شاهد: “زهرة الجثة”.. تشتهر برائحتها النتنة
يتدفق الزوار يوميا على الحديقة النباتية الملكية في أدنبره أملا في حضور لحظة إزهار ” زهرة الجثة” والتي تصدر عنها رائحة نتنة أثناء فترة إزهارها تشبه رائحة الجثة المتحللة.
وتعد زهرة الجثة من أغرب أنواع النباتات على الأطلاق، وذلك لأنها الزهرة الوحيدة التي تزهر مرة واحدة كل عدة أعوام إضافة إلى رائحتها -على خلاف كل الورود والزهور – غير المحببة وشكلها الغريب.
وفي أدنبره يترقب الزوار، بعد دعوتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة الحدث والذي يتوقع أن يحدث في أي لحظة ولا يمكن حتى للخبراء معرفة توقيته على وجه الدقة، وكانت آخر مرة فتحت فيها الزهرة في يونيو/حزيران 2015، وحضرها 20 ألف شخص.
ويكمن السبب وراء الرائحة الكريهة للزهرة في جذب الملقحات كالنحل، الذباب، والخنافس، إذ تنجذب هذه الحشرات إلى الزهرة بفعل رائحتها القوية والكريهة وتأتي الحشرات لوضع البيض وفي نفس الوقت تعمل على نقل حبوب اللقاح ونشره عبر الغابة.
ويعتقد علماء البيولوجيا والنباتات أن مركبات كيميائية مسؤولة عن الرائحة النتنة التي تصدر عن الزهرة وتشبه رائحة مادة الكبريت التي تُعطي رائحة البيض الفاسد، إضافة لمركبات أخرى قد تكون موجودة بالنبتة، وتنتج الزهرة كذلك حرارة لتسمح للرائحة القوية بالانتشار بصورة أكبر في المنطقة.
وتتميز الزهرة كذلك بميزة غريبة أخرى وهي الفترة الطويلة التي تستغرقها لتُزهر بتلاتها، حيثُ يُعرف عنها أنها تُزهر مرة كل مائة عام.. ولا تتفتح بتلاتها سوى ليومين فقط (من 24 – 30 ساعة) ثم تذبل بتلاتها خلال 12 ساعة، وهذا الأمر الغريب جعل علماء النبات يُكثِّفون دراساتهم حول النبتة وطبيعتها. يقول عالم النباتات الإستوائية” بيتر ويلكي” إنه عمل في الغابات الاستوائية المطيرة في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من 25 عاما، ولكنه لم يشهد إزهارا لزهرة الجثة في البريّة.
ويعرف عن هذا النبات أنه يستغرق ست سنوات للوصول إلى النمو الكامل، وهي من الزهور النادرة التي يصعب الاعتناء بها، ويصل ارتفاعها من 1.5 متر إلى 3 أمتار، وعند الإزهار تكون درجة حرارة النبات بنفس درجة حرارة جسم الإنسان، مما يساعد على نشر الرائحة القوية.
وعلى عكس النباتات الأخرى، لا تلجأ زهرة الجثة إلى إخراج رائحة حلوة لجذب الفراشات والنحل لتلقيحها، بل يتم تلقيحها بواسطة الذباب والخنافس التي تضع بيضها في اللحم الفاسد، لذلك فهي تخرج هذه الرائحة التي تجذب هذه الحشرات.