شاهد: الكلش.. حرفة كردية يدوية الصنع بالكامل

لا يزال كبار صانعي أحذية الكلش الكردية يصنعون تلك الأحذية التقليدية في السليمانية. والكلش حذاء يدوي الصنع بالكامل يقوم على صناعته أشخاص تعلموا الحرفة من آبائهم وأجدادهم.

وتحظى أحذية السليمانية بشهرة خاصة، تلك الأحذية المعروفة باسم الكلش تصنع في منطقة هورامان بإقليم الكردستان، وتباع في كافة المناطق الكردية في العراق.

ومهارات صناعة الأحذية تتناقلها الأسر جيلًا بعد جيل. فها هو “كيوان هه ورامي” يصنعها في ورشته الصغيرة.

الرجل سعيد بالحديث عن أسرار صناعة الكلش للعالم بأسره، فهو يبدأ عمله بقص الأقمشة، قائلًا “صناعة الكلش لا يمكن وصفها بالكلام وحده”. وأخذ يضغط على الأقمشة ويدقها ليشكل بطانة الحذاء.

ورغم استيراد أنواع متعددة من الأحذية، لا يزال هناك طلب على الكلش، بسبب خفته والراحة في ارتدائه، لذا يمكن رؤية الكثيرين وهم يرتدونه.

وهذه الأحذية يتم إنتاجها في ورش صغيرة، وليس في مصانع تنتجها بكميات ضخمة- فكل زوج أحذية يصنع يدويًا بالكامل.

وبينما يغزل “هورامي” خيطا أبيضا بين أصابعه وأصابع قدميه، يشرح “هذا هو الخيط الخام الذي يستخدم لصناعة الحذاء، حسب طبيعة صناعة (الحذاء) نحن بحاجة لهذا لتصنيع الحذاء، يجب أن يكون من ست طبقات وكل كلش (حذاء) يحتاج عدة (طبقات) من هذا”.

وقد تبلغ تكلفة زوج من أحذية الكلش الجيد نحو مئة ألف دينار عراقي أو نحو ثمانين دولارًا. غير أن عملية التصنيع تتطلب الكثير من العمل.

يقول هورامي “الأمر يحتاج وقتًا طويلًا للغاية، قد يستغرق من ثمانية إلى عشرة أيام، فقط لإتمام غزل قوام (الحذاء)”.

ومن طرائف الكلش أنه يمكن ارتداء أي من قطعتيه في القدم اليمنى أو اليسرى.

والطبيعة الجبلية في شمال العراق تجعل من الكلش حذاءً عمليًا للغاية ومفيدًا لرعاة الغنم ومقاتلي البيشمركة- وأيضًا للمهربين الذين يقومون بالمرور عبر الحدود كثيرًا في منطقة الحدود بين العراق وإيران وتركيا.

المصدر : أسوشيتد برس