شاهد: تجمع حاشد للمعارضة التركية في إسطنبول

تجمع عشرات الآلاف من أنصار حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول في ختام “المسيرة من أجل العدالة”.

وقطع زعيم الحزب كمال كيليتشدار أوغلو خلال المسيرة نحو 450 كيلومترا مشيا على الأقدام من أنقرة، احتجاجا على اعتقال عضو من حزبه.

وقال كيليتشدار (68 عاما) في ختام هذه المسيرة التي انطلقت في الـ15 من يونيو/ حزيران الماضي وتواصلت لـ25 يوما، أمام حشد في ساحة واسعة على الجانب الآسيوي من إسطنبول “لا يظن أحد أن هذه المسيرة هي الأخيرة، بل إنها الخطوة الأولى”.

وأضاف أن المسيرة ساعدت الأتراك على “خلع رداء الخوف” منذ إعلان حالة الطوارئ بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.

واجتذب كيليتشدار أوغلو الذي كان يسير بمعدل عشرين كيلومترا يوميا، تأييدا محدودا في المرحلة الأولى من مسيرته.

وبعد خمسة أيام ومئة كيلومتر كان نحو ألف شخص يسيرون معه، لكن الأعداد زادت بدرجة كبيرة وفي الأيام القليلة الأخيرة اجتذبت المسيرة حشودا ضخمة.

وانضمت إليه أحزاب معارضة أخرى منها حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.

ورغم تنديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمسيرة وحالة الطوارئ بالبلاد، فإن السلطات سمحت للمسيرة بالمضي قدما.

ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن حاكم إسطنبول قوله إن الشرطة نشرت 15 ألفا من أفرادها في المدينة.

وكان القضاء التركي حكم على النائب عن حزب الشعب الجمهوري أنيس بربر أوغلو بالسجن لمدة 25 عاما في قضية تسريب معلومات عن شحنات أسلحة تركية كانت متوجهة إلى سوريا عام 2014.

وتعهد رئيس حزب الشعب الجمهوري باحترام الهويات الإثنية ومعتقدات ونمط حياة جميع المواطنين الأتراك خلال مزاولته السياسة في البلاد.

وأضاف في كلمة له خلال ختام مسيرته الاحتجاجية، “إلى أن السياسة تُزاول من أجل تحقيق مصالح البلاد والمواطنين”.

وتابع “السياسة تمارس لتوحيد البلاد لا لتقسيمها وتفتيتها أو إثارة الاستقطابات والتوترات”. لافتًا إلى أنه “لن يمارس سياسة قائمة على أساس الهويات الإثنية والمعتقدات ونمط حياة المواطنين”.

وخلال كلمته، تلا كيليتشدار أوغلو آية قرآنية واستشهد بحديث نبوي وأقوال للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، بالإضافة إلى أقوال فلاسفة ومفكرين أتراك وعالميين، بهدف التأكيد على أهمية أن يسود العدل والعدالة في البلاد.

وأضاف أنه يجب أن تكون أسس السياسة في البلاد قائمة على الأخلاق والعدل.

ورفض كيليتشدار أوغلو الانتقادات التي وجهت إليه بسبب مسيرته الاحتجاجية.

وقال “إذا انعدمت المساواة وغاب الاستقلال عن المحاكم وسلبت صلاحيات البرلمان وصمت الإعلام الذي يعد عين الشعب وصوته، حينها يكون الشارع هو المكان الوحيد للبحث عن العدالة”.

وأوضح أن الشعب التركي منع الانقلاب العسكري في 15 يوليو/ تموز الماضي، من خلال نزوله إلى الشارع.

وانتقد كيليتشدار أوغلو فرض قانون الطوارئ في تركيا بتاريخ 20 يوليو/ تموز الماضي (عقب محاولة الانقلاب)، واصفا تلك الخطوة بأنها “سلبت صلاحيات البرلمان، وربطت آلية العدالة بشكل كامل بالسلطة السياسية في البلاد”، وطالب بإلغائها.

تجدر الإشارة الى أن حزب الشعب الجمهوري، كان قد بدأ في 15 يونيو/حزيران المنصرم، مسيرة احتجاجية يسعى من خلالها إلى المطالبة بالإفراج عن نائبه في البرلمان، أنيس بربر أوغلو، المحبوس بتهمة إفشاء معلومات سرية خاصة بالدولة.

وفي 14 يونيو/حزيران الماضي، قررت محكمة جنائية في مدينة إسطنبول، حبس “بربر أوغلو”، 25 عاماً، لتورطه في قضية إفشاء معلومات سرية، بقصد التجسس السياسي أو العسكري.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر + رويترز