شاهد: المهدي ينفي الاتفاق مع الحكومة السودانية ويدعم سيناريو عبود

طالب زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، السبت، بكفالة الحريات وتحقيق شروط الانتخابات وعدم التعامل بعنف مع المظاهرات.

ونفى المهدي وهو آخر رئيس وزراء سوداني منتخب ديمقراطيا في السودان -خلال لقاء له مع إعلاميين سودانيين في الخرطوم-  بشكل قطعي وجود اتفاق سري بينه والحكومة السودانية وذلك بعد عودته من منفى اختياري لمدة 10 أشهر خارج السودان.

عودة المهدي إلى السودان الأربعاء الماضي، جاءت والبلاد تشهد احتجاجات كبيرة عمت أرجاء البلد تقريبا وشهدت وقوع قتلى وإصابات في صفوف المحتجين، في أجواء تزداد توترا.

ماذا قال المهدي؟
  • المهدي اقترح تسيير موكب جامع تشترك فيه كل القوى السودانية لتسليم مذكرة للحكومة تكون شبيهة بميثاقين لانتفاضتين شعبيتين سابقتين في السودان.
  • تحقيق البديل وتخيير النظام أما القبول بالمذكرة المقدمة من قبل القوى السودانية أو مواجهة إضرابات.
  • النموذج الذي حدث مع الفريق عبود إبان ثورة أكتوبر 1964.هو الأصلح للوضع الحالي في السودان.
  • لا نفرض على بقية القوى السودانية مقترحاتنا لحلول الأزمة السودانية وما ننادي به تسليم مذكرة جماعية للنظام.
  • نريد تطوير الموقف من النظام الحاكم في السودان من الموقف التلقائي إلى شكل منظم من أشكال التحرك.
  • على النظام بعد 30 سنة من الحكم الفاشل أن يرى فشله بدلا من إغلاق المدارس وإعلان حالة الطوارئ.
  • المهدي طالب في لقائه بالإعلاميين، بكفالة الحريات وتحقيق شروط الانتخابات وعدم التعامل بعنف مع المظاهرات.
  • ثورات الربيع العربي أطاحت بالحكام لكنها لم تقدم البديل، والأنظمة تخندقت بعد أن تمت الإطاحة بالنظامين التونسي والمصري وتحولت الثورات إلى حروب أهلية.
انتقادات للمهدي:
  • كثيرة هي المواقف التي يحتد فيها ويتأزم الموقف بين الصادق المهدي ونظام الحكم في السودان لكنه وفي معظم الأحيان، يخرج مشاركا في الحوارات، ومهادنا يرفض العنف وينفر منه ثم يصبح أقرب لأهل الحكم منه لتطلعات الشارع السوداني في التغيير.
  • الاتهامات المتكررة من الحكومة للصادق، تثير التساؤلات رغم أنه من أكثر المعارضين تفاوضا مع الحكومة، ووقع معها اتفاقات، كما لم يفعل أي تنظيم معارض في السودان.
  • ابن المهدي الأكبر “عبد الرحمن” يتولى منصب مساعد للرئيس البشير، وهو المرشح الأوفر حظا لخلافة والده على رئاسة الحزب، بحكم البنية الطائفية للحزب.
  • الإشكالية هذه بالذات تطرح سؤالا يصعب تفسيره في التوفيق بين الصادق المهدي كمعارض، وابنه الذي يتولى منصبا حكوميا مرموقا داخل النظام، في مشهد يصفه السودانيون تندرا، بأنه “رِجل في الحكومة ورِجل في المعارضة”.
  • يؤخذ على المهدي أنه وفي أكثر من موقف، كان يخالف قرارات المكتب السياسي لحزبه ( حزب الأمة القومي) ويقوده إلى الوجهة التي يرغبها هو.
  • لهذه الأسباب، توجه له اتهامات من البعض بأنه عاد إلى الخرطوم من منفى اختياري بعد 10 أشهر، في إطار صفقة مع النظام الحاكم بالسودان وذلك استنادا إلى لهجة اعتبرت متصالحة مع الخرطوم.
  • الصادق المهدي كان قد قال، إنه لم يحصل على أي ضمانات من أي طرف، وأنه لم يتسلم أي رسائل طمأنة من جانب النظام أو أي قوى دولية أو إقليمية أخرى.
  • المهدي شدد على أنه لا يزال يمثل أحد أهم ركائز المعارضة الرئيسية بالبلاد في مواجهة هذا النظام، وأنه لن يتوقف عن انتقاده.
ما هو نمط “عبود” الذي طالب به المهدي؟
  • في الثورة الشعبية التي قامت على نظام الفريق إبراهيم عبود في 21 أكتوبر/ تشرين أول عام 1964. لم يطلق الجيش السوداني آنذاك الرصاص الكثيف ولا العشوائي، غير أن رصاصة قتلت الطالب أحمد القرشي يومها عندما اقتحمت الشرطة ندوة جامعية.
  • اندلعت مظاهرات في كل أنحاء السودان بعد تشييع القرشي، وبعد مقتل القرشي بأربعة أيام جاء خطاب عبود الأول والذي ألمح فيه إلى أنه سيبقى في السلطة حتى تشكيل حكومة.
  • الجماهير لم يعجبها ذلك وواصلت الاحتجاجات واحتشدت عند القصر الجمهوري فأطلقت الشرطة النار على المتظاهرين وسقط عدد من القتلى فيما عُرف بحادثة القصر فكان التنازل الثاني.
  • بعد أسبوعين من ذلك أعلن الفريق عبود تنحيه وشكلت حكومة برئاسة “سر الختم الخليفة” وسميت بحكومة جبهة الهيئات.
من هو إبراهيم عبود
  • إبراهيم عبود هو ثاني رئيس للسودان، وقائد أول انقلاب عسكري فيه عام 1958 تولى على إثره السلطة وأوقف العمل بالدستور وحل البرلمان ومنع العمل الحزبي، وترأس السودان إلى أن أطاحت به انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول 1964 ، يتهمه خصومه بأنه اعتمد سياسات قسرية وقمعية فاقمت أزمة الجنوب وزادت رقعة الحرب، توفي عام 1983.
الرئيس السوداني الأسبق إبراهيم عبود

 

المصدر : الجزيرة مباشر