شاهد: “دماء ومصحف ووصية” تركها الشهيد أحمد جرار

ملابس مضرجة بالدماء، ومصحف كُتب على صفحته الأولى “إلى ابني العزيز أحمد”، ووصية كتبت بخط اليد، وبقايا طعام، وجدتها عائلة “أحمد نصر جرار” بعد استشهاده.

واغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، المقاوم الفلسطيني المطارَد، في أحد المنازل بقرية اليامون قرب جنين شمالي الضفة المحتلة.

ونفذّ الجيش الإسرائيلي، عملية عسكرية في قرية اليامون، فجر أمس، أدت لاستشهاد أحمد نصر جرار، الذي تتهمه إسرائيل بقيادة خلية عسكرية نفذت عملية إطلاق نار قرب نابلس قبل أسابيع، قتل خلالها حاخام إسرائيلي.

هذا خط أحمد، وملابس أحمد”، يقول “صهيب” شقيقه، بعد أن تمكّن من دخول المنزل الذي قُتل فيه، بحسب شهود عيان.

وأفاد شهود العيان، بأن شقيق أحمد تعرّف على ممتلكاته، من مصحف وملابس غطتها الدماء، ووصية، ومذكرات كتبها بخط يده، وجدها في المنزل الذي كان يوجد فيه، فور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المكان.

الشاب أمير فرّاج، من سكان قرية اليامون، وصل للمكان المستهدف بعد انسحاب الاحتلال مباشرة، وروى ما شاهده قائلا “رأينا سترة مغطاة بالدم وجزءًا من الدماغ والجمجمة، ومصحفاً كُتب عليه “إلى ابني العزيز أحمد”، وقد اخترقت رصاصة المصحف أيضًا”.

وتابع، من فوق ركام المنزل المهدّم “لم نرَ جثة أحمد، الجيش أخذها معه عند انسحابه من المكان”.

وفور انسحاب الجيش الإسرائيلي، توجّه أهالي بلدة اليامون للمنزل المستهدف، وعلت التكبيرات والهتافات التي تمجّد “أحمد جرار”، ومنها “بالروح بالدم نفديك يا أحمد”.

كما دعت القوى الوطنية والإسلامية في جنين، عبر مكبرات الصوت في المساجد، الحداد والإضراب الشامل، تنديدًا بعملية الاغتيال، وحدادًا على “أحمد”.

وانطلقت مسيرات عفوية في مدينة جنين وقرية اليامون، بعد الإعلان عن استشهاد أحمد، رفعوا خلالها صوراً له، ورددوا هتافات تطالب الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية “بالانتقام لدمائه”.

أحمد خمايسة، معتقل محرر من السجون الإسرائيلية بعد قضاء 15 عاماً، كان في موقع الحدث، وقال “عشت مطارداً عاما ونصف العام، المطاردة ليست أمراً سهلاً، ولا شك أن أحمد قد عانى كثيراً خلال هذه الفترة”.

ووصف خمايسة حياة المُطارد بالصعبة جدًا، وقال “المطارد يتنازل عن حياته، وعن كل ما يملك، يستغني عن أهله وأصدقائه فداء لقضيته، عندما تكون مطارداً يعني أنك وحدك، تجابه دولة بكامل عتادها وجواسيسها”.

بدوره، أشاد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في جنين، ماهر الأخرس، بالشاب الشهيد أحمد جرار، وقال “كل شعبنا الفلسطيني لا يعترف بالاحتلال، طريقنا هو المقاومة وحمل السلاح”.

وأضاف “أحمد جرّار ووالده الشهيد من قبله، وكل المجاهدين هم قدوتنا، وسنواصل طريقهم ولن يردّنا أحد”.

ومنذ مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار في التاسع من يناير/كانون ثاني الماضي، قرب مدينة نابلس شمالي الضفة، بدأ الجيش الإسرائيلية بعمليات تمشيط وبحث للوصول للمنفذين.

وخلال تلك الفترة، شهدت مدينة جنين وبلداتها عمليات عسكرية إسرائيلية متتالية، بهدف الوصول للخلية العسكرية التي تتهمها إسرائيل بقتل المستوطن.

وفي الثامن عشر من يناير، اقتحمت شهدت جنين عملية عسكرية واسعة، قتل خلالها أحمد إسماعيل جرار، وهو ابن عم أحمد نصر جرار.

كما هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي أربعة منازل لعائلة جرار خلال تلك العملية، قبل أن تعلن عن فشلها في القبض على “أحمد” أو تصفيته.

وفشلت قوات الاحتلال باعتقال أحمد في عدة عمليات اقتحام ومطاردة له، في عدد من المناطق بجنين، حتى تمكنت إسرائيل من الوصول إليه واغتياله أمس الثلاثاء.

وخلال فترة مطاردة أحمد، اعتقل جيش الاحتلال 71 فلسطينياً من جنين، بهدف الوصول له، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

ونعت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أحمد جرار ووصفته بـ”الشهيد القائد القسامي”، وتوعدت الاحتلال بمزيد من العمليات في كل الميادين.

يشار إلى أن أحمد هو نجل الشهيد نصر جرار، أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام وأحد مهندسي عمليات المقاومة وتصنيع العبوات الناسفة.

واستشهد مساء أمس فلسطيني آخر في مواجهات مع الاحتلال في نابلس، كما لقي شهيد جديد صباح اليوم الأربعاء في الخليل بزعم تنفيذه عملية طعن.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر