” (العاصفة البرازيلية) وهي عبارة مستخدمة في الوسط لوصف الموجة الجديدة من المواهب التي تسجل حضورا متناميا في عالم ركوب الأمواج خلال السنوات الأخيرة.

وأبرز وجوه هذه التشكيلة الذهبية لراكبي الأمواج هو النجم غابرييل ميدينا أول برازيلي نال لقبا عالميا العام 2014.

وتضم البرازيل هذه السنة ما لا يقل عن 12 راكب أمواج ضمن تصنيف أفضل 44 لاعبا في هذه الرياضة، وهو أمر كان يبدو مستحيلا قبل بضع سنوات عندما كان التصنيف محصورا بشكل شبه كامل في رياضيين أمريكيين أو أستراليين.

ولطالما تميزت البرازيل، الدولة الأمريكية الجنوبي الشاسعة التي تمتد سواحلها إلى أكثر من 7 آلاف كيلومتر، براكبي أمواج جيدين لكنها لم تكن يوما تضم هذا العدد من اللاعبين النخبويين في هذه الرياضة.

ولا يبدو أن هذه العاصفة البرازيلية ستستكين قريبا، إذ أن الجيل الجديد يبدي طموحات كبيرة في هذه الرياضة. وفي ساكواريما، بدأ ريكاردو فالكاو ممارسة هذه الرياضة منذ سن الثانية.

وتوضح والدة ريغاني فالكاو البالغة من العمر 37 عاما أنه “يتميز بقدرات ذهنية لرياضي عالي المستوى وهذا الأمر مهم للغاية”.

كذلك فإن المنزل العائلي الصغير مليء بالكؤوس التي نالها الفتى الموهوب الذي يقسم وقته بين ارتياد المدرسة وركوب الموج في الشواطئ القريبة.

ولا يخفي ريكسون طموحاته الكبيرة إذ يقول “حلمي أن أصبح بطلا للعالم”.

وهو محظوظ لكونه يعيش في ساكواريما التي يلقبها السكان “ماراكانا” رياضة ركوب الأمواج في البرازيل، في إشارة إلى الملعب البرازيلي الشهير لكرة القدم في ريو دي جانيرو.

وتعرف هذه المدينة الصغيرة خصوصا بجودة أمواجها.

وفي الشوارع، من المألوف مصادفة سكان من مختلف الأعمار يتنزهون متأبطين لوحا خشبيا.

ومن الوجوه الأبرز في الثقافة المحلية لركوب الأمواج، أوغوستو دي ماتوس الإطفائي المتقاعد الذي أسس مدرسة ركوب الأمواج في ساكواريما العام 1990.

ومنذ ذلك الوقت، أمضى حياته في تدريب الأطفال على صقل مهاراتهم في رياضة ركوب الأمواج.

والمدرسة التي تضم حاليا نحو ثلاثين تلميذا، دربت اليساندرا فييرا بطلة العالم للهواة في العام 1994 عندما كانت في سن الرابعة عشرة، أو راوني مونتيرو.

ومع مواهب مثل الفتى ريكسون، لا يزال أوغوستو دي ماتوس يحلم بإنجازات أكبر.

ويقول “كل هؤلاء الصغار لهم مستقبل كبير. مشروعنا يرمي إلى الاهتمام بهم منذ الصغر ومرافقتهم في مسيرتهم للتقدم. إنه مهد الأبطال”.

وعلى رغم النتائج الممتازة خلال المواسم الأخيرة، لا تزال رياضة ركوب الأمواج في البرازيل تفتقر للموارد الكبيرة التي تتمتع بها نظيراتها في أستراليا أو الولايات المتحدة، فيما تخرج البلاد ببطء من أزمة اقتصادية خطيرة.

غير أن الأمور بدأت تتغير خصوصا منذ الاعتراف بركوب الأمواج كرياضة أولمبية سنة 2016 تمهيدا لإدخاله ضمن برنامج هذه الألعاب في أولمبياد طوكيو العام 2020.

وتوضح والدة ريكسون أن ابنها يستفيد من “منحة العدائين” وهي مخصصات مالية شهرية بقيمة 500 ريـال برازيلي (151 دولارا) مقدمة من وزارة الرياضة.

وقد عقدت مدرسة أوغوستو دي ماتوس خلال العام الحالي شراكة مع قاعة رياضة متخصصة في ركوب الأمواج يمارس فيها التلاميذ كمال الأجسام وتمارين على ألواح التوازن.

ومع وصف رياضة ركوب الأمواج في البرازيل بـ “العاصفة” على رغم الموارد المتواضعة المتوافرة حاليا، يتوقع أوغوستو دي ماتوس حصول “موجة عملاقة” في حال بدأت أموال المساعدات وعمليات الرعاية بالتدفق.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية