شاهد: سواكن “جزيرة الأساطير” السودانية

بأساطيرها التي حامت حولها وبعد أن كانت بقعة مهملة، أصبحت جزيرة سواكن السودانية في قلب الأخبار وتفاعل مواقع التواصل الاجتماعي.

وسواكن، جزيرة مرجانية سودانية تطل على البحر الأحمر، تبلغ مساحتها عشرين كيلومترا مربعا، وحظيت باهتمام الحضارات الكبرى في المنطقة، وعادت إلى واجهة النقاش مجددا بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، حيث تعهد بإعادة بناء الجزيرة التاريخية.

وحرص الرئيس التركي على زيارة جزيرة سواكن، مقتفيا بذلك خطى “أجداده العثمانيين” الذين حكموا المدينة أيام الخلافة، وذلك خلال زيارة تاريخية للسودان لأول رئيس تركي منذ استقلال السودان.

الرئيس التركي أردوغان تعهد بإعادة بناء “الجزيرة التاريخية”، وعلى الفور وجّه الرئيس السوداني البشير بتكوين لجنة لمناقشة وضع الجزيرة مع أصحاب المنازل، وشراء الأرض منها وتعويضهم من قبل الحكومة الاتحادية.

وأيدت السلطات المحلية قرار “ترميم جزيرة سواكن”، وقال معتمد سواكن خالد سعدان إن إعادة بناء المدينة التاريخية ينشط السياحة والاستثمارات.

وتخطط تركيا لترميم بنايات تعود إلى العهد العثماني في الجزيرة، وفي السياق، قال الباحث في التاريخ شنقراي إبراهيم إن المدينة من أقدم مدن السودان وترتبط بها بعض الروايات الخيالية.

وتختلف الروايات حول تسميتها، ويرجع البعض اسمها إلى السكنى، فيما يقول آخرون إن لفظة سواكن تعود إلى اللغة المصرية، لكن الخيال الشعبي يحيط بالجزيرة هالة سحرية، فيرجع اسمها إلى عبارة “سوّاه-جِن”، أي شيدها الجن.

وتؤكد الأساطير والمرويات الشعبية وجود قطط ضخمة في الجزيرة، حيث يتداول السكان أن “قطط سواكن” تناجي بعضها ليلا، وتحادث الناس، وتضئ بعيونها الضخمة عتمة الليل، وهي تصطاد الأسماك.

وسواكن منطقة موغلة في القدم، شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين والعثمانيين، حيث عبروها إلى “بلاد بنط” أو الصومال الحالية، وذكرت كتابات المؤرخ الهمداني في القرن العاشر أن هناك “بلدة قديمة” صغيرة (سواكن) ازدهرت بعد التخلي عن ميناء “باضع”، وهي “مصوع” الحالية في دولة إريتريا.

استولى الملك المملوكي الظاهر بيبرس عام 1264 للميلاد على سواكن، ولم يبق فيها طويلا، لكن رجاله عادوا واعتمدوها ميناء بعد أن دمروا ميناء “عيذاب” إلى الجنوب.

واختارها السلطان العثماني سليم الأول عام 1517، مقرا لحاكم “مديرية الحبشة العثمانية” التي تشمل مدن “حرقيقو ومصوع” في إريتريا الحالية، ولاحقا ضُمّت لولاية الحجاز العثمانية تحت إدارة “والي جدة”، ثم رفضت الدولة العثمانية ضمها إلى مصر في عهد محمد علي باشا، بل أجرتها له مقابل مبلغ سنوي، ثم تنازلت له عنها مقابل جزية سنوية في 1865.

لاذت بها جيوش “لورد كتشنر” البريطانية في مواجهة هجمات جيوش القائد المهدوي “عثمان دقنة”، إبان عهد الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان، وبعد هزيمة الثورة المهدية، واسترداد البريطانيين للسودان سنة 1899، أنشأوا ميناء بديلا في بورتسودان، وزعموا أن ميناءها غير ملائم للسفن الكبيرة.

المصدر : أسوشيتد برس + وسائل إعلام