شاهد: “صفعة” عهد التميمي تضع عائلتها المناضلة في دائرة الضوء

قضية عهد التميمي (16 عاما) والتي يجري احتجازها بعد صفعها جنديا إسرائيليا، سلطت الضوء على أسرتها الناشطة، فأسرة عهد تجسد “المقاومة الشعبية” للفلسطينيين.

إنها الصفعة “صفعة عهد للاحتلال” التي تتحدث عنها المنطقة كلها.

المراهقة عهد التميمي وابنة عمها نور (20 عاما) تقفان هنا في محيط الفناء الأمامي لمنزل عائلتهما ثم تقتربان لتصفعان وتركلان جنديين إسرائيليين.

ذلك ما ألقى الضوء على عائلة التميمي، لكنهم الآن في حالة حداد على مصعب التميمي (17 عامًا) الذي استشهد بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباكات مع رماة للحجارة الأسبوع الماضي.

وادعى جيش الاحتلال أن عهد كانت تحمل سلاحًا ولكنه لم يقدم أى دليل، وتنفي عائلتها أنها كانت مسلحة.

لكن العديد من فتيان وفتيات عشيرة التميمي شاركوا في أنشطة معادية لإسرائيل.

باسم التميمي فقد أيضا أحد أولاده، فابنته عهد البالغة من العمر 16 عاما محتجزة الآن في زنزانة السجن الإسرائيلية، وقد اعتقلت بعد أن ظهر تسجيل مصور لها وهي تصفع جنديين.

واعتبر الكثير من الفلسطينيين هذه الفتاة الشقراء رمزا لجيل جديد يقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وفي إسرائيل، ينظر إليها إما كفتاة ساذجة يتلاعب بها أفراد عائلتها الكبار، أو مثيرة للمتاعب تهدد صورة الاحتلال الإسرائيلي وجيشه.

لكن سريرها الفارغ في منزل عائلتها بمثابة تذكير دائم بأن “مقاومتها” تركتها خلف القضبان.

حادثة ديسمبر/كانون الأول التي احتلت العناوين الرئيسية وقعت بعد عشرة أيام من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة والمتنازع عليها عاصمة لإسرائيل- وهو قرار اعتبر انحيازًا لإسرائيل حول أكثر قضايا الصراع حساسية.

وفجر قرار ترمب احتجاجات فلسطينية، شملت قرية النبي صالح في الضفة الغربية وهي قرية يقطنها نحو 600 شخص من عشيرة التميمي.

في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن القرويين قاموا برشق الجنود بالحجارة وعلى طريق يستخدمه الجنود الإسرائيليون.

أما والدة عهد، ناريمان، فقد التقطت صورًا حية للأحداث ونشرتها على فيسبوك، من بينها لقطات لجنود يطلقون قنابل صاعقة.

وعند نقطة ما، تقدمت عهد مع ابنة عمها نور، نحو ضابط إسرائيلي برتبة نقيب وجندي برتبة رقيب أول كانا عند سياج الفناء الأمامي للأسرة، وصاحت عهد في الإسرائيليين وطالبتهما بالابتعاد عن البيت.

بعدها بدأت بدفع وركل الجنود الذين قاموا بصد الضربات، ومن ثم صفعتهما على وجهيهما، طبقا للائحة التهم.

وأثار هذا التسجيل المصور ضجة في إسرائيل، لأنه اعتبر مهينا لجيش الاحتلال، واعتقلت على إثره عهد في 19 ديسمبر/كانون الأول، وبعدها اعتقلت والدتها ناريمان وابنة عمها نور.

وقد تواجه عهد السجن لفترة طويلة، قد تصل إلى 14عامًا، عقب اتهامها باثنتي عشرة تهمة تتضمن مهاجمة وتهديد جنود خلال خمس حوادث ترجع لأبريل/ نيسان 2016.

أما وجه ابن عم عهد، محمد، فيحمل تذكيرًا دائما باشتباكات العائلة مع قوات الاحتلال، التي أطلقت رصاصة مطاطية، يستخدمها الجيش الإسرائيلي، على رأس ابن عم عهد، محمد (15 عاما).

ووقع الحادث في اليوم نفسه الذي صورت فيه عهد وهي تصفع الجنديين الإسرائيليين وتقول عائلتها إن إصابته الخطيرة جعلتها تنفجر في وجه الجنود في ذلك اليوم.

وأزال جراحون جزءا من الجانب الأيسر لجمجمة محمد، وسيضعون عظاما مكانه خلال الأشهر المقبلة.

ويقول والده فاضل إن الاحتجاجات مستمرة في النبي صالح منذ عام 2009 بعد أن استولى الاحتلال الإسرائيلي على نبع ماء وأوقف القرويين عن استخدامه لمواشيهم.

واعتقلت نور التميمي مع ابنة عمها عهد بسبب دورها في صفع الجنديين، وخرجت بكفالة، وهي تتطلع إلى مستقبل تصبح فيه الاحتجاجات شيئا من الماضي.

منزل العائلة مزين بالأعلام واللافتات التي ترحب بعودتها من السجن، لكن مع استمرار التوترات مع إسرائيل، يبدو أن عائلة التميمي ستواصل نشاطها ونضالها.

المصدر : أسوشيتد برس