شاهد: درس الطب وتحول للرسم.. روسي يتفنن في “الغبار”

على عكس الكثيرين، فإن الفنان الروسي “نيكيتا جولوبيف” لا تبدع أنامله إلا من خلال الولوج إلى الغبار ليس للمسح والتنظيف، إنما لتحويله للوحة فنية تنطق بكل الجمال.

يغادر الفنان منزله صباحا، لا يحمل سوى عدد من فرش الرسم وقفازات صوفية، ويبدأ رحلة البحث عن “المتاعب ” وما أن يجد ضالته برصد سيارة بيضاء، أو على الأقل كانت بيضاء وبابها الخلفي أصبح بنيا قاتما، بسبب طبقة من الأتربة والغبار، حتى تنفرج أساريره، فقد وجد البيئة المثالية لعمله الفني الجديد.

عند الحديث عن فن “جرافيتي” التي تعني “الكتابة على الجدران” يتبادر إلى الذهن الرسم بالـ”سبراى”؛ أما جولوبيف فإنه يعتمد في فنه على الأتربة والغبار، وقد ابتكر الشاب (35 عاما) أعمالا فنية على عدد لا حصر له من الشاحنات المغبرّة بشكل لا مثيل له.

يقول جولوبيف، وهو يزيل بفرشاته متوسطة الحجم طبقة تلو الأخرى من الأتربة إنه من المهم أن تكون الأتربة سميكة لكي تتمكن من خلق أكبر قدر من ” حدة التناقضات”.

ويضيف الفنان الروسي أن الأتربة لا يجب أن تكون ثابتة، وما هي إلا 45 دقيقة حتى ظهر على الباب الخلفي، وأبعاده مترين وثلاثة أمتار، وجه أسد بشعر كثيف.

ويقول ، إن الفكرة ظلت بداخله لفترة طويلة وتمثل الأسطح الكبيرة على المركبات مكانا مثاليا لفنه ويضيف أن الأتربة موجودة بالفعل وهى مجانية تماما.

ولم يواجه فن الشارع الخاص بجولوبيف أي مشكلة أبدا، يقول جولوبيف “ذات مرة جاء سائق شاحنة وكان سعيدا للغاية لدرجة أنه سألني إذا ما كان بإمكاني أن أنفّذ رسما ملونا، لا يوجد هناك ما يمنعني من ممارسة عملي إنه مجرد غبار، وأنا أحوله للوحات فنية”.

وبالنسبة له فإن الفن هو حرفة، ورغم أن جولوبيف طبيب مدرَّب، إلا أنه لم يمارس أبدا مهنة الطب، ولا يتصور أن يمارسها في أي وقت، ومنذ سنوات وهو يكسب قوته كمصور حر، وحاليا لديه استوديو صغير ينتج أفلاما للرسوم المتحركة.

يقول الفنان الطبيب إنه يحب رسم الحيوانات أكثر من أى شيء آخر، مشيرا إلى أنها تتسم بمميزات خاصة ويبدو دائما راضيا عند الانتهاء من عمله الفني.

تلقى جولوبيف طلبات لتقديم أعمال سياسية، لكنه رفض قائلا إنه لا يريد أن يمزج فنه مع السياسة، لكنه قد يلجأ إلى تنويع نشاطه سعيا إلى إثارة مزيد من الاهتمام الشعبي. 

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر