شاهد: رايتس ووتش تتهم التحالف العربي بإعاقة المساعدات الإنسانية في اليمن

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن القيود التي تفرضها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على الواردات إلى اليمن أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا للمدنيين اليمنيين.

وقالت المنظمة في تقرير لها (الأربعاء) إن هذه القيود، التي تنتهك القانون الإنساني الدولي، أدت إلى تأخير السفن التي تحمل الوقود وتحويل طرقها، إغلاق ميناء بالغ الأهمية، وإيقاف السلع المنقذة لحياة السكان من الدخول إلى الموانئ البحرية التي تسيطر عليها مليشيا الحوثيين وقوات صالح.

وأضاف التقرير أن مليشيا الحوثيين وقوات صالح، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، انتهكت كذلك الالتزامات القانونية الدولية بتسهيل المساعدات الإنسانية للمدنيين، وألحقت أضرارا كبيرة بالسكان المدنيين، بسبب منعها للمساعدات وصادرتها وحرمانها السكان المحتاجين من الحصول عليها، كما قيدت حركة المدنيين المرضى وموظفي الإغاثة.

وقال بيل فان إسفلد، وهو باحث أول في حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: “على التحالف بقيادة السعودية إنهاء قيوده غير الشرعية على الواردات إلى اليمن، وعلى قوات الحوثيين-صالح وقف عرقلة المساعدات. قبل أن يعاني ويموت المزيد من الأطفال لأسباب يمكن منعها، على الأطراف المتحاربة السماح بوصول الوقود، الغذاء، والأدوية إلى العائلات التي تحتاج إليها”.

وقال التقرير إن اليمن، الذي يعد أفقر بلد في الشرق الأوسط، يعاني حاليا من أكبر أزمة إنسانية في العالم؛ حيث ينتشر سوء التغذية والمرض على نطاق واسع، لا سيما بين الأطفال، وسط تقديرات بأن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد قد وصل إلى  مليون و800 ألف طفل.

ورصد التقرير اتساع مظاهر الأزمة الإنسانية في اليمن؛ حيث أغلقت نصف مستشفيات البلاد، بينما يفتقر 15 مليونا و700 ألف شخص إلى المياه النظيفة، كما يوجد في البلاد أكثر من 700 ألف حالة كوليرا محتملة، بزيادة نحو 5 آلاف حالة يوميا.

ووثًقت هيومن رايتس ووتش 7 حالات منذ مايو/آيار، قام فيها التحالف بشكل اعتباطي بتحويل مسار ناقلات وقود متجهة إلى موانئ تحت سيطرة الحوثيين-صالح، أو تأخيرها. في إحدى الحالات، احتجز التحالف سفينة تحمل الوقود في ميناء سعودي لأكثر من 5 أشهر، ولم يستجب لطلبات شركة الشحن للحصول على تفسير. وكان لا بد من تفريغ البضائع النفطية في ميناء سعودي دون تعويض، كما لم يتمكن الطاقم الذي يحتاج إلى علاج طبي من مغادرة السفينة.

وقالت المنظمة في تقريرها إن مليشيا الحوثي وقوات صالح تستخدم الوقود المستورد لأغراض عسكرية. وهو ما يساهم في منع واردات الوقود أو تأخيرها بشكل مفرط من الوصول إلى المدنيين وبالتالي يؤدي إلى انهيار النظام الصحي في مناطق سيطرتهم.

وقال التقرير إن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أفاد في يونيو/حزيران بأن االحوثيين جنوا ما يصل إلى مليار و140 ألف دولار من توزيع الوقود والنفط في السوق السوداء، وأن الوقود كان “أحد المصادر الرئيسية لإيرادات الحوثيين”.

وقالت لجنة الأمم المتحدة في تقريرها إن مليشيا الحوثي وقوات صالح حولت المساعدات الإنسانية وفرضت متطلبات مفرطة على الوكالات الإنسانية قبل السماح بتوزيع المساعدات. كما أجبرت بعض المنظمات الإنسانية على إنهاء العمليات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، ما دفع منظمات مثل منظمة “أطباء بلا حدود” إلى إعلان انسحابها من مناطق تسيطر عليها مليشيا الحوثي وقوات صالح.

المصدر : الجزيرة مباشر