شاهد: انهيارات طينية تجتاح سيراليون جراء الفيضانات

بث نشطاء وسكان محليون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، ترصد حجم الكارثة التي سببتها الفيضانات والانهيارات الطينية وألحقت الدمار في سيراليون.

وقام كلفن كامارا وشقيقه فوهارد سيساى برصد وتصوير ما أطلق عليه “الطوفان المميت” في منطقة بلدة فولاة في فريتاون، الاثنين، وعواقبه يوم الثلاثاء، وهو المقطع الذي حظي بانتشار واسع المدى على شبكة الإنترنت خلال يومين.

من جهته، طلب رئيس سيراليون إرنست باي كوروما دعما عاجلا لآلاف المتضررين من الفيضانات والانهيارات الطينية التي ضربت العاصمة فريتاون، وأسفرت عن مئات القتلى وآلاف المفقودين.

وأضاف كوروما، في تصريحات له الثلاثاء أثناء تفقده حي ريجنت الأكثر تضررا في فريتاون، إن الكارثة الطبيعية التي ضربت العاصمة تفوق طاقة البلاد، التي تعد إحدى أفقر الدول في العالم.

وأكد أن “مجموعات سكانية بأكملها زالت” بعد 3 أيام من الأمطار الغزيرة وانهيار أرضي هائل جرف عشرات المساكن بعضها يتألف من ثلاث او أربع طبقات.

وتابع أن حجم الدمار الذي شهدته سيراليون كان كبيرا، لاسيما بعد تسبب الفيضانات في القضاء على قرى بأكملها.

وذكرت جمعية الصليب الأحمر المحلية أن حصيلة الضحايا بلغت رسميا 312 قتيلا –هذا العدد مرشح للارتفاع إلى 600- وحوالى ثلاثة آلاف مشرد، إلى جانب آلاف المفقودين في عاصمة هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا.

وقد أعلنت السلطات في سيراليون انتشال نحو 400 جثة لقي أصحابها حتفهم جراء الفيضانات, وقالت إنها تترقب انتشال قرابة 500 جثة أخرى، وفتحت السلطات مركزا لاستقبال سكان حي ريجنت الواقع على تلة وجرفته انهيارات ارضية.

وبالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من القتلى والمفقودين، ألحقت السيول أضرارا كبيرة بالممتلكات والبنية التحتية -الضعيفة في الأصل- في فريتاون، كما أن المشارح وجدت صعوبة في استيعاب المئات من جثث الضحايا.

وقال عبد الناصر منسق برنامج الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر أن المياه جرفت مجموعات سكانية بأكملها في بعض الأحياء وما تبقى منها تغطيه الوحول، ويعمل المتطوعون في الصليب الاحمر بأيديهم في الوحل أو بأدوات بدائية بسبب عدم توفر تجهيزات مناسبة، على حد قوله.

في هذه الأثناء، أبدى المفوض الأوربي للمساعدة الإنسانية خريستوس ستيليانيدس استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة سيراليون، كما عبرت الخارجية التركية عن تضامن أنقرة مع هذا البلد الأفريقي، وقالت الخارجية الإسرائيلية إنها سترسل مساعدة فورية.

من جهته، ناشد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، دول العالم إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى سيراليون لمواجهة كارثة الفيضانات والانزلاقات الأرضية، لافتا إلى أنه لم يمر سوى عامين فقط على تمكن هذا البلد الأفريقي من التغلب على وباء إيبولا.

وتشهد عاصمة سيراليون التي تطل على البحر كل سنة فيضانات تؤدي إلى انتشار أوبئة مثل الكوليرا والزحار.

وفي سبتمبر/أيلول 2015 اسفرت فيضانات عن سقوط عشرة قتلى وتشريد تسعة آلاف شخص آخرين في عاصمة هذا البلد الأفريقي، والذي يحتل المرتبة 179 من أصل 188 على سلم التنمية البشرية للأمم المتحدة في 2016.

المصدر : الفرنسية + رويترز + وكالة الأنباء القطرية